تكريم الكتاب والأدباء في الوطن العربي من الموضوعات التي دار الحديث عنها كثيراً، وفي المملكة العربية السعودية، كان هناك سجالات مهمة في الثمانينات والتسعينات الميلادية حول هذا الموضوع، ولماذا لا يتم تكريم الكاتب أثناء حياته، ونقصد هنا الكتاب الذين لهم تاريخهم ووزنهم الكبير، ورغم ما أثير حول ذلك من لغط حول دخول الشللية في هذا الأمر وتأثيرها على اختيار الأدباء والكتاب الذين سيتم تكريمهم، إلا أننا نشهد في السنوات الأخيرة تغيراً كبيراً في هذا الشأن فيما يخص التكريم لكتابنا أثناء حياتهم. حيث لو قارنا، تكريمهم أثناء حياتهم وما له من أثر نفسي ومعنوي كبير على الكاتب نفسه، وعلى أهله وذويه، وكيف سيكون ذلك محفزاً له، حيث سيعطيه شعوراً بالاعتراف والتقدير، بينما تكريمه بعد وفاته غالبًا ما يكون تقديرًا لإرثه وتأثيره على الثقافة المحلية. فأثناء الحياة، يرى الكاتب إنجازاته محل اعتراف ويتفاعل مع جمهوره، وهنا يكون التركيز على قيمته الأدبية بعيدًا عن أي عوامل شخصية. وهذا يقودنا للحديث عن ليلة تكريم الكاتب والباحث خالد اليوسف التي كانت ليلة استثنائية، نخبوية، ولعلي لا أنسى ما كنت أرغب التعليق به في الأمسية وهو دور كاتبنا الكبير في دعم وتحفيز أجيال من الشباب بالذات في الفترة التي قاد خلالها نادي القصة السعودية حيث استطاع إبراز عدد كبير من كتاب القصة من الجليين والثلاث أجيال التي تلت جيله، حيث كنت أنا -ككاتب قصة- واحداً ممن تخرجوا من خيمة نادي القصة السعودي، وعبر ما وجدته من دعم من أستاذي وصديقي الأكبر اليوسف الذي لم يتوانَ أبداً في بذل كل ما في وسعه، خدمة للكتاب وهواة ومحبي كتابة القصة التي كان ولا يزال مهموماً بها، وهذا يضاف إلى الخدمات الجليلة التي قدمها خدمة للأدب والكتاب السعوديين عموماً.