سعدنا بعودة الفرنسي الجذاب هيرفي رينارد كمدرب للمنتخب السعودي ليس لأنه أفضل مدرب تواجد في مُنتخبنا، ولكنه أفضل من بديله مانشيني الذي لم نَحظ من تدريبه لمنتخبنا لمدة سنة سوى تَكبُّد الخسائر والمشاكل والأضرار. لو استطردنا في مسيرة المدربين أكيد أن مسيرة مانشيني تعلو كفته في الترجيح على هيرفي رينارد كتاريخ وبطولات ومشوار عريض، ولكن الأول لم يكن الأنسب لنا ولا لِكرتنا ولا حتى للاعبينا، وبالتالي عودة هيرفي سيكون لها دافع معنوي مختلف على مستوى لاعبينا ونفسياتهم التي فقدوها مع المتعجرف المغرور! ونأمل أن نَتعظ من هذا الدرس المتكرر حتى لا نَجلبْ مدربا تاريخيا وصاحب صيت ذائع وبالنهاية نضطر بإنهاء عقده بشرط جزائي مجزٍ يكسبه هو ونحن نخسر خسائر جمة منها مالية ونتائج وسمعة كروية. ما فعلناه مع الهولندي فرانك ريكارد تكرر مع مانشيني بالضبط وبالتحديد، وليتنا فهمنا واستوعبنا أن الذي حصل لنا سابقاً قد عاد وتكرر على نفس السياق حالياً بالتالي لا يجلب المنفعة لنا إلا من يناسبنا حتى لو كان بلا صيت مبهر ومنمق، وبلا تاريخ ناصع، ومرصع بالبطولات. الفترة القادمة للمنتخب ستكون في غاية الصعوبة، وللأسف نحن من وضعنا أنفسنا بهذا الموقف الصعب لأن الصبر على المرّ سيأتي بأمر منه! عموماً عودة هيرفي رينارد المراد منها بالمقام الأول إصلاح ما يمكن إصلاحه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أجل عدم ضياع مسار هدف التأهل لكأس العالم القادم، وهذا الأمر يتطلب منا الدعم والمؤازرة من أجل مصلحة المنتخب، والبعد تماماً عن النقد الهدَّام، والتركيز فقط على النقد الهادف البَّناء. وعلينا أن نتجاوز عن ما حدث مع مانشيني ونمحي أثاره السلبية حتى لا تكون علينا عائقاً عن تحقيق ما نصْبوا إليه. ختاماً: كم رئيس تعاقب على الاتحاد السعودي لكرة القدم كتعاقب الليل والنهار ولم نرى لهم أثر لعمل واضح،ولا تطوير مستقبلي، ولا استراتيجيات تخطيطية توازي الدعم المالي من قبل حكومتنا الرشيدة، وبالتالي نحتاج إلى عمل مختلف للفترة القادمة سواءً استمر رينارد مع المنتخب أو من سيأتي بعده مع تمنياتنا بالتوفيق والنجاح لكل من يتولى قيادة لواء الكرة السعودية.