أسهم قطاع المعارض والمؤتمرات بشكل فعال في دعم القطاع السياحي بالمملكة وساعد على تسويقها وجهةً عالمية للأعمال وإظهارها محركاً رئيساً لاقتصاد منطقة الشرق الوسط، إذ تؤكد التقارير والإحصائيات المحلية والدولية بأن السعودية أصبحت محط أنظار العالم والوجهة التي تقصدها كل الفئات والشرائح على جميع المستويات من مختلف أنحاء العالم على مدار العام للسياحة المتنوعة سواء كانت بغرض متابعة الأعمال أو لحضور المعارض والمؤتمرات والفعاليات النوعية والعالمية، وكانت لأسباب علاجية علاجية أو ترفيهية أو بغية التسوق والإطلاع على المعالم التاريخية والتراثية أو لأسباب ثقافية. 17 ألف فعالية وتجاوز عدد فعاليات القطاع 17 ألف فعالية خلال 2023، ولازالت الجهود تبذل بدعم من برامج ومبادرات رؤية 2030 لزيادة ذلك العدد ليصل إلى 40 ألف فعالية بحلول عام 2030م، وليس ذلك ضرباً من المستحيل إذ يعد القطاع الأسرع نمواً في المنطقة حيث يتوقع المجلس العالمي للسفر والسياحة، نمو قطاع سياحة المعارض والمؤتمرات في السعودية بنسبة 11 % سنويًا، على مدار السنوات المقبلة، ونتيجة لوعي المملكة بأهمية قطاع المعارض والمؤتمرات وتأثيره الإيجابي على الاقتصاد وفي إبراز المملكة بادرت في 2018 بإنشاء الهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات سعياً من خلالها إلى تمكين نمو قطاع المعارض والمؤتمرات عبر تطوير هذه الصناعة بما يُسهم في استقطاب معارض ومؤتمرات عالمية، وتسويق الفرص النوعية للمملكة وما تتمتع به من مزايا، إضافة إلى التأكيد على دور المملكة القيادي على خارطة المعارض والمؤتمرات وإبراز مكانتها على المستوى الدولي، فأغدقت على القطاع، حيث وصل حجمه إلى حوالي 10 مليارات ريال في عام 2023 م، بزيادة قدرها 10 % عن عام 2022م، وصعد عدد المنشآت المسجلة في البوابة الإلكترونية للهيئة العامة للمعارض والمؤتمرات حتى نهاية عام 2023م إلى حوالي 743 منشأة، منها 95 مركزًا تجاريًا، و214 صالة متعددة الاستخدام، و403 صالات فندقية، و31 مركز معارض ومؤتمرات، كما زاد التعاون الهادف للارتقاء بالقطاع بين الشركات والجهات الحكومية فتم إصدار أكثر من 5167 ترخيصًا للاجتماعات وورش العمل المتعلقة بذلك الشأن في عام 2023، في دلالة واضحة على أهمية التعاون بين الشركات والجهات الحكومية، في حين نالت المؤتمرات والمنتديات 155 ترخيصًا، ونالت معارض السلع الاستهلاكية 132 ترخيصًا، وتصدر القطاع الصحي قائمة الطلبات المتعلقة بتنظيم الفعاليات، مع 1331 طلبًا، مما يعكس التوجهات الحالية نحو تحسين الرعاية الصحية، تلاه التعليم ب747 طلبًا، والتقنية والاتصالات ب 679، وتظهر السجلات القائمة لنشاط تنظيم وإدارة المعارض والمؤتمرات حتى نهاية النصف الأول من هذا العام 2024 يلوغها نحو 16 ألف سجل تجاري تتصدرها منطقة الرياض بواقع 8391 سجلا تتبعها منطقة مكةالمكرمة بنحو 7112 سجلا ويلي ذلك المنطقة الشرقية بواقع 1449 سجلا، كما تم تأسيس المركز الوطني للفعاليات في 10 مارس 2020م، ويحمل المركز ضمن مهامه تطوير الفعاليات بالمملكة من خلال التميز بالخدمات المقدمة، والابتكار المستمر، والتطوير المستدام للأعمال على أعلى المستويات، ليعمل على تطوير قطاع الفعاليات بالمملكة إلى أقصى إمكانياته في جميع مجالاته؛ الترفيهية، والرياضية، والسياحية، والثقافية، وتحفيز البيئة التنظيمية الأنسب لنمو القطاع وإثرائه بالتنسيق مع الجهات التنفيذية، وتحسين الخدمات المقدمة لقطاع الفعاليات من خلال بناء نظام متجانس بين أصحاب المصلحة، وكذلك تعزيز التكامل في التخطيط والتنفيذ لتحقيق الحد الأمثل من العوائد الاقتصادية والاجتماعية بما يضمن كفاءة الإنفاق واستدامة القطاع، وينشط المركز أيضا في تأهيل الكوادر السعودية ضمن مبادرة برنامج (رواد الفعاليات) والتي تعد إحدى أدوات المركز الوطني للفعاليات لتحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تمكين الطاقات الشابة، وتطوير مهاراتها، والدخول في سوق العمل، وتعزيز دورها في دعم الاقتصاد الوطني. أعداد السياح القادمين ولم تكتف المملكة التي تستهدف رفع أعداد السياح القادمين من الخارج إلى 150 مليون سائح بحلول عام 2030م ،بتطوير البنى التحتية وتمكين هذه الصناعة الجديدة فواكبت الحراك الاقتصادي والطفرة في أعداد السياح والذين من بينهم السياح القادمون بهدف حضور المعارض والمؤتمرات بحزم من التسهيلات المؤثرة التي تخدم الزيادة الملحوظة في إقامة المعارض والمؤتمرات، ومن تلك التسهيلات على سبيل المثال مبادرة التأشيرة السياحية وهي إحدى مبادرات التحول الوطني2020 التي تخدم السياح القادمين من 66 دولة، فبعد أن أصبحت السعودية وجهة خاصة لعقد الفعاليات والمناسبات الإقليمية والدولية، لما تتميز به من موقع جغرافي يربط القارات الثلاث أفريقيا وآسيا وأوروبا، ولكونها أصبحت المقر الإقليمي لأكبر الشركات العالمية باتت تلك المبادرة وسيلة وعاملاً يساعد على تدفق السياح والزوار فتم إطلاق تأشيرة الزيارة السياحية في 27 سبتمبر من عام 2019م، لإتاحة الفرصة أمام السياح والزوار لاستكشاف ما تمتلكه المملكة من وجهات وإمكانات سياحية هائلة، والمشاركة في الفعاليات السياحية والترفيهية، والتعرف على الثقافة السعودية وتقاليدها الأصيلة، وحضور الفعاليات والمعارض والمؤتمرات. المحافل السنوية وفي غضون فترة بسيطة غدت المملكة موقعاً لتنظيم العديد من المؤتمرات والمحافل السنوية التي تستقطب نخبة من العلماء والمبدعين من مختلف أنحاء العالم في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والصناعة والطاقة المتجددة والبيئة ومجالات الذكاء الصناعي ومختلف الأنشطة الرياضية والفنية والسينمائية ومن الأمثلة على ذلك مؤتمر ليب السنوي ومعرض الفنادق والضيافة والمعرض السعودي للوجستيات والتخزين والمؤتمر السنوي العاشر للمراجعة الداخلية وفوديكس السعودية وسيتي سكيب ومعرض المياه العالمي ومؤتمر تعزيز السنوي والمؤتمر السعودي البحري واللوجستي، ومؤتمر بيبان ومبادرة مستقبل الاستثمار ومدل بيست ومعرض الرياض الدولي للكتاب ومعرض الشرقية للكتاب ومؤتمر التعدين الدولي ومؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار وغير ذلك الكثير من المعارض والمؤتمرات المتنوعة والمهمة. أسهم الحراك الكبير الذي يعيشه قطاع المعارض والمؤتمرات بدعم من برامج رؤية 2030 في تسويق المملكة كوجهة عالمية للأعمال يظهر بوضوح في نيل الرياض 119 صوتا من أعضاء المكتب الدولي للمعارض (BIE)، نالت بهم الرياض حق استضافة معرض «إكسبو 2030» الذي سيُقام من 1 أكتوبر 2030 إلى 31 مارس 2031 في حين كان عدد الأصوات 29 صوتاً لمدينة بوسان الكورية الجنوبية ولمدينة روما الإيطالية على 17 صوتا، ويعد هذا الترشيح والاختيار شهادة دولية مفادها أن المملكة باتت في طليعة الدول المؤثرة بخارطة الفعاليات العالمية كما انها غدت وجهة خاصة لعقد الفعاليات والمناسبات الإقليمية والدولية، ويتوقع أن يستقطب «إكسبو 2030» نحو 40 مليون زائر من مختلف أنحاء العالم، سيحتاجون إلى الإقامة في الفنادق والوحدات المفروشة، والمملكة تمتلك اليوم أكثر من 400 ألف غرفة فندقية، وستصل إلى 854 ألف غرفة جديدة بحلول العام 2030، كما أن الإطلاق الأخير لمطار الملك سلمان الدولي في الرياض، وطاقته الاستيعابية الطموحة التي تصل إلى 120 مليون مسافر خلال السبع سنوات المقبلة؛ سيسهم في تسهيل الوصول إلى معرض إكسبو ومدينة الرياض وبقية مدن المملكة؛ من جميع أنحاء العالم ويضمن تجربة سفر سلسة وممتعة وآمنة، ويعزز من مكانة العاصمة لتكون مركزاً عالمياً للسفر والتجارة». وسيمتد معرض إكسبو 2030 على مساحة 6 ملايين متر مربع، ويضم 246 مشاركاً، كما أنه من المتوقع أن يستقبل الموقع الرسمي لمعرض إكسبو 2030 ما يقارب من 40 مليون زيارة؛ مع تحقيق أكثر من مليار زيارة رقمية لجناح ميتافيرس التاريخي، إضافة لمشاركة المملكة المرتقبة في معرض إكسبو 2025 المقرر عقده في مدينة أوساكا اليابانية. الغرف التجارية بالمملكة داعم كبير لقطاع المؤتمرات والمعارض