تتواصل الأعمال الإنشائية الضخمة في أكبر حقول الغاز الصخري بالشرق الأوسط، حقل غاز الجافورة العملاق بالمملكة العربية السعودية، مع استمرار شركة أرامكو السعودية تداول أعمال الشراء والإنشاء ضمن مشروع تطوير الحقل، ومن المتوقع أن تبدأ المرحلة الأولى من الإنتاج في عام 2025. ومن المتوقع أن تحقق مستويات إنتاج غاز البيع من مشروع تطوير غاز الجافورة معدلا مستداما يبلغ 2.0 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم بحلول عام 2030، بالإضافة إلى إنتاج كميات كبيرة من الإيثان وسوائل الغاز الطبيعي والمكثفات. أما المرحلة الثانية فهي قيد التنفيذ حالياً مع الإعلان عن إرساء عقود تبلغ قيمتها نحو 46.5 مليار ريال (12.4 مليار دولار). وضمن الإعمال الضخمة، تتولى شركة سارينس دعم مرفق معالجة غاز الجافورة الذي يعد جزءًا من شبكة سطحية تهدف إلى تطوير الحقل، وستشمل هذه الشبكة مصنعًا لتجزئة الغاز الطبيعي المسال، ونظام ضغط الغاز، وحوالي 1.500 كيلومتر من خطوط الأنابيب الرئيسية للنقل، وخطوط التدفق، وخطوط أنابيب تجميع الغاز لضمان توصيل الغاز الطبيعي والمكثفات بشكل موثوق. وقالت شركة سارينس، أنها تقوم بأعمال التجهيز الثقيلة نيابة عن شركة سامسونج السعودية المحدودة، والتي تم اختيارها بفضل خبرتها الدولية وعملها السابق مع أرامكو وسامسونج في مجال نقل الوحدات والتجهيز الثقيل. وفي أغسطس 2024، أكملت شركة سارينس وزن ونقل وتركيب 34 وحدة من الساحة إلى الموقع، بالإضافة إلى رفع وتركيب 70 من أصل 108 معدات ثقيلة مخطط لها، والتي من المقرر الانتهاء منها بحلول نهاية عام 2024. وقامت شركة سارينس برفع العناصر الثقيلة مثل جهاز امتصاص الأمين وإزالة الميثان، حيث نفذت 108 عمليات رفع مخطط لها في المجموع. وبلغ وزن هذه الأحمال ما يصل إلى 550 طنًا وتم رفعها باستخدام رافعة زاحفة بسعة 1.250 طن ورافعة زاحفة ذيل بسعة 600 طن. وتضمنت معظم عمليات الرفع الدوران والزحف. ونقلت شاحنات سارينس الوحدات لمسافة 2.5 كيلومتر تقريبًا من ساحة الوحدات إلى موقع التركيب. وتطلب المشروع تنسيقًا وثيقًا مع أطراف مختلفة حيث تستمر الأنشطة الأخرى في المنطقة المجاورة مباشرة للعمل. يقع الموقع في منطقة صحراوية نائية، حيث تبعد أقرب مدينة 80 كيلومترًا. وهو معرض لظروف جوية سيئة، بما في ذلك الرياح العاتية والعواصف الرملية والضباب والحرارة الشديدة. ووفرت شركة سارينس جميع المعدات والقوى العاملة لهذا المشروع، ووصلت معظم المعدات عن طريق النقل البري من أجزاء أخرى من المملكة العربية السعودية، وكذلك عن طريق البحر من أوروبا وآسيا. وتم شحن خلايا الوزن عن طريق الشحن الجوي. وبعد تحدي التخليص الجمركي، استغرق الأمر في المتوسط حوالي أسبوع واحد لإعداد كل قطعة من المعدات. وقالت الشركة "إن إكمال هذا المشروع في الصحراء السعودية يعد إنجازًا كبيرًا لشركة سارينس"، وقالت مديرة العمليات، نور جمال. "في مواجهة الحرارة الشديدة، والموقع البعيد، وموقع العمل المزدحم للغاية، والجدول الزمني التنافسي، أظهر فريق سارينس قدرتنا على التغلب على العقبات من خلال التخطيط الدقيق والخبرة الفنية والتنسيق الفعال. ويسلط نجاح هذا المشروع الضوء على قدرة سارينس على التعامل مع العمليات المعقدة حتى في أكثر البيئات تحديًا، مما يضع معيارًا عاليًا للمشاريع المستقبلية في ظروف مماثلة". وتعتبر شركة سارينس هي الشركة الرائدة عالميًا والمرجعية في مجال تأجير الرافعات والرفع الثقيل وخدمات النقل الهندسي، مع أحدث المعدات والهندسة القيمية، وواحدة من أكبر مخزونات الرافعات والناقلات والمعدات الخاصة في العالم، وتقدم حلولاً إبداعية وذكية لتحديات الرفع الثقيل والنقل الهندسي اليوم مع أكثر من 100 كيان في 65 دولة. وكانت شركة أرامكو السعودية قد اضافت كميات كبيرة إلى احتياطيات الغاز والمكثّفات المؤكدة في حقل الجافورة غير التقليدي، وتزيد الاحتياطيات المؤكدة بمقدار 15 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام و2 مليار برميل من المكثّفات. وتُظهر التقديرات الآن أن الجافورة يحتوي على موارد إجمالية تبلغ 229 تريليون قدم مكعبة قياسية من الغاز الخام، إلى جانب ما يُقدر ب 75 مليار برميل من المكثّفات. وتم حساب هذه التقديرات الجديدة باستخدام منهج جديد لحجز الاحتياطيات الصخرية تم تطبيقه على الموارد غير التقليدية لأول مرة في قطاع الطاقة ويمكن تطبيقه على نطاق واسع في القطاع. وقد تمّ تقييم ممارسات الحجز الاحتياطي من خلال تحديد استمرارية الموارد وانسجام الأداء. وتحققت شركة ديغويلر آند ماكنوتن، الاستشارية المرموقة لإصدار شهادات احتياطيات قطاع الطاقة، من صحة التقديرات الجديدة تقنيًا، وعملت على مراجعة آلية الحجز الإحصائي، وقدمت تقييمًا مستقلًا تمامًا. وتمكنت أرامكو من تحقيق هذا الإنجاز الذي يعزز الثروة الهيدروكربونية في المملكة ويدعم الاحتياطيات المؤكدة من الغاز الذي يُعد موردًا مهمًا وحيويًا للطاقة والصناعات الكيميائية. وتبذل أرامكو السعودية، بدعم وتمكين من الدولة والجهات المعنية، جهودًا جبارة في أعمال التنقيب والإنتاج مستعينة بأعلى التقنيات الرقمية والصناعية بما في ذلك النمذجة الفائقة والبيانات الكبيرة والذكاء الاصطناعي. وقد أسفرت هذه الجهود عن إحراز تقدمٍ ملموس للتوسّع في مجال الغاز الذي يُعد أحد محركات النمو في الشركة، وأحد عناصر التمكين الاقتصادي في المملكة، ويمثّل حقل الجافورة عنصرًا أساسًا في إستراتيجيتنا الطموحة لزيادة إنتاج أرامكو السعودية للغاز. الجدير بالذكر أن حقل الجافورة للغاز غير التقليدي، يعد علامةً فارقةً في مسيرة تنمية قطاع الطاقة في المملكة، ويُتوقع أن يبلغ إجمالي استثمارات مشروع الجافورة، الرأسمالية والتشغيلية، أكثر من 100 مليار دولار خلال عمر المشروع. وسيؤدي تطوير الحقل طوال 22 عاماً من بداية تطويره دخلاً صافياً للحكومة بنحو 8.6 مليار دولار سنوياً (32 مليار ريال) ويرفد الناتج المحلي الإجمالي بما يقدر ب 20 مليار دولار (75 مليار ريال) سنوياً، وسيجعل المملكة أحد أهم منتجي الغاز في العالم ليضاف إلى مركزها كأهم منتج للبترول. وسيؤدي تطوير الحقل إضافة إلى برامج المملكة في تطوير الطاقات المتجددة إلى تحقيق المزيج الأفضل لاستهلاك أنواع الطاقة محلياً ويدعم من سجلها في حماية البيئة واستدامتها. وسيستفاد من الكميات الإضافية من الإيثان والسوائل، المنتجة من الجافورة، في مضاعفة إنتاج البتروكيميائيات، وفي زيادة استخدام اللقيم السائل، بما يحافظ على استدامة الطلب على البترول، ويعظم القيمة المضافة من الموارد الهيدروكربونية المتاحة. وسيكون تطوير حقل الجافورة مُمكِّناً رئيساً لجهود إزاحة ما يقارب مليون برميل نفط مكافئ من الوقود السائل، المُستخدم في توليد الكهرباء وتحلية المياه وغيرها. وسيُسهم إنتاج حقل الجافورة في الوصول إلى مزيج الطاقة الأمثل المُستخدم في إنتاج الكهرباء، حيث سيُشكّل الغاز ما نسبته 50% من الطاقة المستخدمة في إنتاج الكهرباء بحلول عام 2030م. وسيُسهم حقل الجافورة، بشكل كبير، في إنتاج الهيدروجين الأزرق، بحيث يدعم تحقيق المملكة هدفها إنتاج 4000 كيلو طن من الهيدروجين منخفض الانبعاثات (الأخضر والأزرق) سنوياً، بحلول عام 2035م. كما سيُسهم حقل الجافورة، وحده، في تقليل انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنحو تسعة ملايين ونصف مليون طن سنويًا.