لطالما كانت فكرة أن نصل المدينة كلها، حلم يراودنا في الحبيبة الرياض، وما زلت أتذكر جيداً كيف كانت فكرة مترو في الرياض تمتمات لا تتجاوز محيطها، لأننا كنا نعتقد أن مشروعاً بمثل هذا الطموح وهذه الضخامة، أمر ليس هيناً، وأن تبني وتؤسّس لمترو في مدينة مثل الرياض، أمر شبه مستحيل، مدينة كبيرة متسعة ذات تعداد سكاني كبير، أحياء ممتدة أفقياً، نوعية تربة وتضاريس مختلفة، إغلاق أماكن وطرق وتحويلات، الأمر بدأ كأنه حلم سيبقى كذلك، وما زلنا نتذكر كيف بدأت الدراسات والأفكار والأحلام تتحول إلى حقيقة، وواقع يمكن إنجازه، واكبناه خطوة بخطوة، مرحلة بمرحلة، حتى الإعلانات الأولوية حين بدأ العمل في المترو، كانت كلها تؤكد للناس أنها مرحلة زمنية وستنتهي. نعم، انطلق مترو الرياض، وتم تشغيله، نعم، الحلم تحقق ولله الحمد، لكن مع فوارق مهمة، أن ما كان حلماً صعباً، ومغامرة قوية، أصبح ما بعد عهد رؤية المملكة 2030 وانطلاق مسيرتها المباركة أمراً سهلاً يستطيع العقل السعودي بالإرادة السعودية تحقيقه، وتحقيق ما هو أقوى وأكبر وأصعب منه، لن نهضم الناس حقها، كل الشكر والتقدير والعرفان لمن بدأ رحلة مشروع المترو، وإلى كل سعودي وسعودية اليوم وغداً نقول: احلم واجعل حلمك طموحاً، فإن كل طموح مشروع في عهد محمد بن سلمان سيتحقق بتوفيق الله، لا تتمتم بل فكر بصوت عالٍ، فأنت في عهد سعودي لا يعرف قاموسه كلمة المستحيل. اليوم ونحن نستعمل المترو، أصبح شعار أن نصل المدينة معاً، واقعاً وقادرون على تحقيقه، لا مكان بعيد، ولا موقع يصعب الوصول إليه، اليوم لسنا بحاجة إلى اختيار موقع متوسط أو قريب حتى تقوم بعمل ندوة أو حفل أو فعالية، اعملها في الرياض حيث شئت، لأن مترو الرياض سيصلنا معاً جميعاً، الرياض تتنقل معنا بالمترو، الرياض تزداد قرباً وجمالاً. مترو الرياض انعكاس طبيعي لقدرة العقل السعودي، هو بوابة تصل الناس والأفكار والأحداث معاً، ثقافياً وفنياً ورياضياً، حتى مجتمعياً وسكنياً ومعيشياً، لا عليك أين مكان عملك، اسكن حيث شئت في الرياض، فالمترو يقرب لك كل بعيد، دورة الحياة في الرياض أصبحت أكثر سرعة، ودرجات اندماج الأحياء وتنوعها الثقافي أصبح أكثر تطوراً، فوارق الطبقات أصبحت كلها تنصهر وتندمج، الرياض اليوم أينما تريدها تجدها. بقي من تمتمات الماضي فكرة جميلة، كنا نسميها مجتمع المترو، ثقافة المترو، رفاق المترو، كنت في ذلك الوقت تقدمت بفكرة مشروع عن إذاعة خاصة بالمترو ومرافقه وركابه وكوادره العاملة، كما قالها ابن عياف -أمين الرياض سابقاً- "أنسنة المدينة"، نقولها اليوم حياة المترو، كل هذا سيؤدي إلى فعالية أكثر، وزيادة مستخدمين أكثر، وبالتالي تواصلاً أكثر، وفرص عمل وطموحات تتحقق أكثر وأكثر. أتمنى أن تتحقق المشاريع المرافقة للمترو، وأتمنى أن نسمع عبر الأثير برامج عبر إذاعة اسمها مترو إف إم، من يمد يده حتى نبدأ الطموح ونحققه معاً، لكي نصل معاً.