يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين، بالإضافة إلى عمليات القصف المدفعي والجوي على بيت لاهيا ومخيم جباليا، ناهيك عن عمليات النسف للمباني السكنية. وصباح السبت، استهدفت آليات الاحتلال بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع. وأفاد مراسل «الرياض» بأن قوات الاحتلال نفذت عمليات نسف جديدة في مدينة بيت لاهيا. ونسف جيش الاحتلال مباني سكنية في محيط محكمة جباليا. وكانت مدفعية الاحتلال استهدفت، محيط دوار نصار بمخيم جباليا. وللمرة السابعة، ألقت طائرات الاحتلال المسيرة قنابل على مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع. وقال مدير عام المستشفى حسام أبو صفية إن طائرات الاحتلال استهدفت مكان مولدات الكهرباء في المستشفى، ونحن لم نكمل إصلاح الأضرار بالمولدات جراء قصف الأخير. وأوضح أن الاستهداف الإسرائيلي أدى لإصابة ستة أشخاص، بينهم طبيبان يعملان في قسم الطوارئ. وأضاف «لا نعلم ماذا يريد هؤلاء المجرمون من خلال استهداف المستشفى للمرة السابعة». وأصيب الطبيب نهاد غنيم وعامل بالمستشفى ومواطن جراء إلقاء طائرات مسيرة إسرائيلية «كواد كوبتر» قنابل على مدخل الاستقبال والطوارئ. ولليوم ال32 على التوالي، ما زال الدفاع المدني معطلا قسرًا في كافة مناطق شمال قطاع غزة، بفعل الاستهداف والعدوان الإسرائيلي المستمر، وبات آلاف المواطنين هناك بدون رعاية إنسانية وطبية. ويعاني آلاف المواطنين شمالي القطاع أوضاعًا إنسانية وصحية كارثية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، ومنع إدخال المساعدات، بالإضافة إلى منع طواقم الدفاع المدني والإسعاف من ممارسة عملها في انتشال الشهداء وإنقاذ حياة الجرحى. كما ويستمر جيش الاحتلال بتكثيف غاراته العنيفة والقصف المدفعي وإلقاء قنابل من مسيرات في عموم مناطق شمال ووسط قطاع غزة، وسط تقديرات أولية ب 16 شهيدًا على الأقل، كما ويشتد الاستهداف لمستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي غزة، وتفيد آخر الأنباء بتوقف الكهرباء في عموم المستشفى إثر تعرض المولدات لقصف مباشر، وكانت مصادر محلية قد أفادت، في وقت سابق بتعرّضه، لقصف ب10 قنابل على الأقل، أُلقيت من طائرات مسيّرة، إضافة إلى عدد من القذائف المدفعية. من جهة ثانية، أعلنت كتائب القسام (حماس) أنها «قتلت جنودًا إسرائيليين في عمليتين نوعيتين بجباليا ورفح»، كما قالت سرايا القدس إنها «قصفت بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين مركز قيادة إسرائيليًا في جحر الديك وسط القطاع». حذرت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، من أن مستشفيات قطاع غزة كاملة ستتوقف عن العمل أو تقلص من خدماتها، بسبب عرقلة الاحتلال لإدخال الوقود، ودعمه لقطاع الطرق الذين يمنعون إدخال المساعدات. وبينت «الصحة»، في بيان لها، أن قوات الاحتلال استهدفت بشكل متعمد مستشفى كمال عدوان وعطلت محطة توليد الكهرباء ومحطة تزويد الأكسجين، بالإضافة لاستهداف الطواقم الطبية وإصابة 6 منهم. وأكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ينتقم من الطواقم الطبية في شمال غزة بشكل متعمّد، من خلال تدميره المستشفيات وأطلق النار على الطواقم الطبية فيها. ودعت «الصحة»، كافة المؤسسات الدولية لاستغلال قرار محكمة الجنائية الدولية لوقف حرب الإبادة الجماعية في قطاع غزة. وطالبت بإدخال كل ما يحتاجه قطاع غزة من وقود ودواء واحتياجات أساسية، وإرسال وفود طبية لقطاع غزة عامة وشماله خاصة، والحفاظ على استمرارية المستشفيات في تقديم الخدمة الإنسانية والصحية. من جانبه، قال مدير مستشفى كمال عدوان، الطبيب حسام أبو صفية، إن الاحتلال الإسرائيلي قصف مولد الكهرباء في ساحة المستشفى بطائرة مسيرة ما تسبب بإخراجه عن الخدمة. وأكد «أبو صفية»، في تصريح صحفي، أنه لا يوجد بديل لهذا المولد الذي تعتمد عليه جميع أقسام المستشفى، «في ظل الحصار القائم والمتواصل، ليس لدينا أي إمكانيات لإصلاح هذا الخراب». وأشار إلى أن الاستهداف الذي طال محرك الكهرباء أسفر عن عدة إصابات بينهم حالات خطرة من الطاقم الطبي في المستشفى، وأضاف مدير المستشفى سقوط 6 جرحى في صفوف الطاقم الطبي بعد إلقاء طائرة مسيرة للاحتلال قنبلة على مدخل قسم الطوارئ بالمستشفى. وبين أن جرائم الاحتلال مستمرة بلا توقف، في ظل الصمت الدولي تجاه كل ما يحدث ضد المنظومة الصحية في القطاع، وتحديداً مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة». وشدد «أبو صفية»، على أن «واجبنا الإنساني يلزمنا بالبقاء في شمال غزة ما دام هناك مرضى وجرحى رغم استهدافنا من قبل الاحتلال». وقال «أبو صفية»، إنّ المستشفى سيتحول إلى مقابر جماعية في حال عدم التدخل العاجل من المؤسسات الدولية وإدخال المستلزمات الطبية اللازمة لإنقاذ المصابين. وحذر من أنّ الأيام المقبلة ستشهد استشهاد المزيد من الجرحى وارتفاع أعداد الوفيات والمصابين بسوء التغذية وعدم توفر العلاج اللازم. وذكر أنّه لا يوجد في المستشفى جراحات تخصصية وما نقوم به هو إسعاف أولي لأغلب الحالات، موضحًا أنّ الاحتلال يمنع دخول الوفود الطبية. وشدد على أن ما تم إدخاله إلى المستشفى من مستلزمات طبية خلال الأيام الماضية كان محدودًا للغاية، نافيًا كل التقارير التي تتحدث عن إدخال مساعدات ومستلزمات طبية إلى شمال غزة. ويعدم الاحتلال في بلدة جباليا ومخيمها وبيت لاهيا، أي مظاهر للحياة في المنطقة، إذ دمر أحياء سكنية كاملة، تحت قصف دموي مكثف وحصار مطبق يمنع دخول الغذاء والماء والأدوية. كما جرى إخراج المنظومتين الصحية والإغاثية عن الخدمة تماما، وتعطيل آبار المياه والمرافق الحياتية كاملة، ضمن سلسلة جرائم متواصلة. وبعد اجتياحين في ديسمبر 2023 ومايو 2024، فإن هذه هي المرة الثالثة التي يجتاح فيها جيش الاحتلال جباليا منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة قبل أكثر من عام. من جانبه أفاد متحدث الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك، بأن «القوات الإسرائيلية منعت ثلثي عمليات المساعدات الإنسانية المختلفة، البالغ عددها 129، من الوصول إلى قطاع غزة، الأسبوع الماضي». وأشار دوجاريك في المؤتمر الصحفي اليومي، إلى أن الشعب الفلسطيني في غزة يحتاج إلى ظروف إيواء مناسبة، لحمايته من المطر والبرد مع اقتراب فصل الشتاء. وأوضح أن الأممالمتحدة وشركاءها يحاولون إيصال الخيام بسرعة إلى القطاع. ولفت دوجاريك، «إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين، وسرعة تزايد احتياجاتهم، مع العجز عن تلبيتها بسهولة، لا سيما بسبب الحصار الإسرائيلي في شمال غزة». في سياق أخر أُصيب شاب برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، عقب هجوم نفذه مستعمرون على منازل المواطنين في بلدة بيت فوريك شرق نابلس شمال الضفة الغربية، وأفادت جمعية الهلال الأحمر، بأن طواقمها تعاملت مع إصابة لشاب يبلغ من العمر (32 عاما) بالرصاص الحي في الفخد، وجرى نقله إلى المستشفى. وقال رئيس بلدية بيت فوريك حسين حج محمد، إن مستعمرين هاجموا منازل المواطنين بحماية جيش الاحتلال على أطراف حي الضباط في البلدة، وتصدى لهم الأهالي، الأمر الذي أدى لاندلاع مواجهات في المنطقة، وسط إطلاق للرصاص. يذكر أن عشرات المستعمرين هاجموا بلدة بيت فوريك والمنطقة ذاتها، السبت الماضي، وأحرقوا عددا من المركبات، وغرفا زراعية. كما قطع مستعمرون، السبت، عشرات أشجار الزيتون في قرية اللبن الشرقيةجنوب نابلس. وصرح أمين سر فتح في اللبن الشرقية رجا عويس، أن عددا من المستعمرين قطعوا نحو 50 شجرة زيتون، في الأراضي الواقعة قرب الطريق الواصل بين رام الله ونابلس، وتعود ملكيتها للمواطنين صدقي الأغبر ونبيل عويس. وكانت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، قالت إن قوات الاحتلال والمستعمرين نفذوا 1490 اعتداء، خلال أكتوبر الماضي، في استمرار لمسلسل الإرهاب المتواصل من قبل دولة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني وأراضيه وممتلكاته، حيث تركزت مجمل الاعتداءات في محافظات نابلس ب 307 اعتداءات، والخليل ب 280 اعتداء ومحافظة القدس ب179 اعتداء. 66 % من المساعدات الإنسانية يمنعها الاحتلال الإسرائيلي 10 غارات استهدفت مستشفى كمال عدوان