قصة المرض، هذه مجرد معركة صغيرة، تحدث على هامش الحياة. أريد أن أخرج منها وانساها. أريد أن احيلها على الأرشيف والذكريات. الحب أكبر من كل الألم، وأجمل ما في الحياة. هذه تلويحة تخرج من القلب، تعبر القارات والمحيطات كأنها طائر اللقلق يبحث عن عشه القديم. هذا بيان وإعلان حب ل «الجزيرة» أولاً. ولكل الزملاء في ساحة المعركة الرائعة مدادها الأزرق وسيوفها كلمات كأنها من فضة السماء. «الجزيرة».. هذه الرائعة بالنسبة لي كانت واحدة من محطات الحب والأحلام المهمة والمؤثرة في حكاية الحب والعاصفة. منها أخذت بوصلتي القديمة. وفيها صنعت أجمل الأصدقاء.. وقد كنت يا ابا بشار أنت ربانها وما زلت أنت الذاكرة. في وحشة القلب والليل، تنتابني المرارة، لأن مشهد الموت والذبح، في أمة محمد، ولمعة الذل والحزن في عيون الأطفال والأمهات أكبر حقيقة ذل ساطعة. فتصبح يا سيدي قصتي مثل أمتي ساذجة. لكنني على الرغم من كل هذا الزعاف سأعلن الحب مرة وثانية وثالثة. سأقرع أبواب السماء وأصرخ في وجه أمتي؛ قائلاً: اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي. ** يتضاءل الخوف ويكبر الأمل، بل إنه يذوب ويختفي أمام عاصفة حب من هذا الطراز. أكاد انهض من مكاني أكاد أركض أضحك أغني في هذه اللحظة النادرة. شعور رائع وجميل أن تقترب من حافة الموت وكأنك ذاهب إلى موعد تحبه. متفائل جداً، ولا أريد أن أموت. كل هذا الحب. كل هذه الشموس. نريد أن نعيش ونطرد الكابوس. في مكان لا يسمع فيه الأذان.. تختلف الأوهام والأحلام. في وحشة الليل والذاكرة. يصبح للرشاقة مثلاً معنى وصورة اللحد الصغير وحجم الضوء والهواء فيه. عندما تصحو مما يتاح لك من فرصة، تذهب يدك إلى جبينك تتحسس هذا الغطاء. ما إذا كان تراباً أم جداراً للقبر الصغير. كما تشرق كل يوم على تلال النفود يشرق الأمل في الحب ويتلاشى الألم مثلما يتنفس الصبح في وجه الليل القديم. انهض واقفاً وجالساً أتأمل في تجربة الحب القديم، أسميه إعلان الحب الأول، وهناك ألف إعلان في الطريق. إعلان الحب الأول «الجزيرة» أولاً.. تجربة جريدة الجزيرة. كانت بالنسبة لي مثل جزيرة الأحلام، ومشاهد الحب في الأفلام الرائعة. هي الجانب المضيء والرائع في تجربتي الصحافية المتواضعة. ففي جريدة الرياض حملت أول شعلة للطريق. أخذت منها جناحين وذهبت إلى «الجزيرة» كي أتعلم كيف أطير. بل ومعها تعلمت الزقزقة. قالت لي «الجزيرة»: لا تحزن يا ولدي فالحب عليك هو المكتوب. لذلك سوف ابقى، انظر إلى علاقتي بالتجربة الإعلامية في المملكة. وهي تجربة تبدو متواضعة وبسيطة وقصيرة، إلا أنها في الوقت نفسه كانت مشحونة. فيها كل شيء. مثل قصص الحب العاصفة، بل إنني أنظر إليها كأنها أسطورة حب رفيع. فيها من المحبة والإبداع أكثر من أي شيء آخر لذلك فلن أكرر التجربة مرة أخرى. أريد أن احتفظ بما يكفي من الصور الجميلة. أريد أن أفتش عن حقول أخرى للحب. تعلمت من خلال هذه التجربة، التصرف تجاه الأفكار والآخرين بإنسانية وحب وإنصاف. بادرت التجربة بأحسن مما بادرتني به لأنني فهمتها أكثر مما فهمتني. كنت أبحث عن جامعة تفهمني وأفهمها كنت أبحث عن ذلك الشيء المفقود، عن المستحيل الأزرق في عالم لا يرى الأزرق إلا في ألوان السماء الممطرة والبعيدة جداً. وإذا بي أمام التجربة التي تحب بدون تردد. فقررت أو وجدت نفسي أعيشها، منذ أن كنت صغيراً وجميلاً. وإذا بي أجد في هذه التجربة ما يغريني دائماً بمراجعة ما لديّ من أحلام صغيرة وتصورات مسبقة مثل قطرة ماء لامعة في الكف الصغيرة. هذه التجربة من الرياض إلى «الجزيرة» ثم اليوم واليمامة لاحقاً. جعلت مني ما يشبه النص المفتوح وبكل الاتجاهات والاحتمالات والأفكار والتصورات. تعلمت كيف اختار رغباتي الخاصة وشطحاتي وأفكاري الصحافية دون أي حذر وسط غابة من شجر المحاذير الذي لا ظل ولا ظليل، وفي هذا الإطار الإنساني والأخلاقي تشكلت تجربة ابن ظلال النخيل. إذن فليبدأ إعلان الحب مثلما تعلو أصوات «بحيرة البجع». غرست أول فسيلة حب مع صاحبة الجلالة في بلاط مؤسسة اليمامة الصحافية، ما زلت اتذكر أول اطلالة حقيقية لهذه التجربة، وكانت برعاية خاصة من أحد أكبر رموز تجربة الصحافة في المملكة، حتى الآن وكان يفعل ذلك عن بعد. فصار الولد الصغير النجم الساطع على قاعة المعلقات في صحافة الحوائط المدرسية وإذاعة المدرسة المتوسطة يخترع لنفسه صورة جديدة في أفق مختلف. أخبار المدرسة وفريق المدرسة ونشاطات المدرسة. لكنني أضفت على تجربة من جئت خلفاً له، وهو الزميل سليمان العصيمي الذي أنهى دراسته المتوسطة، مقالة تتوسط صدر الجريدة مع صورة الكاتب الجديد وعنوانها «الفن وأثره في المجتمع» كنت مولعاً بالنحت والألوان وعندما رأيت اسمي ورسمي للمرة الأولى انتابني شعور رواد الفضاء. لقد تركت أشياء مهمة في سبيل الوصول إلى سطح القمر.. كان ذلك حدثاً مهماً في حياتي لن أنساه كأن القمر قد صار نجماً أو وشماً في يدي. لكنني لم أكن أعرف أنني في صحراء قاحلة في مهب الريح، أحلام تتنامى دون سياج. كنت عندها والأشياء تصحو، أطفح بالبراءة والسذاجة والبياض. أكاد أخلط بين صلاح الدين وجورجي زيدان، لمجرد أن الثاني هو مؤلف أول كتاب اشتراه لي أبي. كنت أخلط بين صورة المرحوم سيد قطب وعبدالحليم حافظ لأن كتاب الأول كان هدية من إمام المسجد الرجل الطيب الوقور. أما شريط الثاني فكان هدية من بنت الجيران وربما من أخيها!!!! لكنني فيما بعد عندما قرأت في ظلال القرآن الكريم خرجت من كنانتي القديمة، ومن بلاط جريدة الرياض حيث تركي السديري ومحمد الوعيل. وأعض الآن أصابع الندم آه لو تعرفت على المرحوم فوزان الدبيبي. وذات مساء مثل لقاءات الحب البريء وإذا بي في محطتي الجديدة عند بوابة المجد القديم حيث خالد المالك وجريدة الجزيرة. رئيس تحرير من فصيلة النخيل الأصيل ومن حوله حديقة شاسعة أكثر ما فيها الظل والشجر المثمر. كنت أنا في مغبة الإعصار في عالم كله ذئاب. وإذا بي مثل الأمانة الضائعة في عهدة «الجزيرة» الرائعة. هناك تعرفت وللمرة الأولى إلى رجل غريب الأفكار والأطوار، وكأنه من سلالة إغريقية معربة. أو هو نسخة من أوربا اليونانية محرفة. مدّ لي يده واقفاً قائلاً: أنا عثمان العمير. مددت له يدي الصغيرة واجفاً باصابعي الصغيرة المخبأة قائلاً: أنا صالح العزاز. ابتسمنا وبدأنا نسير معاً كأنها الآن ليلة البارحة. كنت أذهب إلى منزلي في المساء وهو يذهب إلى المريخ وزحل.. وحتى الآن هذه هوايته المفضلة. ساحر ذوَّب الفوارق كلها. فارق السن وفارق التجربة. وعندما نلتقي في صباح أو مساء كأننا لم نفترق ثانية واحدة. علمني الحب وقارئة الفنجان.. كان يغريني أكثر لكي أحب الحياة والتجربة. كان مرة معه أبو حيان التوحيدي، ومرة فيروز والرحابنة. في هذه المحطة كانت كل العلاقات رائعة ومضيئة. خالد المالك، عثمان العمير، صالح العجروش، فيصل الشهيل، مثل فرقة سمفونية عريقة ورائعة تعزف أجمل الألحان والنجاحات.. وكانت في حينها تشهد «الجزيرة» أهم تجربة في إدارة مؤسسة إعلامية بهذا القدر من النجاح. لو قدر لها أن تستمر ربما لتحقق من خلالها أشياء كثيرة قد لا تخطر في البال. والسر في ذلك الانسجام الرائع بين طموحات التحرير وتطلعات الإدارة العامة للجريدة. تلك التي عندما تصاب بالخلل تضع العصا في العجلة فتتوقف التجربة ويأكلها الصدأ والخراب المستديم. تلك كانت الوصفة السحرية والطاقة الخلاقة لمرحلة ازدهار مميزة. كان أبطالها صالح العلي العجروش أستاذي الكبير ومعه فيصل الشهيل الرجل الذي لا استحي أبداً أن أقول إنني أحبه مثلما هو إبراهيم الطوق وندرة من نوعه. أعطتني تجربتي مع «الجزيرة» وعلاقتي مع عثمان العمير ما كنت بأشد الحاجة إليه. أعطتني حريتي واطلقت يديّ. دفعت بي إلى اللا حدود ولعبة الخيال هوايتي المفضلة. وأصبح اسمي وصورتي وعناويني مثل الذهاب إلى المدرسة. ومع هذه التجربة عرفت شهر العسل في التجربة، ومنها إلى الازرق الجميل والمستحيل والرائع حيث جاء موعد رحيل العائلة باتجاه البحر ورائحة النفط، والمواعيد المتقنة مع الأقدار والأحباب والمفاجآت المغلقة. هناك بدأت الأحلام تأخذ شكل مدينة رائعة ومختلفة اسمها مدينة الخبر أشهر شوارع الحب فيها يحمل اسم «الأمير خالد» وكأنه دلالة ذلك الرجل الذي كان الحب صنعته المتقنة. ومن ثانوية الخبر بدأ الولد الغريب يحاول أن يتقن صنعته.. السينما والأصدقاء والبحر والمكتبة.. هذه التجربة بكل ما فيها من صعود وهبوط .. إلا أنني حتى هذه اللحظة أعدّها أكثر فصول حياتي ازدهاراً بالحب والمعرفة وليس فيها لحظة واحدة أرغب التخلص منها أبداً، بل إنني أرغب في العودة إليها. كنت فيها مثل زهرة البنفسج. للمرة الأولى شاهدت رجلاً قامته الشعرية والإنسانية مثل قمم الجبال العالية. فيه تواضع إنساني وأخلاقي من الصعب أن تجده هو الأستاذ الفاضل والصديق الذي لم التقه منذ أكثر من عشرين سنة. إنه نسخة الجواهري المسعودة، هو الأستاذ محمد العلي ومعه تلميذه الجنوبي الشاعر علي الدميني، ومن حولهم كل الراغبين في ازدياد. يشعلون مدفأتهم الثقافية مرة بالنفط وأخرى بالحطب. يسمونها المربد الثقافي، وهي في تقديري واحدة من أهم تجارب الإبداع الثقافي الإنساني الحر، في مجال الشعر والقصة وكل أبواب الأدب، لكنها للأسف هكذا ماتت بمحض الصدفة. كانت جريدة اليوم مثل قطعة أرض رائعة تقع على شاطىء البحر في مشرق الشمس. لكن الذي حدث أنها تحولت إلى مجرد دكان صغير في تلك المرحلة ويفتح على البحر يمر عليه من يشاء ومن لا يشاء. لكنها التجربة التي أكرمتني.. احببتها مثلما أحبتني.. سيدها رجل نبيل وكريم، هو الشيخ حمد المبارك وكان مديرها العام مساعد الخريصي متحمساً جداً لهذا الولد المراهق الصغير. وفي غفوة أو غفلة، طارت الأحلام كأنها العصافير الفزعة إثر طلقة طائشة فعدت مخفوراً بالغامض والمستحيل، كما يعود الابن الضال إلى صدر أمه بعد أن ضاعت منه الطريق وكاد يجف حلقه فيضيع مثل قطرة ماء مهدرة. ما أشبه الليلة بالبارحة، كأنها العودة إلى بداية التجربة. هنا في الرياض مع بداية عهد جديد وأحلام جديدة وتجربة مختلفة. مجلة اليمامة غابة الوعول والخيول والأحصنة وشمس ومدفأة. كانت تجربة العمل في اليمامة مثل الدخول إلى قاعة احتفال كبرى كل يوم فيها حفلة عرس أو حفلة طلاق. في هذه القاعة، في هذه التجربة تعزف سمفونية غريبة.. ليست من مورثات بتهوفن ولا موزارت.. يقود الفرقة عازف على هيئة بدوي لكن بنكهة فرنسية. يرتب لحفلة صاخبة. يذكرني بذلك الفرنسي صاحب مذكرات برجوازي صغير، صديق تشي غفارا وعينه على الإليزيه، أقصد ريجيس دوبريه. هذا هو أستاذ الجامعة القادم بأحلام السان جرمان وشهادة السوربون د. فهد عرابي الحارثي. في هذه القاعة جمعت كل الأقلام والألوان في سلة واحدة، فوجدت نفسي في وسط المعمعة بمداراتي الساخنة وشدو الاحزمة. تجربة اليمامة فيها كل شيء، كما قلت مثل قاعة احتفالات كبرى، فيها عامل الإضاءة وصاحب الولاية ومنسق الإضاءة.. ومتعهد الورود والأمن والسلامة. وأهل القدامة وأهل الحداثة. فيها راشد بن جعيثن وعبدالله الصيخان!! فيها إمام الصلاة وأمير الصعاليك. فيها مندوب أهل القصيم الصاخب جداً والصحافي جداً الزميل داود الشريان الذي قرر أن يكون مندوب الضعفاء والمستضعفين ضد الوزراء والبيروقراطيين، معه الزميل إدريس الدريس كان واعتقد لا يزال يحبني واحبه، وكأننا نشأنا معاً، وهناك ابن المقفع الصغير علي العميم الذي كنت وما زلت اعتقد أنه من أهم المشروعات السعودية «المثقف الجديد». لكنه لم يأخذني بهذا الاعتقاد مأخذ الجد وفعل مع نفسه كذلك. إنها اليمامة فيها شارع الخبيب في بريدة والشانزليزيه في باريس. فيها جبة وامستردام. فيها تعرفت على ظاهرة سعد الدوسري هذا الأبيض الذي قرر أن يكون مندوب أطفال العالم وكأنه منهم والأستاذ الفاضل فهد العريفي المدير العام الذي يقول لك: إنه أبوك أردت أم لم ترد. إنها رياح الشمال. ومع مندوب الحداثة زوراً وبهتاناً احد المع جيل الشعراء الشباب كسبت صديقاً رائعاً هو محمد جبر الحربي. كنا نصلي معاً ونضحك ونحزن معاً. معه تعرفت على كات ستيفنز Cat stevens أو على أغانيه وكنا نسمعها معاً. وعندما اعلن كات ستيفنز هذا الموسيقي والشاعر والمغني الجميل اسلامه واصبح اسمه «يوسف إسلام» أحدث أحد أجمل التحولات في داخلي. ورحت أفكر في هذه الحادثة الرائعة.فأنا ابن شفافية القرآن العظيم صدقوا أو لا تصدقوا، هذه الحادثة ولّدت المشروع الحلم «فيلماً وثائقياً عن القرآن الكريم» من هذه الزاوية ومن حسنات هذا الزمن أن رجلاً مثل معالي د. صالح الشيخ يصبح وزيراً للشؤون الإسلامية في المملكة. وبفضله يرى هذا العمل النور بعد الخروج من هذه الأزمة العارضة بإذن الله.كأن تجربة اليمامة كانت بانتظاري لكي تعطيني بعض الدواء والأصدقاء وتأخذني إلى أجوائي القديمة. لقد عادت شرايين الحياة تعزف من جديد.. ظهر عثمان العمير رئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط في الأفق والحب من جديد ومعه صديق نبيل ورائع هو عبدالرحمن الراشد رئيس تحرير مجلة المجلة. أصبحت أشعر بالإضاءة من حولي بسبب هذه النجوم الرائعة. أخذت من تجربة الصحافة أجمل ما فيها جربت كل أمجادها الرائعة ورعودها وأمطارها وكسبت منها أفضل الأصدقاء. وأنا مدين الآن في هذه المرحلة لكل هذا الحب الذي هو سلاحي في مواجهة هذا الأخطبوط الذي غدر بي. مدين للرياض وعكاظ والوطن واليوم والشرق الأوسط والحياة. أنا مدين «للجزيرة» لما قدمته وما تقدمه الآن حيال تجربة مغامرة «المستحيل الأزرق» هذه المغامرة التي أحمد الله أنني فعلتها. يكفيني منها الطريقة التي قدمني بها هذا الكتاب إلى الناس في بريطانيا في أوقات سابقة ثم لاحقاً في مستشفى الشمس المشرقة، وأخيراً هنا في مستشفى ام دي اندرسون ومدينة هيوستن. مدين «للجزيرة» من خلال موقفها خلال أيام معرضي الأول بلا حدود الذي أقيم في الرياض. وما زلت في داخلي أسيراً لتلك المقالة النقدية الرائعة التي تناول من خلالها الأستاذ المثقف محمد المنيف أعمال المعرض وعبّر عن قدرة نقدية بارعة وهي رؤية من الصعب أن تجدها عند غيره. الرؤية المعرفية والجمالية في قالب نقدي. ذكرتني بذلك العبقري البلجيكي الملهم: ماغريت MAGRITTE، فهو إلى جانب كونه رساماً سريالياً مهماً، إلا أنه ناقد فني أهم ولم يتكرر في تاريخ الفنون الأوروبية مثله. ويعد متحفه الخاص في العاصمة البلجيكية «بروكسل» مقصداً مهماً لمعظم الفنانين من العالم. كنت قد وضعت في أجندة ما بعد المعرض رسائل شكر وامتنان لجميع زملائي وأصدقائي في كل من الرياض و«الجزيرة» واليوم والشرق الأوسط والحياة وعكاظ لكنني كنت بانتظار تحرير كتاب المستحيل الأزرق من قبضة جمارك ميناء جدة لكي أتمكن من ارفاق نسخة مقرونة مع الخطاب مثل مفاجأة جميلة، لكن القدر والسفر وعش العنكبوت أسبق مما كنت أريد أو أتمنى. كان محمد المنيف في رأس القائمة ومعه «الجزيرة» وكانت الرياض بكل ما فيها ومن فيها. وقد آسرني صديقي العزيز: عبدالوهاب الفايز بلمحته الرائعة عندما خصص زاويته لنشر تعويذة المعرض التي كتبتها «إنسان» على المدخل الرئيس هناك وإذا بها تأخذ ذلك الصدى العربي والمحلي الذي لن أنساه. لم أكن احلم بنصف تلك الأماني والأغاني والبياض الذي خصني به الصديق الحميم الأستاذ عبدالله الزيد وأبرزته «الجزيرة» وارسل لي من كل الأصدقاء، كأنه يخصهم.. هذا ليس غريباً من أبي عبدالرحمن. هكذا هي يا سيدي نفحات الحب عندما تضيء.. هذه بعض من مواقف الناس والأصدقاء والزملاء الذين وصفوني بما قد لا استحق وشهدوا لي بالفضيلة بما الله به عليم. وإلى قائمة النبلاء من الأهل والأصدقاء الذين عرضوا عليَّ أموالهم عرض الجد وبلا تردد. ما أجمل أن تترك الدنيا وأنت راغب في ازدياد. إنه شعور مختلف تماماً عن أية تجربة أخرى. أَبعدَ كل ذلك أبا بشار، أليس من حقي أن أعلن عليكم الحب. محبكم/صالح عبدالله العزاز هذا المقال سبق أن نشر في جريدة الجزيرة بتاريخ 9/2/1423ه الموافق 22/ أبريل/ 2002م