من الطبيعي جداً أن يظهر الجمهور الأهلاوي بحالة من الغضب بعد إخفاق فريقهم الأخير في ديربي البحر وخسارتهم بهدف نظيف أمام منافسهم وغريمهم التقليدي الاتحاد، وذهابهم لمقر النادي للتعبير عن هذا الغضب وتوجيه رسائل لمن يهمه الشأن الأهلاوي كان شيئاً إيجابياً طالما أنه في حدود الأدب ودون تجاوزات يستحق الوقوف عندها كثيراً من القائمين على البيت الأهلاوي لعل الجمهور يجد حلاً للوضع الذي أصبح عليه الأهلي هذا الموسم. فخسارة الاتحاد وإن كانت متوقعة عطفاً على وضع الفريق الاتحادي هذا الموسم وموقفه في سلم الترتيب بخلاف أنه يتفوق على الأهلي عناصرياً ومقارنة بالحال الفني الذي وصل إليه الأهلي هذا الموسم إلا أنه في كل الأحوال تظل خسارة غير مقبولة أبداً في مدرج الأهلي ولربما يتقبلون الخسارة من أي فريق إلا الاتحاد. تجمهر عدد من محبي الأهلي أمام بوابة النادي يوم السبت الماضي والهتافات الإيجابية لعدد من اللاعبين ومن ثم مواجهة الرئيس التنفيذي بصافرات الاستهجان تؤكد بالفعل أن الجمهور على اطلاع بمكامن الخلل في ناديهم ولديهم قناعة تامة بأن الإدارة التنفيذية التي تقود الأهلي أقل بكثير من حجم كيان كبير وجماهيري مثل ناديهم. وفي الوقت الذي كنت أتوقع فيه أن يخرج أحد من إدارة النادي ورئيسها خالد العيسى أو الإدارة التنفيذية ممثلة في الرئيس التنفيذي رون غورلي أو المدير الرياضي لي كونجيرتون لمواجهة الغضب الجماهيري تصدى رئيس رابطة المشجعين بدر تركستاني للمهمة واستطاع أن يواجه الغضب الجماهيري برسالة تقبلتها الجماهير الحاضرة واستطاع احتواء الموقف في تصرف يحسب له في إدارة الأزمة الجماهيرية. بصراحة حال الأهلي محبط لأنصاره، ولكن الغريب في الأمر باختلاف سوء النتائج على الصعيد المحلي ظهرت حالة غريبة هذا الموسم في الأهلي تمثلت في الشائعات التي تكشف حالة الوهن الداخلي في البيت الأهلاوي إلى الدرجة التي تتسرب فيها الأخبار والمشكلات بيسر وسهولة لوسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. وحتى تنفي إدارة الأهلي هذه الأنباء عن طريق ممثلها الإعلامي ستظل أخباراً صحيحة متداولة بين الجماهير الأهلاوية خاصة والمتابع الرياضي عامة وبخلاف صحتها أيضاً هي أخبار خطيرة تنم عن حالة من الفوضى في النادي وتقديم المصلحة الشخصية على مصلحة الكيان. شخصياً لا يمكن أن ألوم الجمهور الأهلاوي فمرارة الهبوط مازالت عالقة لديهم ويخشون من تكرارها إذا استمرت الأخطاء ولم يتم تلافيها خاصة أن من أسباب الهبوط الأخير ردة الفعل المتأخرة التي أدت إلى استمرار الأخطاء الإدارية وبالتالي كان الثمن غالياً. أتمنى أن أسمع صوت الإدارة الأهلاوية أو الإدارة التنفيذية أو حتى على الأقل غالب كتبي الذي يظهر اسمه في كل مرة من أسباب ما يحدث في الأهلي الآن للدفاع عن نفسه ويرد على الانتقادات التي تحمله مسؤولية كل ما يحدث في البيت الأهلاوي رغم إيماني أن المرحلة اختلفت كلياً بين الماضي والحاضر.