تتزايد التحذيرات من الاستعمال المفرط لمعطرات الهواء ومواد التنظيف المعطرة بكميات كبيرة في الفضاءات المغلقة كالمنزل، كونها تحتوي على ملوثات كيميائية يمكن أن تتسبب في تلوث الهواء والإصابة بأمراض تنفسية مزمنة. وتشير آخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يقارب 3.2 مليون شخص يموتون سنوياً في العالم، منهم أكثر من 237 ألف طفل دون سن الخامسة، بسبب اعتلالات تعود إلى تلوّث الهواء داخل المنزل ومكوث الأطفال لمدة أطول في بيوتهم. ويعود هذا التلوث إلى الاحتراق المنقوص للوقود الصلب بأنواعه، و"الكيروسين" المستعمل لأغراض الطهي، وغيرها من الملوثات الكيميائية والجسيمات الصغيرة التي تتسبب في التهاب الشعب الهوائية والرئتين وتقليل قدرة الدم على حمل الأوكسجين، وبالتالي الإصابة بعدة أمراض من بينها سرطان الرئة. وتختلف الآثار السلبية لتلوث الهواء حسب طبيعة الملوثات وحجم الجسيمات وسن وجنس الشخص وحالته الصحية إضافة إلى مدة التعرض للتلوث والكمية المستهلكة.. وتتمثل أهم الملوثات في الجسيمات الصغيرة، والملوثات الكيميائية على غرار "أحادي أكسيد الكربون والمواد العضوية المتطايرة"، والفيزيائية "الرادون"، والبيولوجية "الفيروسات والبكتيريا الضارة والعث"، إضافة إلى دخان التبغ. كما نبّه الأخصائيون من التدخين السلبي داخل المنزل وتأثيراته المباشرة على صحة الأطفال، حيث أثبتت الدراسات أن التدخين السلبي له العديد من الأضرار الجسيمة التي تعادل أضرار التدخين الإيجابي، بخلاف أنه قد يدفع الأطفال إلى التدخين في وقت لاحق.