أكد جهاز الدفاع المدني في غزة، أمس، أن الفلسطينيين بالقطاع يعيشون أوضاعًا إنسانية مأساوية، حيث يضطر عشرات الآلاف منهم للبقاء في العراء دون مأوى أو مقومات حياة، في ظل الدمار الذي خلفته الإبادة الإسرائيلية على مدى نحو 15 شهرًا. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن فلسطينيي قطاع غزة يواجهون أوضاعا إنسانية مأساوية وصعبة للغاية، حيث لا يزال عشرات الآلاف منهم بلا مأوى ويفتقرون إلى أبسط مقومات الحياة. وأشار بصل إلى أن القطاع معرض لعدة منخفضات جوية، مما يشكل خطورة بالغة على حياة مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يقطنون في الخيام أو المنازل الآيلة للسقوط، في ظل البرد القارس والأمطار الغزيرة. وأضاف أن كميات كبيرة من مخلفات القصف الإسرائيلي لا تزال منتشرة في الشوارع، وتحت الأنقاض والمباني المدمرة، مما يشكل تهديدًا مستمرًا لحياة المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن. ودعا محمود بصل المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى التدخل العاجل، مطالبا بتوفير مساعدات إنسانية عاجلة لإنقاذ أرواح آلاف الفلسطينيين الذين يواجهون ظروفًا قاسية دون مأوى أو حماية. وخلال الأيام الماضية، قضى النازحون الفلسطينيون العائدون إلى محافظتي غزة والشمال أيامهم وسط ظروف مأساوية، حيث نام بعضهم في العراء في حين اضطر آخرون للجوء إلى ما تبقى من مساجد ومدارس مدمرة، حسب المكتب الإعلامي الحكومي بالقطاع. والاثنين الماضي، بدأ نازحون فلسطينيون العودة من محافظاتالجنوب والوسطى إلى محافظتي غزة والشمال من محور نتساريم عبر شارع الرشيد الساحلي للمشاة، وشارع صلاح الدين للمركبات بعد خضوعها لتفتيش أمني، وفق ما قضى به اتفاق وقف إطلاق النار. وقالت لجان المقاومة الشعبية في بيان لها، إن سكان شمال قطاع غزة يعانون من كارثة إنسانية كبرى جراء الدمار الكبير الذي أحدثه الاحتلال، واتهمت إسرائيل بتأخير دخول المساعدات إلى القطاع. وأضافت، في البيان، أن الواقع في شمال غزة يتطلب ضغط الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي على الاحتلال لإدخال الخيام والإغاثة. ووصفت، جهود الإيواء وإدخال الخيام إلى قطاع غزة بأنه أقل من المطلوب، نظرا للدمار والكارثة اللذين سببهما الاحتلال، مؤكدة أن أولويتها، في المرحلة الراهنة، هي توفير مقومات الحياة لأهالي غزة، وأنها على تواصل دائم مع الوسطاء والأشقاء، لتحقيق ذلك. في الأثناء، طالب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة جميع الأطراف والوسطاء بممارسة أقصى درجات الضّغط على الاحتلال "الإسرائيلي" لإلزامه بتنفيذ تعهداته والتسريع في تطبيق البروتوكول الإنساني، بما يضمن إدخال المواد الإغاثية والإيوائية دون قيود. وأكد أن فتح المعابر بشكل كامل بات ضرورة مُلحّة لإدخال الخيام والكرفانات لإيواء أكثر من ربع مليون أسرة فلسطينية شردها الاحتلال "الإسرائيلي" بفعل حرب الإبادة الجماعية، بعد التدمير الممنهج للقطاع الإسكاني. كما أكد على الحاجة العاجلة لإدخال المركبات والمعدات الخاصة بالدفاع المدني لتمكينه من أداء مهامه الإنسانية، وانتشال آلاف جثامين الشهداء من تحت الأنقاض وركام المنازل والأحياء السكنية المدمرة. وشدد المكتب الإعلامي الحكومي على ضرورة إدخال مستلزمات صيانة البنية التحتية، بما في ذلك محطة الكهرباء وشبكات وآبار المياه، لضمان استمرارية الخدمات الأساسية ومنع انهيار القطاعات الحيوية. وأشار إلى أن استمرار الاحتلال في عرقلة دخول هذه الاحتياجات يُفاقم الأزمة الإنسانية العميقة في قطاع غزة، ويُعرّض حياة ملايين المدنيين للخطر، مما يستوجب تدخلاً دوليًا فوريًا وجادًا لوقف هذه الجريمة الإنسانية، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعياتها. وتتفاقم هذه الأزمة الإنسانية بالتزامن مع عودة نصف مليون نازحٍ من الفلسطينيين خلال ال72 ساعة الماضية من محافظاتالجنوب والوسطى إلى محافظاتغزة والشمال، عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين، وذلك بعد تهجيرهم قسرًا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبها جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة"، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي. وفي 19 يناير الماضي، بدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة وتبادل الأسرى بين حركة حماس والاحتلال، بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. ويتكون الاتفاق من 3 مراحل، مدة كل منها 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية وثالثة وصولا لإنهاء حرب الإبادة. 6 شهداء في جنين أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الليلة الماضية، عن استشهاد 6 فلسطينيين بينهم طفل في 3 عمليات قصف جوية إسرائيلية استهدفت الحي الشرقي في مدينة جنين وبلدة قباطية جنوبالمدينة. وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها إلى 25 شهيدا. وشن طيران الاحتلال في اليوم الثالث عشر للعدوان 3 عمليات قصف استهدفت محيط ديوان السعدي ودراجة نارية في الحي الشرقي بمدينة جنين، فيما استهدفت عملية القصف الجوي الثالثة مركبة في بلدة قباطية جنوبيالمدينة. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بأن القصف الجوي في بلدة قباطية أسفر عن استشهاد ثلاثة شبان، فيما استشهد طفل في عملية القصف الأولى على الحي الشرقي بمدينة جنين، وشهيدان في عملية القصف الثانية في نفس الموقع بعد عدة ساعات على عملية القصف الأولى. مستوطنون يحرقون مسجدًا في أريحا أعلن جيش الاحتلال توسيع نطاق عملياته العسكرية في الضفة الغربية المستمرة منذ 13 يومًا لتشمل بلدة طمون إلى جانب 4 مناطق أخرى منها جنين وطولكرم. ووسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، عدوانه على الضفة الغربيةالمحتلة، حيث شن حملة عسكرية على مخيم الفارعة وبلدة طمون جنوب شرق طوباس، في وقت يواصل الاحتلال عدوانه على مدينتي طولكرم وجنين. ودفع الاحتلال بتعزيزات عسكرية باتجاه مخيم الفارعة من جهة حاجز الحمرا، وجرافة جنزير ثقيلة محملة ترافقها جيبات عسكرية، مع استمرار حصار المخيم وإغلاقه. واستولى جنود الاحتلال على عدة منازل على مدخل مخيم الفارعة، وحولوها لثكنة عسكرية بعد طرد الفلسطينيين من منازلهم، فيما أعلن عن منع التجول في بلدة طمون المجاورة. وأعلن الهلال الأحمر أن قوات الاحتلال منعت طواقمه في طوباس من الوصول إلى حالة مريض قلب في مخيم الفارعة، وصادرت مفاتيح سيارة الإسعاف. وأعلنت مديرية التربية والتعليم في طوباس عن تعليق الدوام في بلدة طمون ومخيم الفارغة ومحيطهما جنوبيالمدينة؛ بسبب اقتحام الاحتلال المتواصل. ويواصل الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين ومدينة طولكرم تزامنًا مع أعمال تجريف للمنشآت وهدم وحرق للمنازل. حرق مسجد بأريحا في الأثناء، أحرق مستوطنون في ساعة مبكرة من فجر أمس، مسجد قرية عرب المليحات شمال مدينة أريحا، إضافة لإحراق جرار زراعي في المكان. وقال شهود عيان إن مستوطنين تسللوا إلى القرية بسيارة، وأحرقوا المسجد والجرار الزراعي قبل أن ينسحبوا من المكان. وأظهرت مشاهد مصورة، لحظة التهام النار للمسجد بشكل كامل، خاصة وأن المنطقة تعاني من صعوبة الوصول إليها من قبل طواقم الإطفاء والدفاع المدني. ويتعرض تجمع عرب المليحات في المعرجات لهجمات متكررة من المستوطنين، الذين يعتدون على المواطنين وممتلكاتهم ويسرقون ويقتلون مواشيهم. ويعيش أهالي المعرجات، في صراع يومي ووجودي مع المستوطنين، الذين ينفذون مخططات حكومة الاحتلال الهادفة لتهجير أهالي القرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وخاصة في الأغوار ومسافر يطا ونابلس. وتكررت اعتداءات المستوطنين على المساجد في الضفة الغربية، والتي كان آخرها في 20 /12 /2024 عندما أحرق المستوطنون، مسجد "بر الوالدين" في بلدة مردا قرب مدينة سلفيت شمال الضفة الغربيةالمحتلة، وخطوا شعارات عنصرية على جدرانه. وأتت النيران على أجزاء كبيرة من المسجد، قبل أن يتمكن السكان من السيطرة عليها وإخمادها، موضحين أن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية على جدار المسجد، من بينها "الموت للعرب". وقد عبر المجلس الوطني الفلسطيني عن إدانته واستنكاره للجريمة التي ارتكبها المستعمرون صباح الأحد، بإحراق مسجد قرية عرب المليحات في منطقة المعرجات شمال مدينة أريحا. وأكد المجلس الوطني في بيان وصل"الرياض" نسخة منه، أن هذه الجريمة ليست سوى حلقة جديدة في سلسلة الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال والمستعمرون بحق شعبنا الفلسطيني، ومقدساته، وممتلكاته، والتي تهدف إلى ترسيخ سياسة التطهير العرقي، والتهجير القسري، تحت مظلة حكومة الاحتلال العنصرية. وحمل حكومة الاحتلال اليمينية المسؤولية الكاملة عن تصعيد الإرهاب والعدوان ضد الشعب الفلسطيني، وتواصل تنفيذ أجندة عنصرية تهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية، وتنفيذ مخطط التهجير والتطهير. وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسسات حقوق الإنسان بالتحرك العاجل لوضع حد لهذه الجرائم، ومحاسبة المستعمرين على انتهاكاتهم المتكررة، وفرض عقوبات دولية على دولة الاحتلال لوقف سياساتها العنصرية، والاستعمارية. مستوطنون يحرقون مسجدًا