مبارك للوطن كله هذا الإنجاز بنيل استضافة نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2034، حقيقة كان الأمر كله فخر واعتزاز، ليس في فكرة الاستضافة بحد ذاتها، حيث هناك دول عديدة حققتها سابقاً، لكن الفكرة في أسلوب وطريقة فوز المملكة بهذه الاستضافة، وهو المؤشر الحقيقي والناتج الفعلي الذي يجعلنا فخورين أكثر ومعتزين أكثر بهويتنا السعودية، لأن العالم كله منذ قررت المملكة دخول منافسة الاستضافة، والكل مقتنع أنه لن يتمكن أحد من منافسة السعودية من الناحية التقنية الفنية والإمكانيات، والأهم كذلك، أن غالبية دول العالم كانت تريد أن تحققها المملكة، حباً في المملكة وثقة بها، وقناعة تامة أن السعودية ستنفذ أفضل بطولة نهائيات كأس العالم، وأنه سيكون النموذج الأقوى عبر التاريخ، والأفضل للمستقبل، والسعودية بعد ال2034 ستتعب أي دول ستستضيفها مستقبلاً، لأن ما ستقوم به السعودية، سيبقى راسخاً في الأذهان لعقود طويلة من الزمان. كذلك لا بد أن ننوه وبقوة إلى تلك الفرحة الشعبية في السعودية، وللأمانة ليس المواطنون فقط، بل حتى المقيمين، الذين شعرنا بانتمائهم وحقيقة حبهم للمملكة قيادة وشعباً، الفرحة كانت حساً مرهفاً بالوطنية، والإخوة الأشقاء العرب من مقيمين أو في بلادهم، شعرنا بكمية الفرح التي اعتلتهم، والغالبية أجمعت على أن استضافة نهائيات كأس العالم في السعودية 2034 إنما هي نتيجة طبيعية لما تشهده المملكة من تطور ونمو وازدهار، وأن هذه التحولات الإيجابية إنما هي نتاج تخطيط مسبق وتهيئة مقدمة، نعم، كنا نستطيع أن نتقدم لاستضافة 2026 و2030، لكننا تقدمنا لنهائيات 2034 لأننا نعي جيداً أنه لن يتمكن أحد من منافستنا. أمر آخر لا بد كذلك من تناوله، وهو أن عام 2034 يعني بعد عشر سنوات، وبالتالي فإن الجيل الذي سيحقق هذا الإنجاز هو جيل اليوم، أما جيل ال2034 الذي سيشهد انطلاق البطولة، هو الجيل الذي نريده أن يحلم بمنجزات أخرى، الذين أعمارهم الآن من 5 إلى 15 عاماً، سيكون -بإذن الله تعالى- من 15 إلى 25 عاماً، وهؤلاء نريدهم أن يشاهدوا كيف يكون الإنجاز في 2034، نريدهم حين تبدأ مرحلة جديدة من نمو الوطن، مسلحين بتجارب وخبرات سابقة، مسلحين بروح حماسية وطموحات لا حدود لها، نريدهم فعلاً لمستقبل قادم أكثر ازدهاراً ونمواً وتطورًا. ماذا يسعنا الآن أن نقول، فرحين سعيدين، نعلم حجم التحدي ونعلم أننا على قدره، نشكر الله أولاً، ومن ثم نشكر ولاة الأمر، ندعو بطول العمر لسيدي ومولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-، وندعو لولي العهد الأمين بالتوفيق وطول العمر، ونقول لسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز: نحن رجالك، نحن جنودك، سر بنا وتقدم فكلنا من خلف وعلى جانبك وحين الخطر نتقدم نفديك بالأرواح والأولاد وكل ما نملك من غالٍ وثمين. إضاءة أخيرة في مقالتي هذه، أود أن أشكر كل القائمين على هذا المنجز، بداية من صاحب السمو الملكي وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، الذي نعلم جيداً حجم المسؤولية التي على عاتقه، ونعمل جيداً أنه مؤمن بقدرات شعبه ويثق أن خلفه دعم من ولاة الأمر، وسمو الأمير فهد بن جلوي ورئيس اتحاد كرة القدم ياسر المسحل، وكل الذين أشرفوا على ملف الاستضافة خصوصاً الأستاذ حماد البلوي رئيس وحدة ملف كأس العالم 2034 بالاتحاد السعودي لكرة القدم. عشرة أعوام ستمر سريعاً، 2030 موعدنا مع رؤية جديدة عند اكتمال رؤيتنا الحالية، 2030 هناك استضافة إكسبو، وبالتالي فإن الأيام تمضي سريعاً، لأن هناك عملاً دؤوباً وحركة، يوم أمس كنا نعلن انطلاق الرؤية 2030، يوم أمس كنا نتحدث عن الأحلام والأمنيات، يوم أمس منذ خمس سنوات وأكثر، أصبحنا اليوم نتحدث عن الطموحات والإنجازات. د. طلال الحربي