الرياضة تُعدّ رافداً أساسياً لنمو الاقتصاد وازدهاره، وتحرص السعودية على الاستثمار الأمثل فيها من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم بعام 2034 ولتحقق حلمها الرياضي الكبير في أن تصبح دولة رائدة في الرياضة العالمية.. المملكة العربية السعودية تكثف من جهودها وخطتها نحو الاستثمار الرياضي كأحد قطاعات الاقتصاد غير النفطي التي تستهدفه لتنويع مصادر دخلها في إطار الرؤية العامة التي أعلنتها، بعدم الارتكان بشكل كامل لعائدات النفط غير المضمونة في المستقبل، وهي الخطة التي توليها الدولة أهمية فائقة وتجيش لها الإمكانات كافة وصولاً لرؤية 2030 بقيادة عرابها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. الأربعاء الماضي أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم، نيته الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2034، بعد دقائق من مطالبة الاتحاد الدولي (فيفا) الدول في آسيا ومنطقة الأوقيانوس بالتقدم للاستضافة. وقال الاتحاد السعودي إنه ينوي الترشح لاستضافة البطولة «وفق خطة شاملة يسعى من خلالها الاتحاد نحو تسخير جميع الإمكانات والطاقات لتوفير تجربة رائعة وغير مسبوقة لإسعاد عشاق كرة القدم". عندها مباشرةً أكد عراب المستقبل السعودي سمو الأمير محمد بن سلمان أن: «رغبة المملكة في استضافة كأس العالم 2034، تعد انعكاساً لما وصلت إليه، ولله الحمد، من نهضة شاملة على الأصعدة والمستويات كافة، الأمر الذي جعل منها مركزاً قيادياً وواجهة دولية لاستضافة أكبر وأهم الأحداث العالمية في مختلف المجالات، بما تملكه من مقومات اقتصادية وإرث حضاري وثقافي عظيم". وأضاف مبيّنًا بكل جلاء: "نية الاستضافة تأتي تأكيداً على الجهود الواضحة والكبيرة التي تقوم بها المملكة في نشر رسائل السلام والمحبة في العالم، والتي تعد الرياضة أحد أهم وأبرز أوجهها، كونها وسيلة مهمة لالتقاء الشعوب بمختلف أعراقهم وتعدد ثقافاتهم، وهو ما دأبت المملكة على تحقيقه في مختلف المجالات، ومنها المجال الرياضي". الرياضة اليوم لا شك أنها تُعدّ رافداً أساسياً لنمو الاقتصاد وازدهاره؛ حيث تحرص السعودية على الاستثمار الأمثل في القطاع الرياضي من خلال العمل المستمر على تحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، بما ينعكس على مستويات جودة الحياة لمواطني المملكة والمقيمين على أراضيها، وتوفير تجربة رائعة غير مسبوقة لعشّاق كرة القدم في العالم في عام 2034. إعلان نية الترشح لاستضافة البطولة الأهم في عالم كرة القدم أتى بعد ست مشاركات سابقة للمنتخب السعودي كان آخرها في عام 2022، كما سبقها نجاحها أيضاً في استضافة أكثر من 50 حدثاً رياضياً دولياً منذ عام 2018 في مختلف الرياضات؛ مثل كرة القدم ورياضة المحركات والغولف والرياضات الإلكترونية والتنس والفروسية وغيرها، كرّست من خلالها مكانتها بوصفها إحدى أبرز الوجهات الرياضية العالمية. حيث شهدت الفترة الماضية صعوداً هائلاً بارزاً على المستوى الرياضي بشكل عام، وفي كرة القدم على الأخص، ما دفعها للتقدم لاستضافة الحدث الأبرز في عالم كرة القدم، حيث وضعت ضمن خططها المستقبلية استضافة البطولات العالمية والقارية على رأس أولوياتها، وقد نجحت بالفعل في الفوز بحدثين كبيرين. الأول.. تستضيف المملكة نهاية العام الجاري بطولة كأس العالم للأندية 2023 للمرة الأولى في تاريخها، والثانية بطولة كأس آسيا 2027، بالإضافة إلى دورة الألعاب الآسيوية الشتوية 2029، ودورة الألعاب الآسيوية 2034، إضافةً إلى أحداث رياضية عالمية كبرى في السنوات الخمس الأخيرة، في رياضات كرة القدم والسيارات والتنس والفروسية والرياضات الإلكترونية والغولف ومصارعة المحترفين الأميركية.. وللمتابع يجد أن للمملكة دوراً رئيساً في بطولة (كأس القارات) التي ساهمت في تأسيسها برعاية الفيفا واستضافت بالفعل أول 3 نسخ منها أعوام 1992 و1995 و1997، كما أصبحت وجهة للأحداث الكروية الكبرى عندما استضافت كأس السوبر الإيطالي عام 2018، ثم كأس السوبر الإسباني بمشاركة 4 أندية لأول مرة عام 2019، قبل أن يتكرر الأمر في استضافة مثل هذه البطولات في السنوات التالية. كما سيعزز دوري المحترفين بشكله الجديد الملف السعودي، حيث من المقرر أن يصبح عدداً من النجوم العالميين في الدوري السعودي سفراء لملف استضافة كأس العالم 2034 وعلى رأسهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو ونيمار وبنزيما وآخرون قادمون.. وللمتابع أيضاً، يجد أن كرة القدم في السعودية شهدت تطوراً كبيراً؛ حيث ازداد عدد اللاعبين بنسبة 50 في المئة واللاعبات بنسبة 86 في المئة منذ عام 2021، إلى جانب افتتاح أكثر من 18 مركزاً تدريبياً إقليمياً في مختلف مناطق البلاد للشباب والشابات. وإضافةً إلى ملاعبها القائمة، تجهز المملكة ملاعب جديدة وبمواصفات مذهلة لاستضافة بطولات كرة القدم الكبرى، حيث تبني ملاعب في شمال الرياض ووسط جدة وفي الدمام، بالإضافة إلى ملعبي القدية ونيوم. وقبلها أطلق سمو ولي العهد مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية، بهدف تحسين وتطوير الرياضة السعودية بشكل كامل لصناعة جيل مميز رياضياً على الصعيدين الإقليمي والعالمي، إضافة إلى تطوير لعبة كرة القدم ومنافساتها بصورة خاصة، للوصول بالدوري السعودي إلى قائمة أفضل (10) دوريات في العالم. بقي إن استضافة بطولة كأس العالم 2034 ستساعد المملكة على تحقيق الحلم الرياضي الكبير في أن تصبح دولة رائدة في الرياضة العالمية.