منذ أن أسست لنا روح الرؤية المباركة 2030 ونحن نمضي قدما بخطى ثابتة ومدروسة نحو المستقبل، المستقبل حيث عنونه فكر سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله-، المستقبل هو القمة، وحيثما نكون ونصل تكون القمة، ولهذا فإن العمل عند الوصول إلى القمة التي نقف عليها، ليس بالمحافظة والتمسك بالقمة بحدودها الافتراضية، بل توسعتها والاطراد في تمديد رقعتها الإنتاجية والمعنوية والفكرية، التوسع الأفقي بالاتجاه العمودي، هو التصور الأمثل الذي رسمه لا حدود لخيال السعودي لمعنى التوسع على القمة، فحيث تكون القمة بالاتجاه العمودي، يكون التوسع الأفقي من حولها. كنت سابقا وفي مقالة مختصة بهذا الشأن وفي نفس الاختصاص أشرت إلى ضرورة فصل مفهومي العقار والإسكان، وهذا ما كان واضحا جليا في مخطط الهيئة العامة للعقار، التي وفي نفس التوقيت يقام منتدى مستقبل العقار، الهيئة العامة للعقار تتطور بشكل دوري ضمن استراتيجيات واضحة ومعدة مسبقا، هي ليست فقط جهة تنفيذية، بل تشريعية تنظيمية، تجمع بين المفهوم النظري والتطبيق العملي، بحيث تكون كافة القرارات والتوجهات على اتساعها وتنويعها، ولكنها في نهاية كل مرحلة زمنية تخرج بشكل واضح منتظم متسق، تبين قوة العمل في السوق العقاري في المملكة، وأنه سوق قوي لم يعد يخضع لتقلبات السوق، سوق منتج قادر على تسويق منتجاته وضمان مبادئ الربحية والاستدامة. منتدى مستقبل العقار للعام 2025 أقيم في العاصمة الرياض وفي نسخته الرابعة على التوالي، هذا المنتدى هو الترجمة الفعلية لمدى جدية وإنجازات أعمال هيئة العقار، الغاية هي بناء مجتمع حيوي متكامل متواصل لكل المعنيين والمهتمين بالقطاع العقاري كمستثمرين أو مشرعين أو مستخدمين نهائيين، التواصل، المشاركة، تبادل المعلومات والخبرات، سهولة تنقل حركة التطوير داخل الدولة أو خارجها، الوقوف على أحدث التطورات والتحديثات العالمية، وكذلك وضع التجارب السعودية الوطنية على ميزان التقييم وقابلية التطبيق في دول ومجتمعات أخرى، إضافة إلى أن هذا المنتدى يوفر فرصة قوية جدا لتقارب مصالح الشركات الكبيرة والصغيرة، أو بمعنى آخر تقليل حجم الفجوة بين إمكانيات الشركات الكبيرة والصغيرة، لكي يكون التنافس نوعيا وليس كميا. الهيئة العامة للعقار ممثلة برئيس مجلس إدارتها معالي وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد الحقيل، ورئيسها التنفيذي الأستاذ عبدالله بن سعود الحماد، وكافة منتسبي الهيئة، خلية نحل تعمل بلا كلل ولا ملل، إنجازات متوالية، في كل مرة وكل مرحلة زمنية إنجازية، لا يسعك إلا أن تقف أمامهم رافعا لهم العقال، تنظيم عالٍ جدا، استعداد مسبق لكل شيء، الكوادر مؤهلة والخبرات متوفرة والإمكانيات مساندة، وبالتالي النتائج مرضية، آليات العمل والتوزيع والدمج، بين الطلب بكل أصنافه والعرض بكل تفاصيله، مواكبة ما يحدث الآن، والتجهيز لما سوف يحدث مستقبلا، نقلة نوعية حقيقة حققتها الهيئة العامة للعقار بشكلها وتنظيمها، الذي تحولت معه من تجمع للمطورين العقاريين إلى هيئة وطنية تعمل لخدمة الصالح العام وتسهم في رفد ملف الاقتصاد الوطني. لا شك أن مثل هذا المنتدى يشكل فرصة حقيقية لكل الفئات والقطاعات المستهدفة، متحدثين من مختلف دول ومنظمات العالم، أسماء كبيرة سواء على المستوى الفردي أو المؤسسي، كيفية استهداف بعض القطاعات الحكومية المتفاعلة والمتداخلة مع ملف القطاع العقاري لضمان عدم التعارض بينهم، كيفية صناعة محتوى تفاعلي بين شركات التشييد والتصميم والتسويق والتمويل في الشأن العقاري، توضيح أكثر لجدوى الإدارة العقارية كاستثمار ممتاز، خاصة لجهات التمويل كالبنوك والصناديق الاستثمارية، وصولا إلى الهيئات الأخرى ذات الاختصاص، كاتحاد الغرف التجارية واللجان العقاري المنتشرة في المملكة. إن الغاية الأساسية يمكن تلخيصها لما سنحصل عليها من منتدى مستقبل الاستثمار هي صناعة منصة تفاعلية تعطي القدرة لكافة المعنيين بتبادل المعلومات وتوافرها، وخلق بيئة صحية ناجعة لكل أنواع النقاشات والحوارات العقارية، وهذا طبعا وبكل تأكيد كله يصب في نهاية الأمر في محيط رفد الناتج المحلي الوطني، إضافة إلى ما سيحققه من أهداف وطنية أخرى، المزيد من فرص العمل، المزيد من الاستثمار الداخلي والخارجي، خيارات أكثر واستخدام أكثر للمنتجات النوعية الإبداعية، خاصة فيما يتعلق بعوامل السلامة والأمان، التوفير والطاقة، الراحة، والمزيد من الطموح.