يبدو أن بداية العام الميلادي الجديد تحمل صخباً للعالم مع بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترمب، بدأها بتصريحات صادمة رغم أنه رسميا لم يبدأ برئاسته التي ستبدأ 20 يناير الحالي ولأربع سنوات مقبلة، الرئيس الأميركي أحدث تصريحاته ردود فعل كبيرة عن "بنما" صاحبة القناة الأهم في الأميركيتين، وهذه القناة التجارية الخالصة، والتي بناها الأميركان بعد انسحاب الفرنسيين الذين بدأ ببنائها عام 1881 ميلادية بفكرة من المهندس الفرنسي فرديناند دي ليبيس "هو نفسه صاحب فكرة قناة السويس المصرية" واستمر العمل 13 سنة بدون نجاح من الفرنسيين، وتم بيع المشروع إلى الأميركان بقيمة 40 مليون دولار في ذلك الوقت ونجحت أميركا ببناء القناة عام 1902 ميلادية وافتتحت في النهاية بعام 1914م، واشترطت الولاياتالمتحدة تملك مدى الحياة للقناة، برغم أن بنما كانت تتبع دولة كولمبيا ولكن استقلت لاحقا، ولكن في النهاية في عام 1977م تم الاتفاق على عودة القناة وتسليمها لشركة محلية بنمية، وتم عودة القناة وفق الاتفاقية في 31 أكتوبر 1999م، وأهمية القناة التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهادي، هي تختصر ما يقارب 12 ألف كيلو بحري، مثال ذلك المسافة بين نيويورك وسان فرانسيسكو 20,900 كيلو وبعد القناة أصبحت 8370 كيلو، هذه القناة تمثل أهمية كبرى لأميركا اقتصاديا وتختصر الوقت وتكلفة ومساهمة كبيرة في الحركة الاقتصادية والتجارية، وأن هناك دورا صينيا بتعلق بقناة بنما، عندما ذكر عدم استبعاده الخيار العسكري لضم قناة بنما وأيضا غرينلاند التابعة للدنمرك، وكذا "دعوته" لضم "كندا إلي الولاياتالمتحدة لتصبح الولاية 51 لأميركا وأن ذلك" سيعزز الأمن القومي والاقتصاد الأميركي"، وأن جزيرة غرينلاند "تمتلك أهمية استراتيجية بسبب موقعها الجغرافي والمعادن الثمينة التي تمتلكها". كل هذه التصريحات للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، قوبلت بردود سريعة وحاسمة من دولها على لسان وزير خارجية كندا بأنها لن تكون جزءا من الولاياتالمتحدة وكذلك جزيرة غرينلاند وسلطاتها المحلية عبرت عن الرفض التام لأي ضم، وبنما أكدت أن سيادتها غير قابلة للتفاوض، كذلك طرح الرئيس الأميركي المنتخب تغيير مسمى لخليج المكسيك وأنه يجب تغييرة إلى خليج أميركا. كل هذه المؤشرات التي هي جزء من منهجية الإدارة الجديدة القادمة تعني أن هناك طموحات لتحقيق مكاسب لأميركا ولكن لن يكون ممكنا بسياسية الاستحواذ عليها من باب قوة العسكرية التي رفضها الرئيس نفسه حين سئل عن كندا حين قال "لا. بل بالقوة الاقتصادية" وهذا يعكس أنه "قد" يبحث الرئيس الأميركي على ممارسة ضغوط على هذه الدول لتحقيق مكاسب اقتصادية، وهي كلها محاور اقتصادية ومكتسبات متوقعة، خاصة في مواجهة النفوذ الصيني والروسي وأن لها دورا في قناة بنما مع تأكيد رئيس بنما خوسيه راؤول عن عدم وجود أي جنود صينين بالقناة، وكانت وعود الرئيس الأميركي خلال حملة الانتخابات وتأكيده بعودة أميركا قوية، ومع وجود تحذيرات من الداخل الأميركي من الأخذ بهذا الاتجاه لما يسببه من توترات عالمية ورفض تام لها، سنرى ماذا يمكن أن يحدث لهذه المتغيرات والتوجهات التي أطلقها الرئيس الأميركي المنتخب وماذا سيتم خلال ولايته الجديدة.