من الصعب جداً التكهن بالاتجاه الذي تسير إليه المنطقة في ظل الصراع القائم، والذي لا تبدو له نهاية قريبة، فإسرائيل لديها مخطط تريد إكماله إلى النهاية، متجاهلة كل الدعوات إلى التهدئة، وهذا يعني أن أية جهود لإحلال السلام ستكون دون جدوى، خاصة أن المجتمع الدولي لا يبذل الجهد المطلوب للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على الشعبين الفلسطيني واللبناني، الذي يؤدي إلى سقوط عشرات الضحايا الأبرياء يومياً. في الماضي لم تتجاوب إسرائيل مع دعوات السلام، واليوم أيضا ليس لديها الاستعداد للأمر ذاته، خاصة مع تفوق آلتها العسكرية واستخدامها المفرط للقوة الذي لم يتم كبحه من قبل الدول الكبرى، التي يرى بعضها أن ما تقوم به إسرائيل حق شرعي للحفاظ على أمنها، متجاهلة أن الشعبين الفلسطيني واللبناني لهما حق في الحياة الآمنة، وأن ما يحدث قد يؤدي إلى اتساع رقعة الصراع، الأمر الذي يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الدولية تجنبه، كونه لا تُحمد عواقبه. المملكة بسياستها المتزنة دعت وما زالت تدعو إلى التهدئة واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية التي تؤدي إلى نزع فتيل الأزمة التي ما زالت مستمرة، وكون المملكة شريكاً رئيساً فاعلاً إقليمياً ودولياً فهي تؤدي دورها على الوجه الأكمل، وتنادي بوقف التصعيد العسكري الذي لا يمكن التنبؤ بما سيؤول إليه، وإلى أي مدى ممكن أن يصل، ومن هذا المنطلق كانت قد أطلقت مبادرة "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، والذي يشهد اتساعاً بانضمام المزيد من الدول إليه، فوزير الخارجية بكلمته في قمة بريكس 2024 قال: "إن منح الفلسطينيين حق تقرير المصير يعد السبيل الوحيد لتحقيق السلام المستدام". وقف الحرب ومنع اتساع نطاقها في فلسطين ولبنان مسؤولية دولية يجب أن تكون لها الأولوية، كما أن الوصول إلى سلام عادل وشامل ودائم مسؤولية أخرى لا تقل أهمية عن وقف الحرب.