يبدو أن الأساتذة في الجامعات والمدربين في مراكز التدريب سوف يعيدون النظر ويراجعون تلك المسميات أو التصنيفات التي تعدد أنواع الأنماط القيادية، سوف تدور حلقات النقاش حول مدى وجود أنماط قيادية لم تكن معروفة من قبل. في أدبيات الإدارة تصنيف يتضمن الأنماط القيادية المعروفة مثل القيادة الديموقراطية، والأوتوقراطية، والكاريزمية وغيرها.. سيكون السؤال المطروح في قاعات التدريب، هل أضاف الرئيس الأميركي دونالد ترمب نمطا جديدا خارج تلك الأنماط التقليدية المعروفة؟ لمَ لا، التغيير حراك طبيعي في مجالات كثيرة من ضمنها أساليب الإدارة والقيادة التي تخضع لمؤثرات وظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية، ويضاف إليها المؤثر الجديد وهو مؤثر التقنية وتطور وسائل الاتصال والإعلام. هل كان لتلك الظروف المتغيرة أثر على تشكيل النمط القيادي للرئيس ترمب كمثال؟ هل هو النمط الصادم الذي يستهدف قياس ردود الأفعال كما حصل في تفكير ترمب في ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر؟ هل هو النمط الضاغط الذي يستخدم كورقة ضغط تسبق التفاوض ومثال هذا النمط رغبة ترمب في ضم كندا إلى أميركا وجعلها الولاية ال51؟ هل هو النمط الإعلامي العاجل الذي يستخدم وسائل الاتصال الحديثة لإيصال رسائل مفاجئة مربكة مثل إعلان ترمب عن أهمية غرينلاند لأميركا أو قرار إلغاء نظام تجنيس المواليد، ثم اتضح -حسب بعض الأكاديميين القانونيين في أميركا- أنه قرار مخالف للدستور الأميركي؟ هل هو النمط الذي يلتزم بمبدأ واحد فقط هو مبدأ الانتصار لطرف واحد فقط ومنها رأي ترمب بأحقية أميركا بقناة بنما؟ هل هو النمط الخطابي الشعبي العاطفي التقليدي الذي كان سائدا في بعض الدول النامية التي تهتم بالشعارات أكثر من الانجازات! لا شك أن العالم أمام متغيرات وتحديات متنوعة تتطلب العمل الجماعي واحترام القوانين الدولية وسيادة الدول وحقوق الإنسان، كما تتطلب أولوية الحلول السلمية للأزمات الاقتصادية والسياسية من خلال المفاوضات التي تكفل تحقيق العدالة ومصلحة الجميع. هذ الأهداف تتحقق على طاولة المفاوضات وليس في ساحات الحروب ولا عن طريق القرارات الأحادية. من يدري، فقد تكون أنماط ترمب القيادية وفترته الرئاسية الثانية المثيرة بداية لتحقيق تغيير وتوازن في العلاقات الدولية وحلول جذرية (عادلة) لبعض الأزمات العالقة في المنطقة الرمادية.