مشط رجال الإنقاذ أمس الأربعاء أنقاض مبنى سكني جنوبي العاصمة اللبنانيةبيروت بحثا عن جثث أو أي ناجين من الغارة الإسرائيلية التي قالت السلطات الصحية إنها قتلت 20 شخصا على الأقل الليلة قبل الماضية. وأصابت الغارة التي استهدفت بلدة برجا الليلة قبل الماضية مبنى سكنيا متعدد الطوابق يقع على قمة تل، ما أدى إلى تدميره. وقالت وزارة الصحة اللبنانية قبيل منتصف الليل إن الضربة أسفرت عن مقتل 20 شخصا وإصابة 14 آخرين، لكنها أضافت أن عدد القتلى قد يرتفع. وعاد موسى زهران الذي يسكن في أحد الطوابق العليا من المبنى صباح الأربعاء لتفقد أنقاض منزله، وقد لف قدميه المحروقتين بضمادات، ويرقد ابنه وزوجته في المستشفى بعد إصابتهما في الغارة. وقال "هذه الأحجار التي ترونها هنا تزن 100 كيلوجرام، سقطت على طفل وزنه 13 كيلوجراما"، في إشارة إلى ابنه وجدار الشقة الذي انهار عليه في أثناء الغارة. ولم يتضح ما إذا كانت الضربة تستهدف عضوا في جماعة "حزب الله" اللبنانية، التي تخوض منذ أكثر من عام قتالا مع الجيش الإسرائيلي. ولم يكن هناك تحذير بالإخلاء قبل الغارة الجوية. وقُتل أكثر من 3000 شخص في الغارات الإسرائيلية على لبنان على مدار العام الماضي، أغلبهم سقطوا في الأسابيع الستة الماضية، حيث كثفت إسرائيل حملتها الجوية في جميع أنحاء البلاد. وكان هجوم برجا من بين أكثر الضربات الجوية دموية. الى ذلك أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أمس الأربعاء تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن "اعتداءات" إسرائيل وتدميرها المتواصل والممنهج للقرى الحدودية. وقالت الخارجية اللبنانية ، في بيان صحفي أوردته الوكالة الوطنية للاعلام الأربعاء، :"في إطار الشكاوى الدورية التي تقدّمها بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأممالمتحدة في نيويورك لتوثيق العدوان الاسرائيلي على لبنان ووضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤوليتهما من أجل التحرك لوقفه، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن اعتداءات اسرائيل على لبنان خلال الفترة من 25 أكتوبر الماضي ولغاية الأول نوفمبر الجاري". وأضاف البيان :"أدان لبنان استمرار إسرائيل في عدوانها عليه وخرقها لسيادته وتوغلها البري داخل أراضيه، وارتكابها المزيد من المجازر، وتدميرها المتواصل والممنهج للقرى الحدودية، كبلدة العديسة التي فجر الجيش الاسرائيلي أحد أحيائها ب 400 طن من المتفجرات، وكذلك قرى كفركلا، حولا، ميس الجبل، محيبيب، بليدا، عيترون، عين إبل، حانين، عيتا الشعب، قوزح، رميا، أم التوت، ومروحين". وحذر لبنان من أن "هذا التدمير الممنهج يؤشّر الى سعي الجيش الإسرائيلي لتحويل الشريط الحدودي إلى منطقة عازلة غير مأهولة". كما أدان لبنان "استمرار إسرائيل في استهداف المباني السكنية المكتظة بالسكان على غرار ما حصل في حارة صيدا وغيرها، ودور العبادة والمقامات الدينية وتدمير بعضها، وفي قصفها لمدينتي صور وبعلبك وتهديد المواقع الأثرية فيهما، إضافة الى مواصلة استهداف الجيش اللبناني ومراكز وسيارات الإسعاف وعناصر الدفاع المدني، واستخدامها المستمر لقنابل الفوسفور الأبيض المحرّمة دولياً". وجدد لبنان في الشكوى، التي قدّمها، دعوة الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى "إدانة أعمال اسرائيل العدائية، واتخاذ إجراءات حازمة لوقفها، وتحميلها المسؤولية الكاملة عن الخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات، ومطالبتها بالانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي اللبنانيةالمحتلة، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بصورة كاملة وشاملة لضمان أمن المنطقة واستقرارها".