تُعتبر الثقافة اليمنية واحدة من أقدم الثقافات في العالم، حيث تمتد جذورها إلى آلاف السنين، مما يجعلها مركزًا حضاريًا بارزًا في تاريخ البشرية، وتُعرف اليمن بمملكة سبأ التاريخية، التي اشتهرت بتجارتها وازدهارها، وتتسم الثقافة اليمنية بتنوعها الواسع، حيث تشمل الفنون الموسيقية التي تعكس تراث الأرياف والمدن، إلى جانب الرقصات الشعبية مثل البرع والعصيدة، التي تُؤدى في المناسبات الاجتماعية والوطنية، وتُعرف المأكولات اليمنية بتنوع نكهاتها، حيث يُعتبر المندي والزربيان والفحسة من الأطباق الرمزية التي تعكس تقاليد الضيافة والترحاب. وفي إطار مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار "انسجام عالمي"، شهدت حديقة السويدي في العاصمة الرياض حدثًا ثقافيًا يمنيًا مميزًا، حيث تجمع حشداً واسعاً من المواطنين والمقيمين في المملكة للتعرف على عراقة الثقافة اليمنية في يوم ثقافي مليء بالأنشطة المتنوعة. وتحولت حديقة السويدي إلى منصة حيوية تجسد جماليات التراث اليمني، من خلال عرض الأزياء التقليدية والأطباق الشعبية والرقصات الفلكلورية، مما أتاح للزوار فرصة للتفاعل والاستمتاع بتجربة ثقافية فريدة، وتضمنت الفعالية أيضًا مجموعة من الأنشطة المتنوعة، مثل العروض الحرفية التي تبرز المهارات التقليدية، وأركان تذوق المأكولات اليمنية الشهية، بالإضافة إلى العروض الفنية والموسيقية التي حظيت بإشادة واسعة من الحضور، ولا تقتصر الثقافة اليمنية على الفنون والمأكولات، بل تشمل أيضًا الفنون الحرفية التي تجسد الهوية الثقافية، حيث يتميز اليمنيون بإبداعهم في صناعة الفخار والنسيج ونحوها، وتساهم هذه الحرف في الحفاظ على التراث وتعكس تاريخًا طويلًا من الابتكار والإبداع. وتأتي فعالية "أيام اليمن" لاحتضان التنوع الثقافي وتعزيز الروابط الإنسانية، حيث تسعى المبادرة إلى خلق بيئة من التفاهم والتسامح بين مختلف الثقافات، وتتيح للمقيمين الفرصة التعبير عن ثقافاتهم في أجواء من الاحترام المتبادل، مما يعزز من الانسجام المجتمعي، ويمثل هذا الحدث جزءًا من سلسلة متكاملة من الفعاليات الثقافية التي تهدف إلى تعزيز الحوار وتبادل التجارب بين المجتمعات المختلفة، وإثراء الحياة الثقافية في المملكة بما يساهم في بناء مجتمع غني بالتنوع والتفاهم.