جمعت محافظة بيش - شمال منطقة جازان بنحو 70 كم - تنوعاً طبيعياً بين السهول الفسيحة، والشواطئ البحرية الرائعة، والوديان العملاقة، التي تسيل منها المياه طوال العام، والمساحات الخضراء التي تكسي أجزاء كبيرة من شعابها ووديانها، فضلاً عن اشتهار المحافظة الواعدة اقتصادياً وسياحياً بالزراعة ووفرة مزارعها. وتتحول بيش بشعابها، وسهولها، وأوديتها، إلى لوحة طبيعية فاتنة، تميز المحافظة، في مواسم الأمطار، حيث جودة تربتها وخصوبتها، وقابليتها للزراعة بصنوف متعددة، مما حولها إلى سلة خضار وفواكه لإنتاج المانجا والبامية والتين والورقيات، والطماطم، إضافةً إلى السمسم والحبحب والدخن والبطيخ. وعلى خارطة بيش المحافظة الفاتنة يظل وادي بيش علامة فارقة في جبين المدينة الحالمة بين أحضان البحر والأدوية الخضراء، نظراً لجريان المياه طوال العام والانتشار الكبير للمساحات الخضراء الطبيعية والزراعية. ولا أدل على أهمية محافظة بيش زراعياً من أنها منتج مهم للنباتات العطرية التي تميز مدن منطقة جازان مثل البعيثران والكادي والفل، والشيح وغيرها، ومن بوابة وفرة المنتجات الزراعية والبحرية والصناعات الشعبية، والرعوية، أصبحت بيش سوقاً رائجة، ومرتقبة، للمحافظات والقرى والهجر القريبة منها. وتتكئ بيش على تاريخ موغل في القدم، وجمال طبيعي أخاذ يستوقف انتباه الزائر لها من أول وهلة، جمال بيش الذي أجبر "الرياض" على التوقف فيها والتجول داخلها، كشف أن ثمة ملامح أخرى تزيد من مواصفات هذه المدينة الفريدة، فهي تحتضن مساحات كبيرة من المراعي في جهاتها الشمالية، والغربية حيث تنتشر تربية الماشية، كما أنها تقع على قارعة الطريق الشريان مكةالمكرمةجازان وهو طريق الحجاج والمعتمرين اليوم، مما حولها إلى محطة مهمة من محطات قوافل الحج والعمرة على الطريق الساحلي الدولي. ولمحافظة بيش شاطئ لا يقل جمالاً عن أوديتها وشعابها الخضراء، فيما تتناثر أمام الواجهة البحرية للمحافظة عدة جزر واعدة من أهمها جزر ثيران وغراب ورقبين، وتضم تنوعاً كبير من الأحياء البحرية، والتجويفات الصخرية، والسواحل البكر. وكل تلك المقومات البحرية والزراعية والرعوية والحضارية والمائية، حولت بيش إلى واجهة واعدة للسياحة في المملكة، خاصةً أنها تقع في موقع استراتيجي قريب من الحاضرة جازان وعلى طريق دولي لا تنقطع فيه أزيز محركات المركبات آناء الليل وأطراف النهار.