يُعد الأديب الرائد والشاعر إبراهيم بن أمين محمد فودة -رحمه الله- من جيل الروّاد في وطننا، ومن الذين أسهموا في الحركة الأدبية والشعرية والثقافية والرياضية في مكةالمكرمة، ولد فيها عام 1342ه، ونشأ في بيت علم، فوالده عالم من علماء مكة، وكانت له حلقة علم بالمسجد الحرام، لهذا تعلم شخصيتنا على والده مدة من الزمن، وأخذ عنه، واستقى معلوماته الشرعية من والده، ثم بعد الدراسة بالمسجد الحرام، كان المعهد السعودي قد فتح أبوابه لعامة الشعب، خاصةً من طلبة العلم؛ لأنه كان من أهدافه تخريج القضاة والمعلمين، وهو أول مدرسة ثانوية نظامية تُفتتح في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله-، وقد تحققت أهداف هذا المعهد وخرّج طلاباً على مستوى من العلم والثقافة، وكذلك تولى الكثير منهم قيادات رسمية في الدولة فكان أن درس إبراهيم فودة في هذا المعهد ثم تخرج منه عام 1357ه. بعد التخرج اتجه شخصيتنا إلى الأعمال والوظائف الحكومية، وأمضى شطراً من حياته وعمره في هذه الوظائف، وقد تعين في عدة وظائف كثيرة ومختلفة، وكان لهذه الأعمال الكثيرة مردود جيد وخبرة في الإدارة الحكومية، فحينما نقرأ سيرة شخصيتنا الإدارية نرى أنه قد تقلب في الكثير منها في قيادات إدارية ومالية وتعليمية، مثل: وكيل رئيس القضاة في مكةالمكرمة، ومدير المعارف العامة، وسكرتير ديوان التفتيش بوزارة المالية، وسكرتير إدارة وزارة المالية، ثم بعدها سكرتير أول لإدارة عموم وزارة المالية، كذلك تعين مديراً للإذاعة، وكان لخبرته بوزارة المالية أن أصبح ممثل الوزارة في مجلس الوزراء وفي مجلس الشورى بمكة. وإبراهيم فودة من الأدباء والشعراء الذين كان لهم دور كما قلت في المقدمة في النهضة الأدبية والثقافية في هذا الوطن المعطاء، وكانت فكرة تأسيس النادي الأدبي في مكة مقترحاً من شخصيتنا ومن الرائد المؤرخ الأديب أحمد السباعي، ومن الشاعر محمد حسن، ورفع هذا الاقتراح إلى الجهة المختصة؛ وهي الرئاسة العامة لرعاية الشباب والرياضة، وهي الجهة المسؤولة، وكان يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد –رحمه الله-، وقد صدرت موافقته لتأسيس النادي الذي يعد من الأندية النشطة غزير الإنتاج المعرفي والأدبي الثقافي وبسجله الحافل بالأنشطة وبالندوات والمحاضرات ونشر الكثير من المؤلفات، ولعل من أشهرها تاريخ مكة لمؤرخنا أحمد السباعي -رحمه الله-. مثقفون وأدباء وتكون هذا النادي من أعضاء من مثقفين وأدباء وكتاب، منهم إبراهيم فودة –رحمه الله-، وهذه هي الهيئة التأسيسية، وهم أربعة وعشرون عضواً، ومنهم: حسين عرب، والدكتور حامد هرساني، وعبدالله عريف، وصالح محمد جمال، وأحمد محمد جمال، وإبراهيم الشورى، وكذلك الدكتور راشد الراجح، والدكتور ناصر الرشيد، والدكتور عبدالله بن محمد الزيد، والدكتور محمود حسن زيني، والدكتور حسن محمد باجودة، وعبدالكريم نيازي، إضافةً إلى محمد عبدالله مليباري، وأحمد عبدالغفور عطار، والدكتور عبدالعزيز خوجه، والدكتور عبداللطيف بن دهيش، والدكتور أحمد شكري، والدكتور إسماعيل حسن غسال، إلى جانب الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان، وعلي أبو العلا، ومحمد محمود حافظ. وتعيّن إبراهيم فودة رئيساً لهذا النادي بتاريخ 21 /12 /1395ه، لكن النادي لم يفتح إلاّ في عام 1398، وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد –رحمه الله- الرئيس العام لرعاية الشباب، وتم اختيار أول مجلس إدارة لنادي مكة الثقافي الأدبي، وتولى شخصيتنا إدارة النادي ثلاث دورات متتالية، وكان يلقي بعض المحاضرات في الأحاديث الأدبية والتربوية والثقافية في هذا النادي، والجدير بالتنويه أن إبراهيم فودة هو مؤسس مشروع مكتبة الجامعة السعودية. دراسات نقدية وإبراهيم فودة –رحمه الله- من شعراء الوطن، وأصدر عدة دواوين، وقد كان ديوانه الأول (مطلع الفجر)، وقد أنتجه منذ وقت مبكر جداً، ووثقه العلامة العراقي علي جواد الطاهر -رحمه الله- في كتابه (معجم المطبوعات بالمملكة العربية السعودية -المجلد الأول-)، حيث ذكر الطاهر أنه أصدره قبل أن يبلغ العشرين، أمّا أعماله فهي ما بين ديوان الشعر وأعمال نثرية ومنها: ديوان (مجالات وأعماق)، و(الرياضة والهدف)، و(المهمة الصعبة)، و(الشاعر المحسن)، وديوان (صور وتجاريب)، وديوان (حياة وقلب)، وديوان (تسبيح وصلاة)، و(حديث إلى المعلمين)، وكتب عن شخصيتنا حول شعره وأدبه أكثر من دراسة ما بين مقال وبحوث، ومن ذلك دراسة شعره موجزة حيث ورد في كتاب (الموجز في تاريخ الأدب العربي السعودي) للدكتور عمر الطيب، الساسي، ومن جانب آخر كانت هناك دراسات نقدية لشعر شخصيتنا أعدها الدكتور بدوي طبانه -عالم البلاغة والنقد المصري-، حيث أعد دراسة نقدية، واعتنى بشعر شخصيتنا حيث درسه دراسة حيادية مركزاً في بعض جوانب الدراسة على الناحية الفنية التي لها علاقة بالموسيقى، وعنوان هذه الدراسة إبراهيم أمين فودة في خمسة دواوين من كتاب أعلام الشعر السعودي، وكان المؤلف المعروف صاحب الدراسات الأدبية القديمة والحديثة الدكتور مصطفى الشكعة، قد تطرّق إلى شعر شخصيتنا بعنوان (شوقي الجيل)، وأما الأديب الناقد المصري عبدالقادر القط، فقد كان تعلمه النقدي، فكان أن كتب دراسة عن شعر فودة بعنوان (قراءة في شعر الشاعر إبراهيم أمين فودة)، ويأتي الدكتور محمد بن حسين -أستاذ الأدب في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية كلية اللغة العربية- مشاركاً بدراسة لشعر شخصيتنا، وكون ملاحظات نقدية على شعره، وقد أعد أحد الطلبة دراسة أكاديمية لنيل درجة الماجستير عنوانها «الاتجاهات الفنية والموضوعية في شعر إبراهيم فودة» وهي أربعمائة صفحة، وقد استفدت من هذا المحور عن الدراسات نحو شعر شخصيتنا من «موقع الألوكة». صبر وفرح وتحدث الصحفي والكاتب محمد برناوي، في مقال له بعنوان: شخصية اليوم الأستاذ إبراهيم أمين فودة، قائلاً: (في بداياتي الصحفية حرصت على التواصل مع كافة شرائح المجتمع، ورغبت في بناء علاقات، والاستفادة من تجاربهم، وكان من بين الشخصيات التي حرصت على التواصل معها إبراهيم أمين فودة -رحمه الله-، الذي كان حينها رئيساً لنادي مكة الثقافي الأدبي، وحضرت إحدى أمسياته في منزله بالعزيزية في مكةالمكرمة، يومها تعلمت أنه إذا أردت أن تكون صحفياً جيداً فعليك بالقراءة وإن أهملتها سوف تكون ناقل أخبار لا تستطيع طرح سؤال جيد على مسؤول)، ثم يقول برناوي عن الملتقى الأدبي الذي يعقده شخصيتنا في منزله وما استفاده من هذا المنتدى قائلاً: (تعلمت أن الصبر ليس مفتاح الفرج، كما يردد، بل هو بداية حياة مليئة بالفرح والسرور وعلى الإنسان أن يصبر على ما يواجه من مواقف ومحن). ويذكر أن شخصيتنا قد حصل على درع جامعة أم القرى في مكةالمكرمة، وكذلك ميدالية المؤتمر الأول للمعلمين السعوديين. أدب وتعامل وأوضح الصحفي والمعلم التربوي خالد الحسيني عن شخصيتنا قائلاً: «عرفت الأستاذ الكبير إبراهيم فودة، في منتصف التسعينات الهجرية، عندما كان مقر نادي مكة الذي رأسه لسنوات في أم الجود ثم العزيزية، هو قامة ثقافية على درجة من الأدب والتعامل الحسن، نظّم النادي في أيامه لقاءات ومحاضرات ثرية، وشهد تلك الفترة حضورًا من مختلف الثقافات، كنت أحرص على تغطية لقاءات النادي لصحيفة البلاد، وكان الضيوف من أبرز رجال الأدب والمجتمع، شهد إقبالاً من مختلف الأطياف لأهمية من يختارهم من ضيوف، وكان فودة اختير لرئاسة النادي بعد تجربة وظيفية في القضاء والمعارف والمالية وأول مدير لإذاعة مكةالمكرمة، رجل متواضع يحترم الجميع، أنيق الملبس له وقار، مضت سنوات النادي في أيامه مُسجلة العديد من الأنشطة، وأذكر من الضيوف الشيخ عبدالعزيز بن باز، الأمير فيصل بن فهد، الشيخ حمد الجاسر، الشيخ محمد حسين زيدان -رحمهم الله-، والعديد من الأدباء والشعراء ورؤساء إدارات الخدمات في مكةالمكرمة، وكان ابنه الأديب والشاعر حمزة -رحمه الله- مع والده في إدارة شؤون النادي إلى جانب أعضائه تلك الفترة، وكانت سنوات النادي في أيامه متعددة الأنشطة طوال العام، ومن أزهى فترات نادي مكة الأدبي، رحل إبراهيم فودة في 1415ه -1994م- تاركاً إرثاً من خدمة الوطن في العديد من المجالات». مثقف مبدع وذكر نبيل عبدالسلام خياط -الإعلامي والكاتب وعضو مجلس إدارة نادي مكةالمكرمة الثقافي الأدبي- سيرة إبراهيم فودة –رحمه الله- التعليمية والإدارية وإنتاجه المعرفي حيث قال: «هو أديب بارز، وشاعر مرموق، وإعلامي من طراز رفيع، ومثقف مبدع، صاحب فكر وحكمة، لذا كان جديراً ما أطلق عليه لقب شاعر الحكمة والوجدان، هو من رواد الحركة الأدبية والثقافية في المملكة، وُلد عام 1342ه الموافق 1924م في مكةالمكرمة، وتوفي 1415ه، نشأ في بيت علم وأدب، فتربى على الدين واجتهد في تحصيل العلم على والده الشيخ محمد أمين فودة -رحمه الله- الذي كان عالمًا وشاعراً ومربيًا وقاضيًا وإمامًا للحرم المكي، ثم التحق بالمسجد الحرام ودرس فيه، وتخرج في المعهد العلمي عام 1357ه، كان سخيًّا بهيًّا في التعامل مع الجميع بحنوّ الأب وروح الصديق، وصبر العلماء وتواضعهم، وصدق الرائد وفطنته، وإحساس الشاعر الإنسان النبيل بحكمته وأصالته له العديد من المؤلَّفات، من بينها كتب، في الأدب، والشعر، والدين، والتربية، ومن آثاره الشعرية دواوين مطلع الفجر، مجالات وأعماق، صور وتجاريب، حياة وقلب، تسبيح وصلاة، ومن آثاره النثرية الرياضة والهدف، المهمة الصعبة، الشاعر المحسن، حديث إلى المعلمين، وقد حظي باحترام وتقدير كبير لدى الأوساط الأدبية والاجتماعية لنزاهته وفطنته فكان داعماً قوياً للثقافة والأدب، فتاريخه الأدبي والوظيفي حافل بالإنجازات». حكمة وحنكة وتابع نبيل خياط قائلاً: «لعلني أذكر بعض تلك المهمات التي تقلد وظائفها ابتداءً من سكرتير لديوان التفتيش بوزارة المالية إلى أن أصبح سكرتيراً أولا لإدارة عموم وزارة المالية، وهو أول مدير عام للإذاعة السعودية وفي مدة إدارته صدرت اللوائح الداخلية للإذاعة التي نظمت الإدارات المختلفة بها واختصاصاتها، وخلال إدارته صدر المرسوم الملكي التأسيسي للإذاعة الذي جعلها هيئة مستقلة تتبع رئيس مجلس الوزراء، وحين بدأ نظام الوزارات أعطي المدير العام للإذاعة مرتبة وكيل وزارة، وكان آخر عمل له في الدولة ممثلا لوزارة المالية والاقتصاد الوطني لدى مجلس الوزراء، ومجلس الشورى، ووزارة الخارجية، له الكثير من الإسهامات في هيئات مختلفة أثناء عمله الحكومي منها الإشراف على مطبعة الحكومة، كما شارك في معظم النشاطات المحلية والمناسبات العامة، فكان أول رئيس لمجلس إدارة نادي الوحدة الرياضي، كما رشح رئيساً لنادي مكةالمكرمة الثقافي الأدبي بانتخاب لثلاث دورات متتالية منذ تأسيس النادي، حيث نشأ هذا النادي بجهود رجال مخلصين ضمت خيرة من خيرة علماء وأدباء ومثقفي مكةالمكرمة، واتسمت تلك الفترة الزمنية الأولى التي قضاها إبراهيم فودة رئيساً للنادي الثقافي الأدبي بمكةالمكرمة، زاهية بالعطاء بما يتميز به من حكمة وحنكة وحسن إدارة، فجعل من رسالة النادي رسالة خيرة شاملة، تهدف إلى إثراء الجانب الفكري والثقافي والأدبي». استديو وفيديو وذكر نبيل خياط أن من الأعمال الرائدة إنشاء غرفة تحكم عبارة عن استديو وفيديو متكامل لتسجيل جميع المحاضرات والندوات بالصوت والصورة، والتي تعتبر مكتبة وثائقية محفوظة عن معظم الفعاليات المنبرية بالنادي، بحيث أن المناسبة تنتهي من هنا تسلم لكل مشارك نسخة عن الفعالية، كما أنشأ مكتبة عامة كبيرة بالنادي «مكتبة الأمير فيصل بن فهد» تضم نفائس المراجع والكتب العلمية والأدبية والثقافية والتربوية والعديد من كتب التراث الإسلامي والعربي وخصص في أحد زواياه ركن للطفل حرصاً منه لأهمية ذلك، كما اهتم في التدوين والتوثيق متمثل في إصداراته المتنوعة التي بلغ تعدادها ما يزيد على مائة إصدار تغطي معظم حقول الثقافة والمعرفة. أصيل المعدن وتحدث محمد علي قدس عن إبراهيم فودة قائلاً: «حين يذكر اسمه لا بد أن يذكر الشعر وتاريخه في الجزيرة العربية، فهو أحد شعراء الحجاز البارزين، وحين نذكر الإذاعة وتاريخ انطلاقتها في المملكة وذكر روادها والقائمين عليها خلال ببداياتها الأولى، وحين نسرد تاريخ الأندية الأدبية والمجيء بذكر مؤسسيها والأدباء الذين ساهموا في نهضتها وبناء كياناتها، فإننا نذكر الأديب والشاعر الكبير إبراهيم أمين فودة، شاعر القدسيات والروحانيات والابتهالات»، مضيفاً: «حظيت أعماله الشعرية بدءاً من ديوانه الأول (مطلع الفجر) وبقية دواوينه الخمسة الأخرى، (مجالات وأعماق)، (صورة وتجاريب)، (حياة القلب)، (تسبيح وصلاة)، بدراسات نقدية ورسائل بحث جانبية من قبل النقاد والدارسين في المملكة وعالمنا العربي»، مشيراً إلى أنه ترأس إبراهيم فودة نادي مكة الثقافي الأدبي، وكان أول رئيس لمجلس إدارته لثلاث دورات على التوالي، وقد عرفته من خلال أعماله الشعرية ومقالاته الأدبية، وأعجبت بأسلوبه وإبداعه الشعري المليء بالحكمة والإيمان، وعرفته عن قرب في الفترة التي تعرفت فيها على محمد حسن عواد، وكان أيضا مؤسس وأول رئيس لنادي جدة الأدبي في عام 1975م، والتقيته في مكتبه بنادي مكة الثقافي في منطقة العزيزية، وكان حاضراً لقاءنا الأديب عبد السلام الساسي الذي كان سكرتيراً ومسؤولاً إدارياً عن النادي، وكانت المناسبة أني صممت شعاراً للنادي مكة الثقافي أعجبه، وخرجت من لقائي الأول به بأني وجدت فيه الإنسان بمشاعره وعواطفه، أصيلاً في معدنه وتأدبه، كما لقيته متواضعاً لطيفاً في حديثه مهذباً وأنيقاً في عباراته وملبسه، يجذبك بحديثه وصوته الإذاعي المميز، له تجربته شعرية متميزة، مؤكداً على أنه يعد من الشعراء المبدعين، وتتجلى في تجربته الشعرية بأن جمع بين الحكمة وخواطر النفس وتجارب الحياة والقيم الروحية والإنسانية، وهي تجربة فريدة في اختيار المضمون وبحور الشعر البسيطة في نسق يُلامس القلوب ويحرك الأحاسيس». 73 عاماً وتوفي إبراهيم فودة عام 1415ه، حيث بلغ من العمر ثلاثاً وسبعين عاماً، كانت زاخرة بالعطاء الأدبي والشعري والإعلامي، وقبلها خدم في الدولة عقوداً من الزمن، كان فيها مثالاً للموظف الذي أعطى كل ما يقدر ويستطيع من إمكانات توفرت لديه، وفي الحقيقة أنه من رواد الأدباء، رحمه الله، وغفر له وعفا عنه. نشأ فودة في بيت علم فوالده من علماء مكة وكان له حلقة علم بالمسجد الحرام نبيل خياط محمد علي قدس إبراهيم فودة أديب بارز وشاعر مرموق ديوان مطلع الفجر لإبراهيم فودة إعداد- صلاح الزامل