أعلنت المملكة العربية السعودية عن ميزانيتها لعام 2025، التي تأتي كخارطة طريق طموحة لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق مستهدفات رؤية 2030، تضمنت الميزانية إيرادات عامة تقدر ب1.184 تريليون ريال مقابل مصروفات إجمالية تصل إلى 1.285 تريليون ريال، مع عجز متوقع بقيمة 101 مليار ريال، يعادل 2.3 % من الناتج المحلي الإجمالي. إلا أن هذه الأرقام تتجاوز كونها مؤشرات مالية لتعكس رؤية استراتيجية متكاملة لبناء اقتصاد مستدام ومتنوع. تركز الميزانية بشكل كبير على الاستثمار في الإنسان، حيث خصصت الحكومة 526 مليار ريال لدعم قطاعات التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية، يشمل ذلك تطوير البنية التحتية والخدمات الأساسية التي تضمن حياة كريمة للمواطنين والمقيمين، كما تعكس هذه الأرقام استثمارًا مباشرًا في مستقبل الأجيال القادمة، ما يجعل الإنسان محورًا رئيسًا في خطط التنمية الوطنية. وعلى صعيد سوق العمل، أظهرت الميزانية نجاح السياسات الاقتصادية في خفض البطالة بين السعوديين إلى 7.1 %، وهو أدنى مستوى تاريخي، ورفع مشاركة المرأة في سوق العمل إلى 35.4 %، متجاوزة أهداف رؤية 2030. هذه الإنجازات ليست مجرد أرقام، بل هي شواهد حية على قصة تحول اقتصادي واجتماعي يقوده طموح لا حدود له. في سياق التنويع الاقتصادي، سجلت الأنشطة غير النفطية نموًا لافتًا، حيث ساهمت بأكثر من 52 % من الناتج المحلي الإجمالي في 2024، مما يعزز رؤية المملكة لتقليل الاعتماد على النفط كمصدر رئيس للإيرادات. وبالتوازي مع ذلك، شهدت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر ارتفاعًا كبيرًا، حيث بلغت 21.2 مليار ريال في النصف الأول من العام الماضي، مدعومة بإصلاحات هيكلية وتشريعية وضعت المملكة في مقدمة الوجهات الاستثمارية العالمية. وبينما تواجه المملكة تحديات عالمية، مثل تقلبات أسعار النفط والتغيرات الاقتصادية، تعكس ميزانية 2025 مرونة السياسات المالية وقدرتها على تحويل التحديات إلى فرص للنمو. وتستمر المملكة في تنفيذ مشاريع عملاقة مثل "نيوم" ومبادرات الطاقة المتجددة، التي تسهم في تعزيز اقتصاد مستدام يلبي تطلعات الحاضر والمستقبل. ختامًا، تأتي ميزانية 2025 لتؤكد أن المملكة العربية السعودية تسير بخطى ثابتة وواثقة نحو مستقبل مشرق ومزدهر، مستلهمةً من قيادتنا الرشيدة وعزم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- وعرّاب رؤيتها، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-. بقيادتهما الحكيمة، تتحول الأحلام إلى واقع، وتترسخ المملكة كقوة اقتصادية عالمية تُلهم الأجيال القادمة بعزيمة لا تعرف المستحيل.