قضية جديدة طالعتنا فيها مباراة الاتفاق والعدالة ضمن مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين، ودخول الجماهير الأجنبية والآسيوية لتسجيل الحضور فقط للحصول على الدعم المعلن من قبل الهيئة العامة للرياضة في حال تحقيق الرقم المطلوب من الحضور الجماهيري، ولا تعتبر هذه المباراة الوحيدة التي حصلت فيها تلك التجاوزات، فبعض الأندية أصبحت تتناسى مسؤولياتها الاجتماعية وتحضر بعض طلاب المدارس الصغار وبعض فرق الحواري لزيادة الرصيد الجماهيري ضاربين بالمعايير والمبادئ والقيم التي وضعتها الهيئة في هذا الشأن، والأدهى من ذلك إحضار العمالة الآسيوية وإلباسها التشرتات الخاصة بشعار النادي من أجل كسب المليون ريال واستئجار الجماهير لتكملة الصورة في المدرجات وللزيادة العددية وبالتالي تحقيق الهدف بالحصول على الدعم المعلن حتى لو خسر منه جزء والحصول على الجزء الأكبر ودخوله لخزينة النادي. من جهتها حاولت «دنيا الرياضة» أن تسلط الضوء على هذه الظاهرة الجديدة على الملاعب السعودية بأخذ العديد من الآراء الجماهيرية من أجل تجنب الظاهرة ووضع الحلول لها. أكد مشجع الاتفاق محمد المحيسن أن الظاهرة تستحق الدراسة للقضاء على سلبياتها «وليس من العدل أن نطلق على تلك العمالة لقب مشجعين فالتشجيع يعتمد على الولاء والانتماء للنادي وليس على أساس المادة المتبادلة بين الطرفين من الإدارة من جهة والعمالة من جهة أخرى وسمعنا البعض يقول إن أسعار الجماهير أصبحت تختلف حسب الجنسيات والفئات العمرية إذا كانوا طلابا خلاف ما يحصلون عليه من وجبة ونقل، وهناك بعض السماسرة الذين يشاركون في الحصة المالية إذا رأت بعض إدارات الأندية إحضار أعداد كبيرة من الجماهير وليست الأمور مقتصرة على العمالة حتى المشجعين المواطنين الذين لا يفقهون في كرة القدم وإنما الحصول على المال». السماسرة شركاء الأندية في جلب العمال والطلاب أما المشجع عدنان الناجم فقال «أحضر للمدرجات وأدعم فريقي لأكثر من 30 عاماً، وكرة القدم أصبحت صناعة على كافة مستوياتها وعلى الأندية وضع البرامج التسويقية والتشجيعية لجلب الجماهير الحقيقيين للوقوف خلف أنديتهم بدلا من إحضار جماهير المصلحة والمال الذين يتلاعبون بمدرجات الأندية فكيف أحضر مشجعا من العمالة الآسيوية لا يعرف الفريق الذي يشجعه فالإحساس غائب والشعور والحماس كذلك غير موجودين في المدرج». أما عدنان القطيفي فقال: «على إدارات الأندية أن تبحث عن حلول بدلا من استئجار العمالة أو الجماهير غير المحبة للعبة حتى يعود المشجع الحقيقي لمكانه الطبيعي ليقدم الفريق المستوى الفني الرفيع فهل تلك الفئة من المشجعين قادرة على الانتقاد في حال القصور وبالتالي مع الوقت والزمن المستوى الفني سيهبط بشكل كبير لابتعاد المشجعين الحقيقين للعبة». في حين أكد المشجع علي المهيني أن «ظاهرة استئجار الجماهير موجودة من زمن طويل تعود على المشجع بالنفع ولكن أين تكمن المشكلة والمفارقات العجيبة، أن ترى المشجع المدفوع له في هذه الجولة يشجع ناديك وفي الجولة الأخرى يشجع المنافس وبالتالي عدم الاهتمام بالمشجعين الحقيقيين للنادي سيبعد النشء عن حبهم لناديهم وبالتالي الضرر سيمس جميع الأندية والقواعد الجماهيرية ستندثر ولن تستمر من دون الانتماء». وأضاف، «البطولات والبحث عن المنافسة القوية هي من تجلب الجماهير من خلال العمل والجهد من إدارات الأندية بدلا من الوعود الموسمية الزائفة التي لن تجلب نتيجة لعدم وضع الخطط والأهداف وبلورتها على أرض الواقع».