أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن قوات الاحتلال اعتقلت الكادر الطبي من الرجال في مستشفى "كمال عدوان" شمال قطاع غزة. وأضافت الوزارة في تصريح صحفي، تلقته "الرياض"، السبت، أن قوات الاحتلال اعتقلت أيضا عددا من الجرحى والمرضى المتواجدين داخل المستشفى، واحتجزت النساء في إحدى الغرف دون ماء أو طعام. وناشدت "الصحة" كافة المؤسسات الدولية والأممية والجهات المعنية بالتدخل العاجل لحماية المرضى والكوادر الطبية العاملة بالمستشفى. وأعلن الدفاع المدني بغزة أنه لا يستطيع الاستجابة لنداءات ومناشدات عديدة تصله من منازل سكنية تعرضت للقصف والحرق الإسرائيلي في بلدة جباليا والنزلة شمال قطاع غزة. وأكد الدفاع المدني أنه معطل كليا قسرا بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر في شمال قطاع غزة. وقالت مصادر محلية إن مدفعية الاحتلال تستهدف منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا شمال قطاع غزة، مؤكدة أن لا وجود لأي توغل لجيش الاحتلال في مشروع بيت لاهيا ولا يوجد أي حصار لمدرسة خليفة بن زايد بالمشروع. واستشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف للاحتلال على جباليا النزلة شمال القطاع. وقصفت مدفعية الاحتلال بكثافة وسط مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، وأسفر القصف الإسرائيلي على مدخل المغازي عن استشهاد فلسطيني وعدد من المصابين. ويواصل الاحتلال غاراته على قطاع غزة، مسفرًا عن استشهاد 88 شهيدا جراء استهدافه منازل مأهولة في القطاع، منذ الليلة قبل الماضية. وأكدت وزارة الصحة بغزة استشهاد طفلين داخل قسم العناية المركزة بمستشفى كمال عدوان، بعد توقف مولدات المستشفى واستهداف محطة الأكسجين. وقالت إنه تم تدمير 3 سيارات إسعاف وسيارة نقل، مما يعوق عمليات الإغاثة والنقل، كما تم تدمير منظومة توليد الكهرباء عبر الألواح الشمسية، مما يزيد حدة الأزمة. وقدمت الوزارة معطيات أخرى عن الوضع داخل المستشفى، حيث قالت إن قوات الاحتلال قامت بتفتيش المستشفى، وإطلاق النار داخل الأقسام المختلفة، مما يزيد حالة الذعر والقلق. وذكرت أن العدد الإجمالي للأشخاص داخل المستشفى يبلغ 600 شخص، يشمل المرضى والجرحى والطاقم الطبي والمرافقين، مشيرة إلى أن عدد المرضى والجرحى حاليا هو 195، في حين يبلغ عدد الطاقم الطبي 70، وقد أُصيب 3 ممرضين وعامل نظافة خلال الأحداث الجارية. وشددت على أن الوضع يستدعي تدخلا عاجلا من المنظمات الإنسانية لضمان سلامة الجميع، وتوفير الاحتياجات الضرورية. اعتقال المئات بالمستشفى وفي السياق ذاته، قال جهاز الدفاع المدني في غزة، إن الجيش الإسرائيلي اعتقل مدير مركزه في مخيم جباليا سعيد شبير وأحد عناصر الإطفاء، خلال اقتحام مستشفى كمال عدوان بمحافظة الشمال، التي تتعرض لإبادة وتطهير عرقي لليوم ال22 على التوالي. وكان أعلن الدفاع المدني تعطيل الجيش الإسرائيلي لخدماته واستهداف طواقمه، وتهديد العاملين بشكل مباشر في حال توجهوا لاستخدام مركباتهم في عمليات الإسعاف والإنقاذ. وضع كارثي ومن جانبها، أكدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع كارثي شمالي قطاع غزة، وأن أكثر من 15 ألف شخص يحتاجون للعلاج خارج القطاع. ويتواصل التوغل والقصف الإسرائيلي لمناطق مختلفة من محافظة شمال غزة، بالتزامن مع استمرار مساعي الجيش لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري. وفي 5 أكتوبر/الجاري، بدأ الجيش الإسرائيلي عمليات قصف غير مسبوق لمخيم وبلدة جباليا ومناطق واسعة شمالي القطاع، قبل أن يجتاحها في اليوم التالي بذريعة منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة، بينما يقول الفلسطينيون إن إسرائيل ترغب في احتلال المنطقة وتهجير سكانها. وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/2023 حرب إبادة جماعية على غزة، خلفت أكثر من 143 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم. وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية، وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر السبت، مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، وحاصرت بناية سكنية تزامنا مع استمرار هدم شقة تم قصفها بقذائف "إنيرجا" في حارة "السلام". وأفادت مصادر محلية، باقتحام عدد من آليات الاحتلال المدينة من مدخلها الغربي، باتجاه شارع "نابلس" المحاذي لمخيم "نور شمس". وأضافت أن قوات الاحتلال حاصرت أحد المنازل في حارة "السلام" القريبة من مخيم "نور شمس"، واستهدفته بعدة قذائف "انيرجا" دون معرفة مصير من يتواجد داخله. ودفعت قوات الاحتلال بمزيد من التعزيزات الى حارة "السلام" وفرضت حصارا مشددا عليها. وأفادت مصادر محلية بأن جنود الاحتلال استدعوا والد ووالدة أحد الشبان المحاصرين، واستخدموهما كدروع بشرية للضغط على نجلهما لتسليم نفسه. وفي تطور لاحق، قال فلسطينيون من سكان الحي إنهم تلقوا اتصالات هاتفية من جيش الاحتلال، تدعوهم إلى مغادرة منازلهم في العمارة السكنية، التي يتواجد فيها المنزل المحاصر. وتصعد قوات الاحتلال من اعتداءاتها واقتحاماتها لمدن الضفة الغربية منذ انطلاق السابع من أكتوبر 2023، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال. مهاجمة قاطفي الزيتون هاجم جيش الاحتلال يرافقه مستوطنون، السبت، مزارعين فلسطينيين خلال قطف الزيتون في قرية المغير شمال شرق رام الله. ولاحق الاحتلال المزارعين وأطلق نحوهم قنابل الصوت في المنطقة الشرقية من قرية المغير، فيما حاول مستوطنون سرقة المحاصيل. وقال رئيس مجلس قروي المغير أمين أبو عليا، إن جيش الاحتلال أجبر المزارعين في المنطقة الشرقية على ترك أراضيهم، بحجة أنها قريبة من مستوطنة "عادي عاد"، وأنه يمنع تواجد الفلسطينيين فيها. وبين أن المستوطنين حاولوا استفزاز الفلسطينيين وتوجيه الشتائم لهم. ومنذ بدء موسم الزيتون، في منتصف أكتوبر الجاري، يلاحق المستوطنون والجيش المزارعين الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربيةالمحتلة، ويمنعونهم من مواصلة عملهم. مخاوف من بقاء مفتوح على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، تعمل قوات الاحتلال الإسرائيلي في محيط جباليا، شمال غزة، وهي المرة الثالثة التي تعود فيها إلى البلدة ومخيمها التاريخي للاجئين منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023. ويقول كثيرون من المسؤولين الأمنيين السابقين إن الجيش الإسرائيلي يغامر بالتورط في حملة مفتوحة المدة تتطلب وجودا دائما للقوات، بدلا من النهج المفضل الذي يعتمد على اتخاذ إجراءات حاسمة وسريعة. وقال الجنرال يوم توف سامية، رئيس القيادة الجنوبية السابق، لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) "الحكومة الإسرائيلية تتصرف في تناقض تام لمفهوم الأمن الإسرائيلي" حسب قوله. وشمل جزء من العملية إجلاء آلاف الأشخاص من المنطقة، في محاولة للفصل بين المدنيين ومقاتلي حماس. ويقول الجيش إنه نقل نحو 45 ألف مدني من المنطقة المحيطة بجباليا وقتل مئات المسلحين خلال العملية. لكنه تعرض لانتقادات شديدة بسبب العدد الكبير من القتلى المدنيين الذين تم الإبلاغ عنهم، وواجه دعوات واسعة النطاق لتعزيز دخول إمدادات المساعدات لتخفيف الأزمة الإنسانية. وكان إيلاند، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، هو المؤلف الرئيس للمقترح الذي نوقش كثيرا والذي أطلق عليه "خطة الجنرالات"، والذي قد يؤدي إلى إخلاء شمال غزة من المدنيين بسرعة قبل تجويع مقاتلي حماس الباقين على قيد الحياة من خلال قطع إمدادات المياه والغذاء عنهم. وأثارت التحركات الإسرائيلية هذا الشهر اتهامات فلسطينية بأن الجيش تبنى خطة إيلاند التي تصورها كإجراء قصير الأمد لمواجهة حماس في الشمال، لكن الفلسطينيين يرون أنها تستهدف تطهير المنطقة بشكل دائم لإنشاء منطقة عازلة للجيش بعد الحرب. ونفى الجيش أنه يتبع أي خطة بهذا الشكل، ويعتقد إيلاند نفسه أن الاستراتيجية المتبعة لا تمثل خطته ولا احتلالا تقليديا. وقال إيلاند لرويترز "لا أعرف بالضبط ما يحدث في جباليا... لكنني أعتقد أن قوات الدفاع الإسرائيلية تفعل شيئا يقع بين البديلين، الهجوم العسكري العادي وخطتي". لا خطة أعلن نتنياهو، منذ بداية الحرب، أن إسرائيل ستعيد الرهائن إلى ديارهم وتفكك حماس كقوة عسكرية وحاكمة، وأنها لا تنوي البقاء في غزة. لكن حكومته لم تضع قط سياسة واضحة ومفصلة للتعامل مع عواقب الحملة التي بدأت بعد هجوم السابع من أكتوبر 2023 الذي تمخض عن مقتل نحو 1200 شخص وأسر أكثر من 250 آخرين. وأسفرت الحملة الإسرائيلية عن مقتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وفقا لمسؤولي الصحة في غزة، وتحول القطاع إلى أرض خراب إلى حد كبير وهو ما سيتطلب مليارات الدولارات من المساعدات الدولية لإعادة إعماره. ومنذ أشهر، ظهر على السطح خلافات بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت في انعكاس لانقسام أوسع بين الائتلاف الحاكم والجيش الذي لطالما فضل التوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال وإعادة الرهائن. وفي غياب استراتيجية متفق عليها، تواجه إسرائيل خطر الغوص في مستنقع غزة في المستقبل المنظور، كما يقول عوفر شيلح، الباحث البارز في في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي في تل أبيب. وقال "الوضع خطير جدا حاليا لإسرائيل. نحن نتجه نحو وضع تعتبر فيه إسرائيل الحاكم الفعلي في غزة". ولم ترد الحكومة الإسرائيلية على طلب للتعليق على التصريحات التي تشير إلى احتمال أن الجيش يتورط في غزة. هجمات كر وفر مع تركيز الجيش الإسرائيلي حاليا على جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران في لبنان، انخفض عدد فرق الجيش المنخرطة في الحرب في غزة إلى اثنتين، مقارنة بخمس في بداية الحرب. ووفقا لتقديرات مصادر أمنية إسرائيلية، فإن كل فرقة في الجيش الإسرائيلي تضم ما بين 10 آلاف إلى 15 ألف جندي. وقدر الجيش الإسرائيلي في بداية الحرب أن حركة حماس لديها 25 كتيبة، ويقول إنها دُمرت منذ فترة طويلة، وإن ما يقرب من نصف قواتها، أو نحو 17 ألفا إلى 18 ألف مقاتل، قُتلوا. لكن مجموعات من المقاتلين لا تزال تنفذ هجمات خاطفة بطريقة الكر والفر ضد القوات الإسرائيلية. وقال مقاتل من حماس، جرى التواصل معه عبر تطبيق للدردشة، "نحن لا نقف مواجهة الدبابات فوق الأرض بشكل عشوائي ونقوم باختيار أهدافنا". وأضاف "نحن نعمل بالطريقة التي تمكننا من الصمود والقتال أطول فترة ممكنة". ورغم أن تلك الأساليب في القتال لن تمنع الجيش الإسرائيلي من التحرك في أنحاء غزة متى أراد، فإنها لا تزال قادرة على فرض تكلفة كبيرة على إسرائيل. وقُتِل قائد اللواء المدرع 401 الإسرائيلي في غزة الأسبوع الماضي عندما خرج من دبابته للتحدث إلى قادة آخرين في نقطة مراقبة كان مسلحون زرعوا فيها عبوة ناسفة، ليصبح من بين أكبر القادة العسكريين الذين قتلوا في غزة منذ اندلاع الحرب. كما قُتل ثلاثة جنود الجمعة. وقال مسؤول عسكري كبير سابق لديه خبرة مباشرة في القطاع وطلب عدم ذكر اسمه "بعد مقتل السنوار، لم يعد هناك منطق يبرر البقاء في غزة". وأضاف المسؤول السابق أنه ينبغي تنفيذ عمليات "منهجية" محددة في المستقبل إذا أعادت حماس تجميع صفوفها واستأنفت الهجوم على إسرائيل، لكن ترك القوات بصورة دائمة في غزة يشكل خطرا كبيرا، ودعا إلى تخليص الرهائن والخروج من القطاع. وقال مكتب نتنياهو الخميس إن المفاوضين الإسرائيليين سيتوجهون إلى قطر للانضمام إلى المحادثات المتوقفة منذ فترة طويلة بشأن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن. ولكن موقف حماس ومن ستوافق إسرائيل على توليه إدارة القطاع عندما يتوقف القتال لا يزال غير واضح. ونفى نتنياهو أي خطط للبقاء في غزة أو السماح للمستوطنين الإسرائيليين بالعودة، وهو أمر يخشاه العديد من الفلسطينيين. الدخان يتصاعد من موقع قصفه الاحتلال في بيت لاهيا (أ ف ب) مصاب فلسطيني في القصف الإسرائيلي (رويترز) منازل دمرتها إسرائيل (رويترز)