في ظل التحركات الدبلوماسية التي تقودها المملكة العربية السعودية على المستويات السياسية والأمنية والإنسانية، يتضح أن هذا الحراك يشكل جسر عبور حقيقي لدعم الاقتصاد السوري الناشئ ووضع أولى اللبنات لإعادة إعماره، حيث تعكس الزيارات المتبادلة بين الوفود الأمنية والدبلوماسية والإنسانية بين الرياض ودمشق إيمان الإدارة السورية الجديدة بأهمية العمق العربي والإسلامي والدور المحوري الذي يمكن أن تلعبه المملكة في إعادة الإعمار وتعزيز اقتصاد سوريا وتحقيق تطلعات شعبها في مستقبل أكثر استقرارًا. الدور الاستراتيجي للدبلوماسية السعودية في دعم الاقتصاد السوري وبحسب المختص في الاقتصاد الدولي والتخطيط الاستراتيجي علي محمد الحازمي فإن الدور الذي تؤديه الدبلوماسية السعودية في دعم الاقتصاد السوري وإعادة إعماره يمثل خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي وتعزيز الروابط الاقتصادية بين الدول العربية. حيث يشير إلى أن تحرك المملكة لإنقاذ الاقتصاد السوري يعكس رغبة واضحة في الاستمرار في جهود إعادة البناء بعد سنوات طويلة من الحرب والدمار، وهو ما يؤكد التزامها بتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة. تأثير التحرك السعودي على الواقع المعيشي للسوريين ويضيف الحازمي أن هذا التحرك الدبلوماسي والاقتصادي من المتوقع أن ينعكس إيجابًا على الواقع المعيشي للسوريين الذين عانوا من ظروف صعبة خلال السنوات الماضية، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف المجتمع الدولي لتعزيز فرص التعاون الإقليمي. حيث يرى أن أحد العوامل التي تمنح المملكة تفوقًا في هذا المجال يتمثل في قدراتها الاقتصادية والسياسية الكبيرة التي تمكنها من تقديم الدعم المالي واللوجستي والاستثماري وتهيئة الأجواء الملائمة لعقد قمم دولية مخصصة لمناقشة إعادة إعمار سوريا. قدرات السعودية في إعادة إعمار سوريا وجذب الاستثمارات الدولية السعودية، بحكم مكانتها كدولة عربية محورية، تمتلك القدرة على جذب الاستثمارات الدولية وتيسير التعاون بين الدول المهتمة بإعادة الإعمار، مما يسهم في تحقيق تحسن ملموس في الأوضاع الاقتصادية وفق منظور استراتيجي بعيد المدى. ومن أبرز النتائج المتوقعة للحراك الدبلوماسي السعودي على واقع الاقتصاد السوري تحسين البنية التحتية المتضررة بفعل النزاع، وخلق فرص عمل جديدة تسهم في الحد من البطالة ودفع عجلة التنمية إلى الأمام، فضلًا عن زيادة الاستثمارات الأجنبية وفق الموارد المتاحة، مما قد يساعد في تحقيق الاستقرار الاقتصادي على المدى الطويل. الدور الدولي في دعم إعادة إعمار سوريا ويرى الحازمي أن الدول الكبرى مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والقوى الاقتصادية العالمية يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في دعم الجهود السعودية لإعادة إعمار سوريا، من خلال تقديم التمويل والاستثمارات اللازمة ورفع العقوبات الاقتصادية التي تعيق تدفق الأموال إلى البلاد، إضافة إلى التنسيق مع المملكة لوضع استراتيجيات مشتركة تركز على تحقيق الاستقرار في سوريا والمنطقة. تحقيق الاستقرار السياسي كخطوة أولى نحو النمو الاقتصادي الوقت قد حان لدعم الشعب السوري الذي تحمل معاناة طويلة خلال النزاع، حيث يشدد الحازمي على أن تحقيق الاستقرار في سوريا سيعود بالفائدة على المنطقة والعالم بأسره، نظرًا لأن الاستقرار السياسي يسبق دائمًا الاستقرار الاقتصادي، مما يستلزم تعاونًا دوليًا واسع النطاق لإنجاح جهود إعادة الإعمار وتوفير بيئة مستقرة تسمح بعودة عجلة التنمية والنمو الاقتصادي في سوريا. علي الحازمي