بدا واضحًا لمن يتابع المشهد الرياضي في السعودية الاهتمام الحكومي الكبير بالأندية وخصوصًا بكرة القدم، وذلك بهدف صناعة دوري قوي يزاحم الدوريات العالمية الكبرى، فاليوم أصبح دوري روشن السعودي للمحترفين معروفًا حول العالم، بسبب القفزات الهائلة التي عاشها خلال الأعوام الأخيرة من ناحية جذب النجوم العالميين، سواءً اللاعبين أو المدربين، ولعل توقيع النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو للنصر وتواجده اليوم في ملاعبنا بشعاره يمثل نقطة تحول تاريخية، برهنت لمحبي الكرة حول العالم بأن ما يخطط له المسؤولون لدينا يفوق تصوراتهم، ويظهر جليًا بأنه لن يكون آخر النجوم العالميين، فالأخبار شبه المؤكدة تتحدث عن تعاقد الفرق السعودية مع ميسي وبنزيمه ودي ماريا وراموس ومودريتش قبل بداية الموسم المقبل. هذا الحراك الكبير الذي نعيشه اليوم وسيجعل دورينا في مقدمة الدوريات عالميًا، يجب أن يواكبه عمل مثالي من قبل رابطة دوري المحترفين، كونها الجهة المسؤولة عن الدوري وتنظيماته من جميع النواحي، الإدارية والفنية والإعلامية والتسويقية وغير ذلك، والملاحظات على الرابطة كثيرة، لكن هنالك أمور لا يمكن أن نلومها عليها بسبب عامل الوقت، خصوصًا وأن النقلة العظيمة التي حدثت لدورينا جاءت بعد مونديال قطر 2022، أي قبل أربعة أشهر تقريبًا، لكن ثمّة قرارات كان بالإمكان مراجعتها وإعادة النظر فيها، من بينها جدولة المباريات وأوقاتها! ليس من مصلحة دورينا أن تلعب الفرق المتنافسة على اللقب والجماهيرية في يوم واحد، وإن أجبرت الظروف لجنة المسابقات في الرابطة على ذلك فالمفترض أن تلعب المباريات في أوقات مختلفة، ولا يكون توقيتها واحدا، كحال مباريات ليلة البارحة عندما لعب الاتحاد والنصر والهلال في ذات الوقت، لأن ذلك سيؤثر لا محالة على الحضور الجماهيري في المدرجات، بالإضافة إلى أنه سيؤثر على أرقام المشاهدات في كل مباراة. ولعل الأسوأ هو ما فاجأتنا به لجنة المسابقات في الرابطة عندما جعلت بعض المباريات بعد العيد تبدأ الساعة 9:30 مساءً، وهو وقت متأخر جدًا له انعكاسات سلبية لا أعلم كيف فاتت على المسؤولين في الرابطة، وهي تأثيرات فنية وجماهيرية وإعلامية، خصوصًا مع النظام الجديد لاحتساب الوقت بدل الضائع الذي يجعل المباراة أحيانًا تستمر لأكثر من ساعتين! فالأجهزة الفنية في الفرق ستضطر إلى تأخير وقت التدريبات إلى ذات الوقت، الأمر الذي سيساهم في سهر اللاعبين كونهم لن يخرجوا من النادي قبل ال 12 ليلًا، أما الجماهير فمن سيحضر ربما لا يعود لبيته قبل الساعة 1 ليلًا وسط الأسبوع وهذا سيلعب دورًا كبيرًا في مقاطعة الجماهير للمدرجات، ومن الناحية الإعلامية ستتأثر التغطية الخاصة بالمباريات، كون الوقت ضيقا جدًا والبرامج الرياضية اليومية ستجد صعوبات كبيرة في تغطية مباريات اليوم. رابطة دوري المحترفين عليها أن تهتم بأدق التفاصيل، وأن تواكب التطور الكبير لدورينا وتساهم مع المسؤولين في صناعة منتج عالمي، وهي مطالبة اليوم بأن تعيد النظر في توقيت المباريات حتى وإن كان للناقل التلفزيوني رأي آخر!