بعد خسارة المنتخب العماني أمام شقيقه الأردني، خرج المدرب العماني رشيد مصرحا بأنه يتحمل مسؤولية الخسارة كاملة، وأنه لم يجهز الفريق بالشكل المطلوب لمواجهة الأردن، وقبله المدرب المغربي للمنتخب الأردني بعد خسارتهم أمام كوريا الجنوبية خرج مصرحا بأنه يتحمل المسؤولية كاملة، العماني قادم من انتصار عريض على الكويت الشقيق، والمغربي عاد بالأردن بانتصار على عمان، وفي الأثناء العراق تخسر أمام كوريا الجنوبية مع تقديمها لمستوى ممتاز، وكلهم الآن يستعدون للمواجهات القادمة، يعرفون ما الأخطاء التي وقعوا بها، يعرفون كيف يعالجوها ضمن ما هو متوفر من إمكانيات لديهم، بعضهم عاد مثل المغربي مع الأردن، يحسبون ماذا يريدون من نقاط أمام الفرق الأخرى في المواجهات المتبقية، نشعر أنهم يعملون ضمن روح الفريق الواحد الطامح نحو المنافسة، ولكن أهم ما يميزهم أن مدربيهم يتحملون المسؤولية دائما، ويجنبون اللاعبين أي ضغوطات إعلامية. نأتي الآن إلى مشكلتنا الداخلية مع منتخبنا الأخضر، وبعد مباراة البحرين الشقيق التي انتهت بالتعادل، على أرضنا وبين جمهورنا وبعد الخسارة أمام اليابان، وتحذيرنا من أن سياسة السيد مانشيني لا تنفعنا حاليا ولن تقدم ما ننتظره، عاد مانشيني وأمام البحرين ليقدم مستوى آخر من عدم الانضباط وعدم القدرة التكتيكية وعدم وجود حلول لمواجهة أي احتمالات أو متغيرات أثناء المباراة نفسها، المباراة كانت خير دليل على أن مانشيني وكما أشرت في مقالتي السابقة، ينتظر فريق ضعيف أو يخطئ كثيرا حتى ينتصر، غير ذلك فإنه غير قادر على توجيه اللعب وتغيير النتيجة ومفلس تكتيكيا كليا. نعم لقد أضعنا ضربة جزاء، ونعم لو سجلت كان من المتوقع أن يفتح المنتخب البحريني اللعب مما يعطي مساحات أكبر للاعبينا، هذه هي حجة مانشيني الآن، وهي التي صرح بها بعد المباراة، ضربة الجزاء التي أضاعها سالم الدوسري هي السبب في إخفاقنا بعدم الفوز، حتى تصريحه للإعلام أن أسالوا سالم الدوسري عن سبب إضاعته لضربة الجزاء، مانشيني مدرب إيطالي التي بعهدته هو لم تتأهل لأول مرة لنهائيات كأس العالم، والتي واجهت عقما تهديفيا في ظل إدارته، هو نفسه يقول أسالوا سالم عن سبب إضاعته لضربة الجزاء، وهذه لا معنى لها ولا تفسير إلا أن مانشيني يقول بين السطور: أقيلوني لن أستقيل. سالم أضاع الضربة في الشوط الأول، ماذا فعلت يا سيدي مانشيني قبل الضربة وبعدها، لا شيء، توظيفك للاعبين سيئ، وضع سالم في الوسط غير موفق وهو أفضل لاعب في آسيا كجناح مهاجم، اختفاء القيادة في الوسط بغياب سلمان الفرج وعدم وجود بديل له، التبديلات كلها لم تجدِ ولم تكن موفقة، إصرار المنتخب على لعب العرضيات أمر كان غريب جدا، خاصة انه لا يوجد لاعبين متمرسين على رفع العرضيات، ولا فراس البريكان متخصص استقبال العرضيات، البريكان المبدع مع الأهلي على يمينه محرز ويساره فرمينيو وخلفه كيسيه، نعم سيطرنا على الاستحواذ، ولكن المنتخب البحريني لم يمانع ذلك، فهو يريد الخروج بأقل تقدير متعادل، ولو ركز البحريني قليلا لخلق بعض الفرص الحقيقية أمام حارس مرمانا، الذي أتراجع عن رأيي فيه في المقالة السابقة، وأقول الآن انه أبدع وأنقذنا حقيقة. فقط يجول في خاطري أنه لو سجل سالم ضربة الجزاء، فإن مشكلتك يا سيد مانشيني لن تحل، لأن المنتخب البحريني يلعب وفق ظروف المباراة، فهو مستعد جيدا، وعلى يقين أنه كان سيشكل ضغطا علينا ليحقق التعادل، وما شاهدناه يؤكد لنا أنهم قد يفعلوها، سبق وتقدمنا أمام الأردن وعادوا وفازوا علينا، وأمام اليابان هم حققوا هدفين ولم نفعل نحن شيئا، إذا يا سيد مانشيني لو سجل سالم ضربة الجزاء فإن الوضع العام للمنتخب غير صحي، لذلك وجدت لك شماعة تعلق عليها فشلك. وما زلنا ننتظر أن نصل ولو متأخرين.