«عذب القوافي» ديوان أنيق.. للشاعرة نورة عبدالله البواردي، وتصدّر الديوان إهداء بقلم المؤلفة تقول فيه: «إلى من طرق عالي الشِّعر في حياتي، فأيقظ عذب القوافي، فاستفاقت بعد سبات عميق في أحضان علام النسيان لتنظم إلى قافلة الشِّعر، فتبحر في بحوره الهادئة منسابة، فتطفو على سطح الأمواج لتصل إلى شواطئ الشوق والحُبّ والعطاء، فتنظم عقداً فريداً أعلّقه على صدر من صقل روحي وعزف على أوتار قلبي سيمفونية جميلة لأعذب القوافي، فتبقى ذكرى خالدة يسطرها التاريخ على مر الزمان». وكتب مقدِّمة هذا الديوان الذي صدر عام 1423ه الشاعر قبلان السويدي، ومنها قوله: «أصبح الديوان جزءا من بحر الشِّعر الشعبي الأصيل صادق التعبير، الذي خطته واحدة من بنات هذا المجتمع الأصيل، وإحدى ثمرات هذا البلد العلمية والأدبية، ولقد صدقت نورة في أحاسيسها الشِّعرية». وقد احتوى على كثير من القصائد الوجدانية التي خفق بها قلب يبوح بالحنين والشوق والمُعاناة، كقولها في نص «عذب القوافي» الذي حمل اسم العمل: يا حروف شِعري فيك بوح وتواصيف سيري من الغربي شمالاً .. وشرقا لاتوقفي ياحروف شِعري على السيف وتبقى القصايد في شموخي .. وترقا فيها سطور أمواج شِعري كما الكيف وسطور شعري داخل القلب غرقا ما تطفئ الشمعة قلوبٍ ملاهيف الشِّعر يحرق داخل القلب حرقا عذب القوافي.. والعنى.. والمجاديف مرّة تغوص .. وباقي الوقت ترقا ومن أشعار الإصدار نختار هذا النص الرائع بعنوان: «الحزن والنوح» الذي عكس لنا مشاعر حزينة تختلج في أعماق الشاعرة، ونثرتها لنا على صفحات الورق: يعيون خلّي دمعة الحزن والنوح يعيون ما بك ما يعادل همومي يعيون أنا قلبي من العام مجروح ماطيق أنا جرح العنى في هزومي لو غاب نورك غابت الروح بالروح وصدق المشاعر ساميات العلومي من زود صمتي قلت ياقلب مسموح وأخاف بوح العين يفضح همومي أرعى خيال الشوق في مهجة الروح وأساير ظروف الزمن في لزومي أشوف حظي طاح.. والحظ مفضوح مرٍ يسابق عاليات النجومي حتى بقى صوتي من الهم مبحوح ويا كثر ما فرحوا بنوره خصومي