أوضح معالي المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن آلية الاستجابة الاستراتيجية للمملكة العربية السعودية للأزمات في منطقة الساحل وبحيرة تشاد شاملة ومتعددة الأوجه، حيث قدمت المملكة ما يزيد على مليارين وخمس مئة مليون دولار أمريكي من المساعدات الإنسانية والتنموية لهذه المنطقة، ويستخدم مركز الملك سلمان للإغاثة نهجًا قويًا ومتكاملًا للمساعدات الإنسانية، مع التركيز على الإغاثة الفورية والمرونة طويلة الأجل للنازحين والمجتمعات المضيفة، وتعمل جميع الكيانات الحكومية والإنسانية والتنموية في المملكة على تلبية الاحتياجات على مستوى العالم، كما تقدم المملكة دعمها لقطاعات حيوية أخرى. جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في جلسة رفيعة المستوى بعنوان"مناقشة بشأن العمل الإنساني لتلبية احتياجات اللاجئين والنازحين داخليًا والسكان المتضررين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد وتعزيز اعتمادهم على الذات"، وذلك على هامش مؤتمر المانحين لدعم النازحين واللاجئين في منطقة الساحل وبحيرة تشاد المنعقد في مدينة جدة. وبيّن أن المملكة العربية السعودية نفذت من خلال الصندوق السعودي للتنمية مشاريع واسعة النطاق في مجالات أنظمة الطاقة الشمسية والبنية التحتية، مثال قيام الصندوق السعودي للتنمية ببناء طريق سريع في إحدى دول المنطقة يربط الشرق بالغرب بتكلفة إجمالية قدرها 38 مليون دولار أمريكي ، بالإضافة إلى ذلك تقديم وزارة التعليم العديد من المنح الدراسية الكاملة سنويًا للطلاب من هذه الدول، مما يمكّنهم من بناء مجتمعاتهم وتحسين النتائج للمستقبل، مثل حصول أكثر من 2.155 طالبًا من المنطقة على منح دراسية كاملة تشمل نفقات المعيشة في الجامعات السعودية، حيث تمهد هذه الجهود الطريق لمساعدة هذه المجتمعات المتضررة على التغلب على تحدياتها وتحقيق الازدهار. واستذكر معاليه جائحة (كوفيد-19) التي أبرزت أهمية الجهود الدولية اللوجستية المنسقة، مبينًا أن دول مثل تلك الموجودة في منطقتي بحيرة تشاد والساحل تعاني بشكل غير متناسب أثناء الأوبئة والأزمات الاقتصادية والاجتماعية الأخرى ، موضحًا أن المملكة العربية السعودية تعمل بجد لتوطين إنتاج اللقاحات في المملكة للسماح باستجابات أكثر فعالية لحالات الطوارئ الصحية المستقبلية، مشيرًا لأهمية إنشاء مراكز إنتاج ولوجستيات محلية للقاحات والسلع الحيوية الأخرى الذي سيكون له تأثير عميق وإيجابي ليس فقط في منطقة بحيرة تشاد والساحل، بل على مستوى العالم. وأفاد أن المملكة تعمل مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، بما في ذلك المنظمات المتعددة الأطراف والدول المانحة على حشد الجهود بشكل مشترك وتقديم حلول مستدامة وسد فجوات التمويل والتخطيط الفعال للمشاريع والبرامج الإنسانية.