وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، من هجماته واستهدافه للنازحين ومراكز الإيواء في قطاع غزة، واستهدفت المدفعية الإسرائيلية مدرسة تؤوي نازحين في مخيم البريج، وأسفر القصف عن احتراق ما لا يقل عن 15 خيمة. وكثف الطيران الإسرائيلي غاراته على بيت لاهيا ومخيم جباليا، في وقت تعرض مستشفى كمال عدوان، فجر الأربعاء، لإطلاق نار من مسيرات إسرائيلية، مما أدى لإصابة عدد من الموجودين فيه، وهي المرة السادسة التي يتم فيها قصف المستشفى بغضون يوم واحد. وزرع الجيش الإسرائيلي براميل متفجرة في أحياء في مشروع بيت لاهيا شمال القطاع لتفجير منازل الفلسطينيين والمربعات السكنية، كما واصل القصف المدفعي وإطلاق القذائف والنيران بكثافة بمحيط مدارس الإيواء في شمال القطاع. وحاصرت آليات الجيش الإسرائيلي مدارس أبو تمام التي تؤوي نازحين وسط بلدة بيت لاهيا، تزامنًا مع تقدم للقوات الإسرائيلية، وأطلقت المروحيات والمسيرات نيرانها على منازل الفلسطينيين في مشروع بيت لاهيا وجباليا وحي الصبرة. وأعلن الدفاع المدني في غزة أن الجيش الإسرائيلي يرتكب عملية تطهير عرقي في شمال القطاع، وأن 60 ألف فلسطيني في شمال القطاع عرضة للموت، ونفى وجود اي إمكانية لتقديم أي خدمة طبية أو إسعاف في شمال القطاع، في ظل أن سكان الشمال لم يحصلوا على أغذية ومياه صالحة للشرب، كما وأن منازل شمال القطاع غير صالحة للسكن. من جهته قال مدير مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة، حسام أبو صفية، إنه "تم استهداف مستشفى كمال عدوان بطريقة مروعة ودون رحمة، للمرة السادسة اليوم". وأضاف أبو صفية في بيان تلقته "الرياض"، أن "الطائرات المسيرة تسقط قنابل مملوءة بالشظايا التي تصيب وتؤذي أي شخص يتحرك". وأوضح أن "الوضع أصبح خطيرًا للغاية. لقد تعرض مستشفى كمال عدوان لاعتداء همجي من قبل الطائرات المسيرة، ومرة أخرى، يركز الاحتلال اعتداءاته على الفرق الطبية". وتابع أبو صفية أنه "قبل لحظات قليلة، أصيب ثلاثة من الطاقم الطبي لدينا، أحدهم في حالة خطيرة ويخضع لعملية جراحية معقدة في غرفة العمليات". واستمر قائلا: "نحن مرهقون من العنف و الفظائع المستمرة. لماذا نتعرض لمثل هذه الوحشية؟ كل يوم، يتم استهداف المستشفى بشكل منهجي". يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منع طواقم الدفاع المدني عن العمل لليوم ال43 على التوالي، في كافة مناطق شمالي قطاع غزة، في ظل تعرض المواطنين للموت والإبادة الإسرائيلية بصمت لليوم ال60 على التوالي. وعطل الاحتلال الإسرائيلي عمل طواقم الدفاع المدني كليًا شمالي القطاع، وصادر مركباتهم ومعداتهم وهجّرهم واعتقل بعضهم، في وقت تزايدت أعداد المناشدات عن وجود مواطنين أحياء تحت أنقاض بعض المنازل والمباني السكنية التي دمرها الاحتلال عليهم خلال الأيام الماضية. مستوطنون إسرائيليون يهاجمون الفلسطينيين ويشعلون الحرائق في المنازل والمتاجر بدوره، قال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل، إن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في إيقاف منظومة الدفاع المدني كلياً عن العمل ويحتجز مركباته في محافظة شمالي قطاع غزة لليوم ال43 على التوالي. وفي وقت سابق أمس، أعلن الدفاع المدني، عن توقف كافة مركباته "الإطفاء والإنقاذ والإسعاف" عن العمل لليوم ال28 في محافظة غزة؛ لاستمرار رفض الاحتلال الإسرائيلي توفير السولار اللازم لتشغيلها. وقال في تصريح صحفي له، إن طواقمه لن تستطيع الاستجابة لنداءات المواطنين، حتى يسمح الاحتلال الإسرائيلي للمنظمات الإنسانية إدخال كميات السولار اللازمة. وحذر من أن استمرار رفض إدخال وتزويد الدفاع المدني بكميات السولار اللازمة لتشغيل مركبات الإنقاذ والإطفاء، هو بمثابة الحكم بالموت والإعدام على المواطنين الذين يقصف الاحتلال مساكنهم وتتعرض للحرائق، ويضع المواطنين أمام مخاطر كبيرة في ظل تكاثف عمليات القصف الإسرائيلي للمنازل الممتلكات السكنية. ومنذ منتصف الشهر الماضي، باتت طواقم الدفاع المدني غير قادرة على الاستجابة لكثير من نداءات المواطنين والوصول إلى أماكن الحوادث والاستهدافات الإسرائيلية، وناشد الدفاع المدني دول العالم والمنظمات الدولية بالتدخل العاجل وإدخال كميات الوقود اللازمة، وتمكين الدفاع المدني من تأدية واجبه الإنساني لأكثر من نصف مليون مواطن في محافظة غزة. واشتعلت حالة من الذعر في صفوف جيش الاحتلال، فقد طلب من الضباط والجنود الذين كانوا في غزة ويعتزمون السفر إلى الخارج في الآونة الأخيرة الامتناع عن القيام بذلك. وبحسب صحيفة "يديعوت احرنوت" العبرية، طلبت قيادة الجيش الاسرائيلي من الجنود إزالة صورهم ومقاطع الفيديو الخاصة بهم وهم موجودين في غزة، حيث اعدت المنظمات المؤيدة للفلسطينيين قوائم سوداء، وطُلب من 8 جنود على الأقل العودة من الخارج خشية اعتقالهم ، وتم تعيين عشرات المحامين في الخارج لمنع الاعتقالات. ويقدر الجيش الإسرائيلي أن قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي بإصدار مذكرات اعتقال لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش السابق يوآف غالانت سيعطي زخما للاعتقالات والإجراءات الجنائية الأخرى في جميع أنحاء العالم أيضا ضد كبار الضباط في الجيش وحتى ضد الجنود النظاميين والاحتياط الذين قاتلوا في قطاع غزة، فقد طُلب من بعضهم في الأسابيع الأخيرة مغادرة البلدان التي زاروها فوراً، خوفاً من الإجراءات القضائية ضدهم. في الآونة الأخيرة، حدد الجيش الإسرائيلي حوالي 30 حالة تم فيها تقديم شكاوى وتم اتخاذ إجراءات جنائية ضد ضباط وجنود الجيش الإسرائيلي الذين شاركوا في القتال في قطاع غزة، وكانوا يعتزمون السفر إلى الخارج، وتم تحذيرهم لتجنب السفر بسبب الخوف من الاعتقال. من جانب آخر أحرق مستوطنون إسرائيليون، صباح الأربعاء، منزلين و3 سيارات ومتجرا لفلسطينيين في بلدتين شمال الضفة الغربيةالمحتلة. وقالت مصادر محلية، إن مستوطنين هاجموا المنطقة المحاذية لمستوطنة "يتسهار" وأحرقوا منزلًا وسيارتين في بلدة حوارة جنوب نابلس شمالي الضفة. وأضافت المصادر، بأن مسوطنين هاجموا بلدة بيت فوريك (شرق نابلس) وأضرموا النيران في منزل قيد الإنشاء وبقالة ومركبة. وبموازاة حربه للإبادة في قطاع غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته في الضفة الغربية بما فيها القدس، بينما صعد المستوطنون اعتداءاتهم ضد الفلسطينيين وممتلكاتهم، ما أسفر إجمالا عن استشهاد 803 فلسطينيين وإصابة نحو 6 آلاف و450، وفق وزارة الصحة الفلسطينية. كما استشهد فتى، الأربعاء، متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة القدسالمحتلة. واستشهد 80 مقدسياً، وأصيب 280 آخرين برصاص الاحتلال الإسرائيلي، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الشامل على الشعب الفلسطيني في 7 أكتوبر 2023، وحتى نهاية شهر نوفمبر الماضي. استهداف مستشفى كمال عدوان ست مرات في يوم واحد