بدأ الاهتمام بالرياضة في بلادنا منذ عقود من الزمن، حيث شهد عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز -رحمه الله- إنشاء أول إدارة مسؤولة عن الرياضة عام 1372ه الموافق 1952م كانت تابعة لوزارة الداخلية، لتشهد بعدها تحولات كبرى سواءً على المستوى الإداري المؤسساتي أو النقلة النوعية في الجهات ذات العلاقة بها من بنى تحتية، وكوادر بشرية وصولًا إلى تمثيل المملكة في المنافسات الخليجية، والعربية، والآسيوية، والدولية، وقد كانت الرياضة المعروفة منذ بدايات التأسيس هي رياضة كرة القدم، وكانت بدايات الرياضة متواضعة لكن أبناء الملك عبدالعزيز وأحفاده كالأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله- أولوا كرة القدم رعاية خاصة، وكانت منطلقاً للرياضات الأخرى، حيث أوكلت إلى وزارة الداخلية، وأسس في عهده أول قسم للتربية البدنية والكشافة وانطلقت منه الرياضة السعودية، وكان من مشجعي الرياضة الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز –رحمه الله- الذي أصبح مسؤولاً عن اتحاد كرة القدم لتسعة أشهر أثناء توليه منصب وزير المعارف، وكذلك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- والذي كان يقدم جوائز للاعبين في عهد الملك عبدالعزيز. اتحاد سعودي في عام 1956م كان الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم موجوداً، وأصبح عضواً في الاتحاد الدولي لكرة القدم -الفيفا- عام 1959م، وكان أول لقب للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم هو لقب الدورة الرياضية العربية الثانية، التي انطلقت في بيروت العاصمة اللبنانية في 12 أكتوبر 1957، واستمرت 16 يومًا، وكانت أول مشاركة موثقة للأخضر في الاتحاد الدولي لكرة القدم، ونتيجة للرعاية التي تلقاها الرياضة والعمل على تطويرها فقد تم نقل الإشراف عليها من مجلس الوزراء قسم الرياضة في وزارة الداخلية إلى وزارة التربية والتعليم، وأصبح يدعى باللجنة الرياضية العليا، وبعد عامين تم إنشاء وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وأنشئ قسم جديد فيها عرف باسم قسم رعاية الشباب، إذ أصبح هذ القسم مسؤولاً عن الرياضة في المملكة حتى 18 مايو 1974م، وعندما أمر مجلس الوزراء بتأسيس الرئاسة العامة لرعاية الشباب كإدارة مستقلة، ثم أصدر الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال ترؤس جلسة مجلس الوزراء عدداً من الأوامر الملكية من بينها تحويل الهيئة العامة للرياضة إلى وزارة الرياضة، وأصبح الأمير عبدالعزيز بن تركي أول وزير للرياضة بالسعودية والتي مرت بمسمى الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم الهيئة العامة للرياضة قبل أن تتحول إلى وزارة، وبعد إنشاء رئاسة للرياضة في البلاد من خلال الرئاسة العامة لرعاية الشباب أصبح صانعو القرار في مجال الرياضة مستقلين، وكامل تركيزهم منصباً على الرياضة. الحجاز والشرقية وعرفت بلادنا كرة القدم منذ زمن بعيد وكانت البداية في منطقة الحجاز، فبعد أن استتب الأمن والأمان في بلادنا على يد المغفور له الملك عبدالعزيز -رحمه الله- قام عدد من الشباب بممارسة كرة القدم في جدة وكان ذلك في عام 1345ه، فتقدموا بطلب إلى مدير الأمن العام آنذاك لنيل موافقته الرسمية على ممارسة كرة القدم فتمت الموافقة، واعتبرت هذه الموافقة بمثابة الشرارة الأولى التي أعلنت ولادة كرة القدم في ملاعبنا لأول مرة، وقد مكثوا فترة غير قصيرة يمارسون فيها اللعب بمفردهم وشيئاً فشيئاً بدأ المواطنون الإقبال عليها، كما كانت المنطقة الشرقية هي الأخرى سباقة في الشأن الرياضي بعد المنطقة الغربية حيث بدأت بالتحديد في مدن الظهران والخبر والدمام في عام 1358ه، وذلك عن طريق شركة الزيت العربية -أرامكو- التي شجعت موظفيها على ممارسة لعبة كرة القدم وكانت غالبيتهم من أبناء الجاليات السودانية والصومالية والإيطالية، ونتيجة لذلك فقد بدأ الناس لعب الكرة في الشوارع الواسعة والساحات المحيطة بالبيوت، وكان شغف الشباب للعب الكرة في أشد أوجه وصارت اللعبة الأكثر شعبية وانتشاراً، ففي المدارس كان الطلاب يلعبون كرة القدم في حصص أسبوعية كحصتين أو ثلاث حصص على أكثر تقدير مما جعلهم شغوفين بلعب كرة القدم خارج المدرسة يومياً فتشكلت فرق الحواري وصارت هناك مباريات بين الأحياء، ومع مرور الوقت تم إنشاء نوادٍ خاصة في كل مدينة صارت تجتذب الكثير من الشباب بينما استمر الأكثرية من الشباب والصغار يمارسونها يومياً في ملاعب الحواري على بساطتها حيث لم يكن يلزم لإنشاء ملعب سوى غرس عارضتين من الخشب في أرض منبسطة في الاتجاهين وتخطيط جوانب الملعب ووسطه بمادة «الجص» وشراء كرة قدم ومن ثم بدء اللعب. كأس العالم للشباب وبطولة العالم للشباب لكرة القدم، هي بطولة رسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا والتي نجحت المملكة باستضافتها للمرة الأولى في التاريخ في عام 1989م، واستضافة أربع مدن البطولة وهي: الرياضوجدةوالدمام والطائف، وفي نهائي كأس العالم للشباب على ملعب الملك فهد الدولي بالرياض، فاز المنتخب البرتغالي للقب للمرة الأولى، وذلك بعد فوزها على نيجيريا بهدفين نظيفين، كما حصل اللاعب البرازيلي بسمارك على لقب أفضل لاعب في البطولة، وحصل اللاعب السوفيتي المعروف أوليغ سالينكو على هداف البطولة برصيد خمسة أهداف، فيما شارك في البطولة 16 منتخباً في نهائيات البطولة لفئة الشباب، وكونت أربع مجموعات وكل مجموعة لها أربعة منتخبات، فمتصدر المجموعة بالترتيب الأول والثاني يتأهلان مباشرة إلى الدور ربع النهائي، بينما يخرج من في الترتيب الثالث والرابع من البطولة. أحداث رياضية وأضحت مملكتنا بما تتمتع به من بنية تحتية رياضية ومنشآت فندقية، ومساحات شاسعة، وتضاريس متنوعة وقدرات بشرية ولوجستية، جاذبة للبطولات الرياضية العالمية، وقد استضافت عدداً من الأحداث الرياضية الكبرى، تحقيقاً لمستهدفات القطاع الرياضي في رؤية المملكة 2030، ومن هذه الأحداث إقامة نهائي كأس السوبر الإيطالي لمواسم 2018م، 2019م، 2022م، واستضافة سباق داكار العالمي لأول مرة عام 1441ه/ 2020م على مستوى قارة آسيا، وبشراكة تمتد إلى 10 سنوات، بالتعاون مع الاتحاد السعودي للسيارات والدراجات النارية، وفي رجب 1441ه مارس 2020م تمت إقامة رالي الشرقية الصحراوي الذي يشكل الجولة الثالثة من كأس العالم للراليات الصحراوية القصيرة -باها-، كما استضافت محافظة العلا سباق «إكستريم إي العلا»، وفي صفر 1443ه/ أكتوبر 2021 استضافت المملكة بطولة العالم للأندية لكرة اليد -سوبر جلوب 2021-، وكذلك استضافت بطولة العالم للشباب لرفع الأثقال في جدة، بمشاركة 45 دولة، وفي جمادى الآخرة 1443ه/يناير 2022م استضافت الرياض بطولة كأس السوبر الإسباني للمرة الثانية، بمشاركة أربعة فرق، واحتضنت الدمام البطولة الآسيوية لكرة اليد المؤهلة لبطولة العالم 2023م، وتمت إقامة منافسات الجولتين الأولى والثانية من سباق «فورمولا إي الدرعية 2022»، ضمن منافسات الموسم الثامن من بطولة العالم -إي بي بي فيا فورمولا إي-، وفي رجب 1443ه فبراير 2022م تم تنظيم سباق «طواف السعودية 2022» بمشاركة 15 فريقًا عالميًّا من 10 دول، وكذلك استضافت المملكة ختام منافسات سباق «ديزرت إكس بري» في نيوم، في افتتاح الموسم الثاني من سلسلة سباقات «إكستريم إي» للسيارات الكهربائية رباعية الدفع، وفي شعبان 1443ه/مارس 2022م أقيم سباق جائزة السعودية الكبرى (stc) فورمولا1، على حلبة كورنيش جدة بمشاركة (20) متسابقًا، يمثلون (10) فرق عالمية. وفي محرم 1444ه/ أغسطس 2022م، استضافت المملكة نهائي بطولة العالم للملاكمة للوزن الثقيل -نزال البحر الأحمر-، وفي ربيع الأول 1444ه/ أكتوبر 2022م استضافت منافسات الجولة الأخيرة لنهائيات بطولة لونجين لأبطال قفز الحواجز، كما استضافت بطولة العالم لكرة اليد «سوبر جلوب 2022»، بمشاركة أندية عالمية من مختلف القارات، كذلك نجحت المملكة باستضافة كأس العالم للأندية 2023 في جدة. كأس العالم وكانت المملكة قد سلمت في 29 من شهر يوليو الماضي 2024م ملف ترشحها الرسمي لتنظيم بطولة كأس العالم FIFATM 2034 تحت شعار «معًا ننمو»، من خلال وفد رسمي في العاصمة الفرنسية، والذي شمل خططها الطموحة لتنظيم الحدث في 15 ملعبًا موزعة على خمس مدن مستضيفة وهي: الرياضوجدة والخبر وأبها ونيوم، كما شمل ملف الترشّح 10 مواقع مقترحة لإقامة فعاليات مهرجان المشجعين FIFA Fan FestivalTM، بما في ذلك الموقع المخصص في حديقة الملك سلمان الذي يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع في العاصمة الرياض، وممشى واجهة جدة البحرية، وتمثل استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFATM 2034 فرصة مهمة لتسليط الضوء على مسيرة التقدم المستمرة التي تعيشها المملكة منذ إطلاق سمو ولي العهد لرؤية السعودية 2030، والتي أثمرت عن استضافة أكثر من 100 فعالية كبرى في مختلف الألعاب منها كأس العالم للأندية وسباق الفورمولا 1، الأمر الذي يحقق الأهداف الرياضية في الرؤية الوطنية نحو بناء مجتمع حيوي وصناعة أبطال رياضيين، والمساهمة بشكل فعّال في الناتج المحلي بما يعكس الدور المتنامي للرياضة في اقتصاد المملكة، وقد أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) الأسبوع الماضي ستنظم كأس العالم للرجال في 2034 فيما تقام نسخة 2030 في المغرب وأسبانيا والبرتغال على أن تستضيف ثلاث دول في أميركا الجنوبية مباراة واحدة لكل منها، وتقدم ملف واحد لاستضافة نسخة 2030 وآخر لتنظيم 2034، لتُمنح حقوق تنظيم النسختين بالتزكية، وصادقت الاتحادات الوطنية ال211 المنضوية، بالتصفيق، على الترشيح المنفرد للملفات، خلال الجمعية التي شهدت إعلان رئيس فيفا السويسري جاني إنفانتينو عن هوية الفائزين، وستشهد بطولة كأس العالم 2030، المقامة في ثلاث قارات وست دول هم: المغرب وإسبانيا والبرتغال، واستضافة أوروغواي والأرجنتين وباراغواي مباريات للاحتفال بمناسبة مرور 100 عام على انطلاق البطولة. نسخة استثنائية ورفع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء التهاني الصادقة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناسبة فوز المملكة رسميًا باستضافة بطولة كأس العالم، جاء ذلك بعد إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم اليوم الأربعاء الماضي 11 ديسمبر 2024م عن فوز المملكة بحق استضافة بطولة كأس العالم لتكون بذلك أول دولة وحيدة عبر التاريخ تحصل على تنظيم هذا الحدث العالمي بوجود 48 منتخبًا من مختلف قارات العالم، وشدّد ولي العهد على عزم المملكة الكبير على المساهمة الفعّالة في تطوير لعبة كرة القدم حول العالم، ونشر رسائل المحبة والسلام والتسامح، متسلحة بقدراتها وإمكاناتها الكبيرة، علاوة على طاقات شعب المملكة وهممهم العالية لتحقيق الصعاب، والتي كان إحدى ثمارها الفوز بملف استضافة كأس العالم بشكل رسمي، ويُجسّد شعار استضافة المملكة لكأس العالم 2034 «معًا ننمو» انعكاسًا مثاليًا لطموح المملكة باستضافة نسخة استثنائية من بطولة كأس العالم، وتطلعات الشعب السعودي ومجتمع كرة القدم حول العالم، وتطمح المملكة إلى تطوير كرة القدم، وتعزيز تأثيرها الإيجابي محليًا وعالميًا. بدايات كرة القدم في المملكة أول منتخب سعودي لكرة القدم في دمشق 1953م (مجموعة أبو حسن الحقباني) المملكة تمتلك منشآت رياضية وفق أحدث المواصفات الدولية إعداد: حمود الضويحي