قد يستغرب البعض أن ثلاث ديربيات لعبوا في أسبوع واحد، وفي ظرف ثلاثة أيام، والأمر هذا أكيد مرهق ومتعب إعلامياً وجماهيرياً، ولكن يجب أن نعي أننا في زمن الصناعة الكروية المختلفة عن زمن الهواة والاحتراف. لن أتطرق في هذا المقال عن الأمور الفنية التي حدثت في ديربيات جدة والرياض، والشرقية يهمني أن نبين مفهوما جديدا للمتلقي في هذا العصر الكروي المختلف، ألا وهو الذي أجبر لجنة المسابقات على وضع جدول مباريات القمة في ظرف ثلاثة أيام لما لها من جوانب عديدة منها تسويقية، واستثمارية، وسياحية، وجميعها تعود بالنفع على الأندية ورابطة دوري المحترفين والبلد بعوائد مالية ضخمة، وكل الأطراف حققت الاستفادة القصوى من هذا المنتج الرياضي المتاح. سابقاً كانت لعبة كرة القدم لمن يحبها في زمن الهواة، والزمن الذي بعده كان اللاعب المحترف مثل الموظف الخاص لناديه، والآن أصبحنا في زمن الصناعة والإنتاج والذي أصبح فيه اللاعب مثل العامل الكادح الذي ينفع ناديه، ويخدم ذاته ويعيل أسرته بجهده وعرقه وتضحياته بلعب الكثير من المباريات على مدار الموسم. ويبدو أن الأهداف تحققت في هذه الجولة، والكل رأى في العالم اللوحات الجماهيرية الإبداعية في المدرجات، ومن تيفو يفوق الوصف والخيال تحديداً في دربي جدة والرياض، إضافة إلى شغف التشجيع، وكثافة الحضور الجماهيري، وكل ما ذكرته يشارك في عملية التسويق وجلب شركات راعية لكافة القطاعات الرياضية. ربما الجيل الجديد لكرة القدم سوف يعاني الكثير من الجهد والتعب والإعياء في سبيل الوضع التسويقي الحديث بالرياضة السعودية، والذي يتطلب منهم لعب الكثير من المباريات، وهذا من ناحية أخرى يجبر اللاعبين على الاهتمام بأنفسهم والاعتناء بلياقتهم وإلا سوف تكون نهايتهم من البداية! لا بد من الإشارة إلى ناحية في غاية الأهمية، وهي أن المشجع اليوم غير عن المشجع أمس، الذي يقتصر على دعم ناديه بشراء تذكرة لحضور مباراة، أو يؤازر ناديه بحب وعشق في المدرجات؛ إنما أصبح مساهماً في التسويق لناديه ودوريه. ختاماً: الشيء الثابت في هذه الحياة هو التغيير، ودوام الحال من المحال.