سيطرت القوات الروسية على مدينة كوراخوف شرقي أوكرانيا، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين، في تقدّم مهم بعد شهور من المكاسب التي تم تحقيقها في المنطقة. وقالت الوزارة على تيليغرام إن وحدات روسية "حررت بالكامل بلدة كوراخوف، أكبر تجمع سكان في جنوب غرب دونباس". وتضم المدينة الصناعية التي كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ حوالي 22 ألف نسمة، محطة للطاقة. وقالت الوزارة إن القوات الأوكرانية حولت المدينة إلى "منطقة محصنة قوية مع شبكة متطورة من مواقع إطلاق النار والاتصالات تحت الأرض". ووصفت البلدة بأنها "مركز لوجستي مهم" وقالت إن السيطرة عليها تتيح للقوات الروسية السيطرة على باقي منطقة دونيتسك "بوتيرة سريعة". وسرعت روسيا تقدمها في أنحاء شرقي أوكرانيا في الشهور الأخيرة، سعيا للسيطرة على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي قبيل وصول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى السلطة. من جانبه قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في وقت متأخر الأحد إن الضمانات الأمنية المقدمة لكييف لإنهاء الحرب مع روسيا لن تكون فعالة إلا إذا قدمتها الولاياتالمتحدة، معربا عن أمله في لقاء الرئيس الأميركي المنتخب بعد تنصيبه قريبا. وفي مقابلة مع المذيع الأميركي ليكس فريدمان، أشاد زيلينسكي بترمب، الذي تعهد بإنهاء الحرب بسرعة دون أن يوضح كيفية ذلك، قائلا إن الأوكرانيين يعولون عليه لإجبار موسكو على الموافقة على سلام دائم. واستغل زيلينسكي المقابلة التي استمرت ثلاث ساعات ونشرت على موقع "يوتيوب" للدعوة إلى منح كييف عضوية حلف شمال الأطلسي، وأكد اعتقاده بأن وقف إطلاق النار دون ضمانات أمنية لبلاده من شأنه أن يمنح روسيا الوقت لإعادة التسليح لشن هجوم جديد. وقال الرئيس الأوكراني إن البيت الأبيض تحت قيادة ترمب يلعب دورا حيويا في توفير الضمانات الأمنية، وأكد أنه والرئيس الأميركي المنتخب يتفقان على الحاجة إلى نهج "السلام من خلال القوة" لإنهاء الصراع. وأضاف "بدون الولاياتالمتحدة لن يكون من الممكن تحقيق ضمانات أمنية. أعني هذه الضمانات الأمنية التي يمكنها منع العدوان الروسي". وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسي إن الوكالة تلقت تقارير عن وقوع انفجارات قوية قرب محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا تزامنا مع تقارير عن هجوم بطائرة مسيرة على مركز التدريب الخاص بالمحطة. وأوضح جروسي أن الوكالة لم تتمكن بعد من معرفة ما إذا كانت الانفجارات قد أدت إلى أضرار. وأضاف في بيان "الوكالة الدولية للطاقة الذرية على علم بتقارير عن هجوم بطائرة مسيرة على مركز تدريب محطة زابوريجيا للطاقة النووية، خارج محيط الموقع مباشرة...تشير التقارير إلى عدم وقوع إصابات أو أي تأثير على أي من معدات محطة الطاقة النووية". وقال مسؤول روسي إن الجانب الأوكراني فقد السيطرة على أكبر رواسب الليثيوم في الجزء الغربي من دونيتسك. وأوضح فلاديمير روجوف، رئيس الغرفة العامة للجنة الروسية المعنية بقضايا السيادة، لوكالة "سبوتنيك" الروسية للأنباء: "لقد فقد نظام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالفعل السيطرة على أكبر مستودع للليثيوم في شيفتشينكو، والذي كان تحت سيطرة القوات المسلحة الأوكرانية لفترة طويلة. ويتحرك جيشنا تدريجيا نحو الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية، بما في ذلك منطقة لن يتمكن العدو من تنفيذ أي تنمية هناك في بوكروفسك وكوراخوفو وفيليكايا نوفوسيلكا، لكنها ستظل تخدم اقتصاد بلدنا". وأشار روجوف إلى أنه بالإضافة إلى الليثيوم، تحتوي هذه الرواسب على الكثير من الموارد الطبيعية القيمة الأخرى، بما في ذلك النيوبيوم والبريليوم والتنتالوم. وقال روجوف: "إن رواسب الليثيوم في شيفتشينكو لا تقدر بثمن من وجهة نظر أهميتها الاستراتيجية، فهي تشغل نحو 40 هكتارا". وأعلن الجيش الأوكراني، الاثنين، ارتفاع عدد قتلى وجرحى العسكريين الروس منذ بداية الحرب على الأراضي الأوكرانية في فبراير 2022، إلى نحو 798 ألفا و40 جنديا، بينهم 1550 لقوا حتفهم، أو أصيبوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. وجاء ذلك وفق بيان نشرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم)، الاثنين. وبحسب البيان، دمرت القوات الأوكرانية منذ بداية الحرب 9700 دبابة، منها 14 دبابة الأحد، و20164 مركبة قتالية مدرعة، و21665 نظام مدفعية، و1258 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و1034 من أنظمة الدفاع الجوي. وأضاف البيان أنه تم أيضا تدمير 369 طائرة حربية، و331 مروحية، و21625 طائرة مسيرة، و3006 صواريخ كروز، و28 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و33056 من المركبات وخزانات الوقود، و3681 من وحدات المعدات الخاصة، ويتعذر التحقق من هذه البيانات من مصدر مستقل.