مدخل: أكتب شِعر وازيّن حروف واوزان واخاطب إحساس المتابع .. وعينه بعض المعاني سرّها ما بعد بان والبعض الآخر .. واضحه مستبينه ديوان "عزوف العنفوان" للشاعرة شموخ المالكي، غيمة مشاعر تنهمر كالمطر، وقد جمع ما بين الكلمة المؤثرة والبوح الجميل والإحساس الصادق والتعبير الهادف، وذلك من خلال نظم الشاعرة أو بوح الخاطرة أو كتابة النثر، أيضاً حفل الديوان بالصور الجميلة المتنوعة المختارة التي تعكس لنا وصف الشعور من الكلام المنثور ما بين السطور. هذا الديوان احتوى في مضمونه على مجموعة من القصائد الشِّعرية المليئة بالتشويق، والتي تلامس الشعور والوجدان، وتخاطب القلوب، حقيقة قصائد مُنتقاة تنوّعت في مضامينها ما بين الشوق والوجد والحنين الذي حينما تسللت له الشاعرة خلسة لاسم مستخدم ولم يعد مستخدماً "مهمل" منذ زمن ولكنها لا زالت تحتفظ بتلك العبارة التي قد كُتبت تحت ذلك الاسم التي تعود إليه كلما هزمها الحنين. ومن أجمل صفحات هذا الديوان هذه السطور التي كتبتها المؤلفة عن الأماكن: ذكريات.. تزورنا أحياناً.. ونزورها أحياناً أخرى.. أمنيات.. شتات.. زوايا عشنا بها تفاصيل الحزن وانكسارات الحُبَّ.. آهات بقيت بداخلنا لا نستطيع أن نفلت منها الأماكن.. ربما أوراق.. ربما أشواق.. وربما إن اقتربت منها تشعر باحتراق. وتُعد الشاعرة شموخ المالكي من الشاعرات اللاتي يتصفن بالشموخ والعنفوان، والكبرياء في الحُبَّ، وكثيراً ما نجد ذلك في أشعارها وصفاتها ومع ذلك كتبت عن غلطات الزمان والخذلان كما تصفه: عندما تستودع نفسك لغيرك وتجرد إحساسك من كل إحساس ما عدا ذلك الذي أصبحت بين يديه كيديه، وعندما يجري دمك مع دمه كشريان واحد نابض بالحياة.. الخذلان ينكرك ذلك اللون الأحمر من أوردته يتصفى إحساسك بالحُبَّ قطرة.. قطرة.. وتموت، وهنا نتوقف مع هذه القصيدة التي حملت عنوان "غلطة زماني" كيف ابشرح للسنين اني اعاني؟ وكيف اعلم هالغياب انه يردّك؟ الغلا والشوق وألحان .. الأغاني كلها عدت ولا ذكرى تشدّك!! ليتنا مرّه تبادلنا .. الأماني يمكن اتقدر شعور اللي يودّك آخر اخبارك عشقت إنسان ثاني وآخر اخباري هجرت الحُبَّ بعدك شفت كيف الفرق واضح يا اناني وافيه بالحب وانت اخلفت وعدك كان ودّي ابتعد بس ما مداني كل ما فيني مفصل لك .. وقدّك حتى قلبي نبض روحه مو عشاني إيه لجلك بس ما ظنه يسدّك!! رح فمان الله يا "غلطة زماني" رح يا جعل الله على قلبي يحدّك وتقول الشاعرة شموخ المالكي بأن الديوان جمع ما بين النثر والشِّعر ما هو إلا القليل الأسهل من الكثير الأصعب.. أحياناً يخوننا الشِّعر، وأحياناً نخون الشِّعر هنا انقل لكم بعضاً منكم وبعضاً مني، فأنا بكم استجدي حروفي وأصنع إلهامي ودونوني وأدونكم قصائد من حُبَّ وقصائد عتاب وألم بكل الحُبَّ أهديكم هذا الديوان، وهذه الأحاسيس التي نطق بها قلمي ولم تعد صامته. كما تضن الديوان الكثير من الكتابات التي نطق بها القلم: بسبب الجروح.. وعذابات الروح تود أحياناً أن تنكر ذلك وتقتحم خيالك وتحني شموخ روحك.. أمام ذكرياتك ويمتزج حبر قلمك ودمعك.. وتشرح المآسي دون حديث.. أنفاس تنهيدات على وتر حزنك تعزف الألم. وتبوح الشاعرة شموخ المالكي من خلال هذا النص الرائع الذي وصل إلى المستوى الأعلى لدرجة الشعور بتؤكد بنا بأن جميع الأيام فرحاً مهما كان الحزن والألم في دواخلنا.. مَن مِنا لم يشعر بفرحة الأيام: كل السنين اللي مضت دونك أوهام قلبك بوادي .. والسعادة بوادي من جيتني نيستني حزني العام واخذتني من كل جرحٍ ينادي في حبنا لذّة عشق.. لذّة اهيام ووصالنا طيش وعناد وتمادي كانت بدايتنا على رف الأحلام مدري من اللي كان بالاصل بادي ما ظن فينا واحدٍ صار منلام أنا أحبك وأنت بهجة فؤادي يا طب روح يا هواها والانسام يا نبض شرياني ومنبع ودادي يا سيد الخلق من بين الأنام يفزّ لك قلبي ويكثر سُهادي وتفزّ لك مشاعري فزّ الأقلام لا جات فكرة للقصايد تنادي غلاف الاصدار