تعتبر الأزمة السورية التي أدت إلى نهاية نظام بشار الأسد امتدادا لما عصف بالدول العربية من أزمات داخلية، كان من أسبابها الانصراف عن التنمية، والأفكار الأيدولوجية والصراعات الطائفية وفتح الأبواب للتدخلات الخارجية، ما أدى إلى صراعات دولية.. هشاشة بعض الأنظمة العربية وعدم بناء دول مؤسسات وسلوكها سياسات تتغذى على الشعارات دون إنجازات، وعدم إعطاء الوحدة الوطنية ما تستحقه من الاهتمام، كل ذلك سهّل دخول قوى خارجية تلبس قبعة المساعدة وهي تعمل من أجل مصالحها وأطماعها وأيدولوجياتها. الماضي حافل بالدروس والأخطاء التي أدت إلى النتائج نفسها، النظام السوري سلك طريق الماضي، طريق الأخطاء الذي لم يتجه في طريق التنمية فكانت النتيجة تدمير البلاد والإنسان وتشريد الملايين، لم تكن أزمة سوريا هي الأيام الأخيرة التي سبقت خروج الرئيس، ليست القضية متى خرج وكيف خرج وأين وجهته، الأزمة ليست جديدة، تراكمات فوق تراكمات سياسية واقتصادية وصلت إلى ظروف إنسانية صعبة. مع نهاية النظام السابق تكون سوريا أمام حشد من الأسئلة تضعها أمام طريقين، طريق التفاؤل أو طريق العمل والأمل والتنمية والاستقلال وهو يقود للوحدة الوطنية والأمن والسلام والاستقرار والازدهار والحياة الكريمة، وهي حقوق يستحقها الشعب السوري والوطن السوري، أما الطريق الآخر فهو طريق التشاؤم الذي يقود إلى الفوضى والصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية، المؤمل أن دروس الماضي ستجعل السوريين يختارون طريق التفاؤل وطريق الأمل والبناء ودولة المؤسسات. المجتمع الدولي أو الأممالمتحدة أمام اختبار جديد للمصداقية تجاه استغلال إسرائيل لأزمة سوريا والتوغل في أراضيها وتدمير آلياتها العسكرية وتقرير أن الجولان لإسرائيل إلى الأبد وكأن إسرائيل لها قانونها الخاص أو هي بلا قانون! أمام القيادات السورية القادمة والشعب السوري تجربة سابقة حافلة بالدروس، ومستقبل يتضمن الكثير من التحديات، وسوريا بلد يملك المكانة والإمكانات والعقول التي تستطيع الاستفادة من دروس الماضي والتغلب على تحديات المستقبل.