قصفت طائرات حربية إسرائيلية لبنان في وقت مبكر أمس الثلاثاء مما أسفر عن مقتل 29 شخصاً على الأقل بينهم جنود من الجيش اللبناني فيما لم تظهر الجهود الدبلوماسية أي علامات على نهاية سريعة للعدوان الإسرائيلي الذي قالت إسرائيل إنه سيستمر واضعة نصب عينيها تدمير حزب الله بالكامل خصوصاً أنها تجد ضوءاً أخضر من الدول الكبرى يشجعها على إكمال ما بدأته. وتواصلت أمس إطلاقات صواريخ حزب الله التي دمرت مصنعاً في صفد فضلاً عن قصف مواقع في حيفا، وقال مسؤول إسرائيلي إن الحزب أطلق 1500 صاروخ على إسرائيل منذ بدء هذه الحرب. وقتلت الغارات الإسرائيلية صباح أمس 13 جندياً لبنانياً عند قصفها مواقع للجيش شرق بيروت فيما اصابت 40 جنديا بجراح. وأعلنت الشرطة اللبنانية ان ما لا يقل عن خمسة عشر مدنياً قتلوا ليل الاثنين الثلاثاء بعد تدمير منازلهم في جنوبلبنان في غارات شنتها الطائرات الإسرائيلية. وفي تفاصيل سقوط هؤلاء القتلى ال 16 فقد أفاد شهود عيان لوكالة فرانس برس أن عائلة مؤلفة من خمسة أشخاص على الأقل وجدت أمس الثلاثاء مطمورة تحت أنقاض منزلها الذي دمر في غارة إسرائيلية على قانا الواقعة على بعد 12 كيلومتراً شرق مدينة صور في جنوبلبنان. وفي منزل واحد في قرية عيترون لقي سبعة أشخاص وهم مدنيون من أسرة واحدة مصرعهم أثناء غارة جوية إسرائيلية بعد وقت قصير من منتصف الليل، وتم انتشال جثث السبعة من بين أنقاض بناء مؤلف من طابقين تقطنه عائلتان من أل عواضة وتتألف كل منهما من الوالدين وتسعة أطفال بعد أن أغارت الطائرات الإسرائيلية على هذه البلدة الحدودية الجنوبية. وقال سالم مراد مختار بلدة عيترون لتلفزيون المنار التابع لحزب الله: (إننا نعمل بأيدينا وحتى الآن أخرجنا سبعة جثث.. ما زال هناك المزيد من الجثث تحت الأنقاض). وأضاف أن (ثلاثة أطفال ورجل جرحوا وتم اجلاؤهم، لكن ثلاثة أشخاص آخرين لا يزالون تحت الأنقاض). وفي وقت سابق، قضت امرأة وابنتاها وخادمة سريلانكية تحت أنقاض منزلهن في حي سكني في مدينة صور الساحلية حيث جرح أربعة مدنيين آخرين. ولقي شخصان حتفهما وأُصيب 12 بجروح من بينهم خمسة أطفال عندما استهدفت غارة إسرائيلية منزلهم في طلوسة قرب الحدود مع إسرائيل حيث واصل الطيران الإسرائيلي غاراته الكثيفة على معظم القرى. وفي بلدة راشيا الفخار في منطقة العرقوب الحدودية أُصيب سبعة أشخاص بجروح داخل كنيسة البلدة التي استهدفتها المدفعية الإسرائيلية بخمس قذائف. واستمرت المقاتلات الإسرائيلية باستهداف شاحنات النقل فأصابت صواريخها شاحنتين محملتين بالخضار قرب مدينة زحلة في سهل البقاع (رشق) مما أدى إلى إصابة السائقين بجروح. ولم تتعرض ضاحية بيروتالجنوبية، معقل حزب الله، للقصف صباح الثلاثاء بعد أن استهدفتها الغارات ليلاً وأدت إلى تدمير مجمع سيد الشهداء الذي درج أمين عام حزب الله حسن نصر الله على إلقاء خطبه وعقد مؤتمرات صحافية فيه كما أفاد مراسل فرانس برس. وفيما يتصل بالغارات الإسرائيلية على مواقع للجيش اللبناني فقد تركز القصف على موقعين يطل أحدهما على العاصمة بينما يقع الآخر إلى الشرق منها كما طال القصف بلدتين لبنانيتين. وأظهرت لقطات تلفزيونية كرات من النيران وسحباً من الدخان تتصاعد من موقع للجيش اللبناني شرقي بيروت بعد ضربات جوية إسرائيلية متكررة في الساعات الأولى من صباح أمس الثلاثاء وقال مصدر أمني إن بضعة جنود أُصيبوا بجروح. وترددت في العاصمة اللبنانية أصوات انفجارات قوية أثناء غارات شنتها طائرات إسرائيلية على الضاحية الجنوبيةلبيروت.. وكانت ضربات سابقة في المنطقة قد دمرت مقر حزب الله. وقالت الشرطة إن الغارات استهدفت أيضاً بلدة بيبلوس المسيحية الساحلية شمالي بيروت حيث أعطبت شاحنتين دون ان تقع اصابات.. وقصفت طائرات حربية إسرائيلية أيضاً بلدة بعلبك في شرق لبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي، من جانبه، أنه شن الليلة قبل الماضية غارات جوية جديدة على لبنان حيث قصف نحو 50 هدفاً من بينها، وفقاً لزعمه، محطة رادار تابعة للجيش اللبناني في الجنوب ومخزن صواريخ وغرف محصنة تحت الأرض ومنشآت بنية تحتية. وصرحت متحدثة باسم الجيش أن إسرائيل هاجمت أيضاً شاحنات مقفلة مموهة يستخدمها حزب الله في إطلاق الصواريخ على إسرائيل ومنصات إطلاق صواريخ في جنوبلبنان. وقتلت الهجمات الإسرائيلية 215 شخصاً كلهم من المدنيين عدا 14 وأنزلت أشد دمار بلبنان منذ عقدين مع استهدافها الموانئ والطرق والجسور والمصانع ومحطات الوقود.