دوري أبطال آسيا: سيطرة سعودية... ونظرة على نيمار

جولة كروية في دوري أبطال آسيا، أثبتت أن الأندية السعودية تفرض سطوتها وسيطرتها على أندية آسيا، الجولة الأخيرة أكدت أن ما تم التخطيط له في عالم كرة القدم من دعم حكومي للأندية السعودية، في هذه الجولة بالتحديد، بدأت ملامح قطف الثمار، والتي لا يمكن أن تكلل بالنجاح النهائي إلا حين يكون بطل آسيا نادياً سعودياً، ومشاركة قوية في كأس أندية النخبة العالمية، هكذا نكون فعلاً قد حققنا المنجز الأفضل لنذهب بعدها إلى توسيع القمة التي تربعنا على عرشها، والانتقال إلى الاستدامة وتطوير واكتشاف المواهب السعودية، واستقطاب لاعبين يريدون النجومية في العالم، ويعلمون أن بوابة النجومية هي الدوري السعودي.
النصر يسحق العين بخماسية رائعة جداً، تؤكد أن النصر مع المدرب الإيطالي وبعد جولة الدوري التعادل أمام الهلال، قد بدأ يأخذ طريقه نحو ما يجب أن يكون عليه منذ موسمين، انتقام وغرام، هذا هو العنوان الأمثل لمباراة النصر والعين، والأهلي كذلك الذي ما زلنا نشكك في وضعه داخل الدوري السعودي، يسجل حضوره الأقوى على مستوى آسيا، يضرب الشرطة العراقية بالخماسية، ويؤكد أنه مستمر بالمشاركة في السيطرة السعودية على آسيا، وضمن منافسات آسيا وكأس الخليج تحديداً، الاتفاق الخليجي يهزم الكبير القادسية الكويتي.
بقيت مباراة الهلال زعيم آسيا أمام الاستقلال الإيراني، والتي سحق فيها الهلال النادي الإيراني، استكمال سطوة الأندية السعودية وهيمنتها على آسيا، ليكون الترتيب العام للمجموعة الثانية غرب آسيا من أبطال الدوري السعودي، في المركز الأول الهلال ويليه الأهلي ثم النصر "السعوديون"، وتليهم أندية آسيا كلها، نعم لأن النصر ثالث ترتيب المجموعة الثانية يملك 10 نقاط، وهناك في المجموعة الأولى المتصدر لها نادي فيسيل كوبي يملك 10 نقاط، في مباراة الهلال والاستقلال، وبمشاركة اللاعب العالمي نيمار، وبعد أن جرى استبداله في الشوط الثاني، أبدى نيمار انزعاجه واستياءه من التبديل، ضرب بحذائه الأرض، ودفع مدير الكرة في النادي سعود كريري الذي حاول تهدئته، وهنا هاجم الكثير من الإعلاميين السعوديين هذا التصرف، معتبرين النجم العالمي الكبير وجد نفسه صغيراً في مؤسسة سعودية رياضية أكبر منه.
لنقف هنا على تصرف نيمار عند بعض النقاط الرئيسية، بداية إن مثل هذه الأمور تحدث في الأندية، وفي المنتخبات الوطنية، وتختلف ردة فعل اللاعب عند استبداله من موقف لموقف، ولكن الأكيد أن نادي الهلال السعودي لديه أنظمة وقواعد صارمة وشديدة، ويعرف كيف يتصرف في هذه المواقف، يكفي أنه النادي الوحيد في السعودية من أندية الصندوق الذي لم يجعل أياً من نجومه الكبار يحمل شارة الكابتن، كذلك نيمار لم يشارك منذ التحاقه بالنادي إلا بعدد قليل من المباريات نتيجة لإصابته بالرباط الصليبي، وعودته مؤخراً إلى اللعب في تشكيلة الهلال، ينتظر جمهور الهلال عودة قوية ومنجزات ومساهمات هذا اللاعب الكبير.
نثق في إدارة الهلال وأنها تعرف كيف تتصرف لما فيه مصلحة النادي، ونعلم جيداً أن المدرب الهلالي خيسوس ذو شخصية حديدية، لعل هذه أحد أهم أسباب عدم تدريبه أندية عالمية كبيرة، ولكن هل يمكن أن هذا التصرف من نيمار يعطي مؤشراً على رغبة اللاعب القوية بالمشاركة واللعب والفوز مع الهلال، وأنه مقتنع أن ما زال نيمار الذي يمتلك من الإمكانات التي يريد أن يسخرها لمصلحة الهلال، ورغم أن هناك أخباراً عن نية الهلال بيعه، ولكنه يريد أن يقدم نفسه من جديد بعد عودته من الإصابة، ولعل هذا هو سبب استبداله، الخوف من عودة الإصابة وعدم إرهاقه، وردة الفعل إنما هي حماس واندفاع ورغبة في اللعب، لا يعدو الأمر عن ذلك، ولا يصل إلى مرحلة أنه يرى نفسه أكبر من الهلال والدوري السعودي كما ذهب بعض الإعلاميين السعوديين.
عموماً قادم الأيام سيتضح معها موقف الهلال من نجمه نيمار، يبقى أو يرحل، يلعب يشارك دائماً أو مؤقتاً، لكن بكل تأكيد إن إدارة الهلال تعلم جيداً كيف تتصرف، مؤكدين أنه لا نجم مهما كان أكبر من أي كيان، إلا إذا رغب وتصرف الكيان نفسه أنه أقل من نجومية لاعب معين.