يرى الفلاسفة أنه: "كل ما لا يمكن أن يشار إليه كشيء، أو يشعر به كألم، أو يدرك بالحواس الخمسة، يعتبر وجهات نظر". يعني أنه ما لا يمكن أن يقاس ويختبر لا يدخل في نطاق العلم، وإنما يظل في إطار الرأي، ولهذا نجد أن البشر الذين يمثلون اليوم أكثر من 7 مليارات نسمة تتعدد لديهم الأفكار والأيديولوجيات والقناعات المرتبطة بتلك الأدلجة. هذا التنوع والتعدد يدعونا وبشكل جدي إلى احترام الآخر المختلف عنا. المختلف في فكره، المختلف في قناعاته، وحتى المختلف في معتقده. حيث إن التعايش مع الآخر يتطلب هذا الوعي، الذي يمثل مطلباً مهماً في هذا الزمن الذي تميز بالمدنية والكونية، حيث إن القوانين البشرية المنطلقة من القانون الإنساني -للبشر ككل- هي التي سوف تسود على الجميع، والتي يتميز بها ديننا الإسلامي الحنيف ويدعو لها في أكثر من آية قرآنية. الحياة العصرية اليوم تطورت في الثورة الصناعية الثالثة التي خلالها ظهر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي -السوشل ميديا- لتجعل منا كائنات كونية، بشرية، تجمع بينها قوانين إنسانية موحدة، ذلك لكوننا نتعايش اليوم مع كل البشر في كل الأوقات ونطلع على ما يطرحه الأشخاص والجماعات في كافة قارات العالم، ما ساهم في إلغاء الإقليمية، والمحلية، مع بقاء خصوصية كل شعب وما يتميز به، فكم نحن بحاجة أن نقدم أنفسنا للآخر من منطلق خصوصيتنا وعاداتنا وتقاليدنا العريقة، وما نتميز به من قيم إسلامية عظيمة.