البناء رحلة، بناء المجتمعات السكنية ممارسة احترافية لأنها تتجاوز مفهوم المساكن والمرافق والمعدات الثقيلة الى ما هو أبعد. فالمحيط الذي تخلقه تلك الاحياء السكنية الجديدة في المملكة وتبناها العديد من المطورين العقاريين وأبرزهم الكيان العقاري المتميز "روشن" فالحي يحييك بالفعل وما تسكنه يسكنك، لعلنا في السنوات العشرين الأخيرة أصبح لدينا مبانٍ متعددة مختلفة الهوية، فقد تجد في المربع الواحد منزلا شعبيا ومنزلا حديثا، حتى جاءت لوائح وزارة البلديات والإسكان المستحدثة بمفهوم "الكود السعودي" وقد يظن البعض بأنه يختص فقط بالمباني لكنه يتفرع للعديد منها كود المباني الخضراء والكود الصحي السعودي والكود السعودي للحماية من الحرائق والكود السعودي لترشيد الطاقة، وكل هذه التشريعات مسخرة بالدرجة الأولى لحماية صحة المجتمع وضمان سلامته بجانب تفعيل شهادة امتثال المباني.. وسبق ان تحدثت عنها في مقال سابق، نعم امتثالك يمثلنا كما ان تحسين المشهد الحضري مسؤولية الجميع، ومن ضوء المسؤولية فإن مبادرات القطاع في المسؤولية المجتمعية لها قيمتها، ولك ان تتخيل ان مساهمات الوزارة الخيرية التي أعلنت في ديسمبر العام الماضي تجاوزت الملياري ريال واتطلع لمعرفة الرقم لهذا العام، كما ان اكثر من ثلاثين ألف أسرة من الأسر الأشد حاجة استفادت من الإسكان التنموي. "تعكس مبادرات المسؤولية الاجتماعية في مجموعتنا جوهر هويتنا" هكذا قالت الأستاذة غادة الرميان الرئيس التنفيذي للتسويق والتواصل لمجموعة روشن في تقرير المجموعة الخاص للمسؤولية الاجتماعية لوطن طموح والذي جمع أبرز مبادراتهم الريادية في خدمة المجتمع، والتي لا تمتلك الا ان تتأمل في هذا العطاء النوعي الذي يسهم في رفع جودة حياة الفرد سواء تعليمية او بيئية او صحية او ثقافية، الشراكة مع جمعية ترميم كانت بالفعل مختلفة عن الأنماط المعتادة تجاوز نطاق العمل حدود مدينة الرياض ليمتد الى جازان والباحة وعسير وصولا الى الحدود الشمالية وأيضا وصلت الى المنطقة الشرقية ومكة والمدينة. وأفاد أحد المستفيدين من المبادرة بأن التغيير للمنزل وتطويره استغرق اقل من عشرين يوما، وقد حصلت الجمعية بالفعل على المركز الأول من منصة احسان، وقد حركت تلك المبادرة المجتمع المحيط التي لمست احتياج لاستمرار تلك المبادرات الرائعة. فإن تحقيق الاستقرار والطمأنينة وتعزيز الشعور بالسعادة والأمان أمور متصلة بشكل مباشر بجودة المساكن وشركاء المجموعة في حكايتهم المجتمعية وتنوعها بين الجمعيات الخيرية والكيانات الرياضية وهاكثون روشن الأخير، تختصر لك قصتهم وهي بناء الانسان للإنسان. نعم لدينا الكثير من القصص التي تلهمنا والكثير من العمل الذي ينتظرنا، لنكن دوما أيادي بناء لا معاول هدم، ان كل فرد في هذا الوطن له قدرته وهو مسؤول عن مجتمعه، ولو اردت ان اختار مهمة عليا لعام 2025 القادم ستكون بلا شك "المسؤولية المجتمعية".. كونوا بخير.