أقيمت اليوم خمس جلسات حوارية ضمن اليوم الختامي للمنتدى الدولي لتقنيات التشجير 2024، الذي يُقام بالتزامن مع مؤتمر الأممالمتحدة لمكافحة التصحر (COP16) في الرياض. وشهدت جلسات اليوم حوارات مكثفة تناولت قضايا متنوعة مرتبطة بتنمية الغطاء النباتي، الإدارة المستدامة، مكافحة التصحر، والتشجير الحضري، بمشاركة واسعة من الخبراء الدوليين والمحليين. وبدأت الجلسات بمناقشة موضوع "تطوير وإدارة الغطاء النباتي المستدام"، حيث أكد المتحدثون على أهمية مشاريع التشجير الكبرى مثل "السعودية الخضراء" و"الرياض الخضراء"، والتي تهدف إلى زراعة مليارات الأشجار، ما يعزز التنوع البيئي ويحسن جودة الحياة. وأشار الدكتور عبدالرحمن الصقير إلى أن التشجير المستدام ليس فقط حلاً بيئياً بل يمثل فرصة اقتصادية مهمة من خلال الاستفادة من المنتجات الثانوية مثل الأخشاب وتربية النحل، كما شدد على ضرورة إدارة هذه المشاريع بما يحقق الاستدامة البيئية والاجتماعية والاقتصادية، مع تعزيز دور القطاع الخاص في دعم المبادرات البيئية. وانتقل النقاش بعد ذلك إلى "رصد وإدارة الغطاء النباتي"، حيث استعرض السيد جورج إبراهيم التقنيات الحديثة مثل الأقمار الصناعية والطائرات المسيرة التي تتيح جمع بيانات دقيقة تسهم في تحسين الرصد البيئي واتخاذ قرارات فعالة، من جانبه أوضح الدكتور عبدالحميد الهجلة أن التشريعات البيئية في المملكة تشكل خطوة محورية لدعم الاستثمارات الخضراء، مشيراً إلى مشاريع مثل نيوم وسدير للطاقة الشمسية كأمثلة رائدة. وتناول الدكتور شوان تشو التحديات الناجمة عن التغير المناخي وزيادة حرائق الغابات، مسلطاً الضوء على أهمية استخدام التقنيات المتقدمة للاستجابة السريعة لهذه الكوارث. وفي جلسة "التشجير الحضري والتنوع البيولوجي"، أشار الخبراء إلى أن التنسيق بين الأشجار والنباتات في المدن يسهم في تخفيف تأثير التغير المناخي وتحسين جودة الحياة، وتناول الدكتور إبراهيم الدجين أهمية اختيار النباتات المحلية الملائمة للمناخ والتربة في المملكة، بينما أوضح الدكتور فرانسيسكو فيريني دور التنوع النباتي في تقليل الانبعاثات الكربونية وخلق بيئة صحية أكثر. ومن جهته، استعرض الدكتور عمر باهمام التأثير الإيجابي للفراغات النباتية في المدن على الصحة النفسية وجودة الحياة، داعياً إلى تعزيز مشاريع التشجير الحضري. وشهدت جلسة "تشجير الأحزمة الخضراء والطرق والسكك الحديدية" مناقشة دور التشجير في الحد من زحف الرمال وتحسين جودة الهواء، وأشار الدكتور رأفت فهمي ميساك إلى أهمية بناء الأحزمة الخضراء كحل مستدام لمواجهة تحديات الرمال الزاحفة، بينما تناول الدكتور مازن عسيري فوائد زيادة الرقعة الخضراء في تقليل المخاطر المناخية وتعزيز وعي المجتمع بأهمية البيئة. واختُتمت الجلسات بجلسة ختامية أعلن خلالها الدكتور أحمد الفرحان رئيس اللجنة العلمية للمنتدى، نجاح مؤتمر (COP16) والمعرض المصاحب، مما يعكس جهود المملكة في تعزيز التعاون الدولي لتحقيق الاستدامة البيئية.