تسهم البيانات والذكاء الاصطناعي في تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030؛ وذلك لارتباط 66 هدفاً من أهداف الرؤية المباشرة وغير المباشرة بالبيانات والذكاء الاصطناعي من أصل 96 هدفاً، وتهدف الرؤية الطموحة إلى تحسين صورة المملكة عالمياً، وتحقيق تنمية اقتصادية تعتمد في دخلها على مصادر متنوعة عن طريق دعم القطاعات والصناعات غير النفطية. تشهد المملكة العربية السعودية تطورًا ملحوظًا في قطاع الذكاء الاصطناعي، الذي أصبح أحد المحاور الرئيسة لتحقيق رؤية 2030، هذه الرؤية الطموحة التي تسعى إلى تحويل الاقتصاد السعودي إلى اقتصاد قائم على الابتكار والمعرفة، مع التركيز على استثمار التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التنمية في مختلف القطاعات. وفي هذا الإطار، تم إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA)، التي تضطلع بمهمة وضع السياسات وتنظيم قطاع الذكاء الاصطناعي والبيانات، تعتبر هذه الهيئة القلب النابض لهذه الجهود، إذ تهدف إلى جعل السعودية واحدة من الدول الرائدة عالميًا في هذا المجال. وفي هذا الشأن توقعت بيانات عالمية حول "الذكاء الاصطناعي في الممكلة، أن يسهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 135 مليار دولار في الاقتصاد السعودي عام 2030، ما يجعل المملكة أكبر مستفيد من التكنولوجيا في الشرق الأوسط. وستشهد المملكة ارتفاع مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 12.4 % في عام 2030. ولتعزيز هذه المساعي، أصبحت مدينة الرياض تحتضن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، وهي حدث يجمع نخبة الخبراء والمبتكرين من جميع أنحاء العالم لمناقشة التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي واستكشاف آفاقه المستقبلية. وفي الوقت نفسه، تلعب الجامعات السعودية دورًا كبيرًا، من خلال التي التُركّيز على الأبحاث المتقدمة في الروبوتات وتحليل البيانات الضخمة، مما يعزز مكانة المملكة كمركز علمي وتقني. تتبنى المملكة أيضًا الذكاء الاصطناعي في مشاريع ضخمة، مثل "مشروع نيوم"، الذي يُعد نموذجًا فريدًا للمدن الذكية التي تعتمد على التقنيات الحديثة لتحسين جودة الحياة وإدارة الموارد بشكل فعال. كما أن هناك تركيزًا كبيرًا على تدريب الكوادر الوطنية من خلال برامج تعليمية مثل معسكرات طويق، التي تسعى إلى إعداد جيل جديد من المبتكرين والخبراء في هذا المجال، وكل هذه الجهود تصب في تحقيق هدف أكبر، وهو جعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار في الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030، ما يعكس التزامها ببناء اقتصاد متطور ومستدام. يشار إلى أن شركة "ميتا" (فيسبوك وانستغرام) تعتزم استثمار ما يصل إلى 65 مليار دولار هذا العام، أي 50 % أكثر مما استثمرته عام 2024، لتعزيز مكانتها في السباق بمجال الذكاء الاصطناعي. وقال رئيس "ميتا" مارك زاكربرغ، في صفحته عبر فيسبوك الجمعة إنّ "هذا العام سيكون أساسيا للذكاء الاصطناعي. أتطلع سنة 2025، ليكون ميتا أيه آي مساعد الذكاء الاصطناعي الرئيس الذي يخدم أكثر من مليار شخص، وأن يصبح للاما 4 النموذج المتطور الرئيس وأن ننشئ مهندسا قائما على الذكاء الاصطناعي يساهم بشكل متزايد في جهودنا بالبحث والتطوير". وسيُستخدم "60 إلى 65 مليار دولار" لتوسيع الفرق المخصصة للتكنولوجيا "بشكل كبير"، ولإنشاء البنية التحتية اللازمة. وقال زاكربرغ إن "ميتا" ستبني مركز بيانات "كبيرا جدا بحيث يغطي جزءا كبيرا من مانهاتن". إلى ذلك عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب "ستارغيت"، وهو مشروع جديد للذكاء الاصطناعي يجمع "أوبن أيه آي" و"أوراكل" (شركة متخصصة في السحابة) و"سوفت بنك" الياباني، لاستثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار على مدى أربع سنوات في البنى التحتية المخصصة للذكاء الاصطناعي في الولاياتالمتحدة.