في مواجهة منتخبنا الأخضر في الجولة الأخيرة من التصفيات الأولية المؤهلة لكأس آسيا 2027 وتصفيات النهائية كاس العالم 2026، واجه منتخبنا الأخضر شقيقه المنتخب الأردني، في مباراة شبه تحصيل حاصل لأن كلا الفريقين ضمنا تأهلهما لكأس آسيا وتصفيات كأس العالم، ولكن الصراع كان على صدارة المجموعة التي تساعد في المرحلة الثانية، من حيث نوعية وقوة المنتخبات التي سيلعبان ضدها، المباراة بدأت بشكل مفتوح ولاعبين مرتاحين، وسجلنا هدف التقدم، وأضعنا العديد من الفرص، حتى عاد منتخب الأردن النشامى ليحققوا هدفين متتاليين بأخطاء دفاعية بحتة، ورغم أننا معجبون في المنتخب الأردني ولاعبيه وبالأخص المحترف الدولي موسى التعمري والمحترف الخليجي يزن النعيمات، واللذين نتمنى رؤيتهما في دوري روشن، لكن منتخبنا لم يستطع العودة بالتعديل، واكتفى بسلسلة من الفرص الضائعة، وفي بعض الأحيان فقدان للهوية وعدم معرفة ماذا يلعب منتخبنا. لا نبخس منتخب الأردن استحقاقه للفوز، فهو لعب بأسلوبه المعتاد والاعتماد على المرتدات وقوة لاعبي هجومه، ورغم ملاحظاتي الخاصة على المنتخب الأردني أن هنالك فجوة في الوسط لديه لا يستطيع معها فرض سيطرته على المباراة، وهذا ما شاهدناه أمام طاجيكستان، ولكن المدرب المغربي عموته يلعب ضمن إمكانياتهم، وإن كنت أرى أيضاً شخصياً مع كل احترامي للمدرب عموته، أن إمكانيات لاعبي منتخب الأردن تحتاج إلى مدرب أكثر تكتيكاً من عموته، وعلى العموم عموته يحقق ما يريد لغاية الآن، وصيف آسيا ومتأهل لكأس آسيا ويتأهل للتصفيات النهائية لكأس العالم، وضمن مجموعة قد تكون الأسهل بين كل المجموعات. نعود إلى منتخبنا الحبيب، صراحة رغم أي شيء، إن تلعب على أرضك وبين جمهورك، الفوز لا بد وأن يكون أمراً حتمياً، لكن ماذا يحدث في المنتخب يقلق، 3-5-2 خطة المدرب مانشيني، لا أعلم إن كانت تناسب منتخبنا حالياً، خاصة وأنه لدينا مشكلة في نوعية لاعبي الوسط الذين هم أساس هذه الخطة، البريكان وسالم إذا لم يكونا مدعومين بقوة من الوسط، فإن عطاءهما لن يكون في المستوى المطلوب، إشراك لاعبين جدد في مباراة مهمة من حيث التصنيف والراحة في المرحلة الثانية، عدم انسجام لاعبي الدفاع خاصة حين يرتد لاعبو الوسط، كل هذه الأمور وإن كانت قد تحدث في أي منتخب، لكن من المفترض أننا تجاوزناها وعالجناها. فكرة أن نلعب بدون رأس حربة هداف، أو لنقل فكرة عدم وجود رأس حربة هداف لدينا يمكن استخدامه حين الحاجة، أمر غير مريح تماماً، مباراتنا مع الأردن أظهرت أننا بحاجة إلى نوعية لاعب الصندوق رأس الحربة الهداف، وهو للأسف مفقود لدينا، والسبب أن غالبية الأندية السعودية تعتمد على المهاجم الصريح الأجنبي، ولكن هذا لا يمنع أن نبحث وأن نجرب هذا المركز للضرورة، خطة مانشيني بالأسلوب الإيطالي المعدل المعروف، الاعتماد على الزخم الهجومي من لاعبي الوسط، خطة جداً ممتازة، ولكنها لا تكون فاعلة أبداً إن لم يكن لاعبو الوسط على درجة عالية من المهارة والحس التهديفي. مانشيني الآن عليه أن يكثف من مبارياته الودية التجريبية، عليه أن يعالج مشكلة مواجهة الفرق التي تلعب بالهجمات المرتدة السريعة، كالأردن وكوريا، هما من خسرنا أمامهما في المواجهات الحاسمة، حتى مواجهتنا مع باكستان والاكتفاء بثلاثة أهداف، تدل على أن هنالك عقماً تهديفياً واضحاً لدينا، إن كنا نريد كأس آسيا، ونريد مشاركة قوية في كأس العالم، فوضع المنتخب الحالي لا يبشر بالخير، خاصة أن كل المنتخبات الآسيوية التي سنواجهها تلعب معنا بالدفاع والهجوم المرتد، وحين نواجه منتخبات أوروبية نجد أن لدينا مشكلة في نوعية اللاعب الهداف، لهذا ننتظر من السيد مانشيني تعديلات في الخطة أثناء المباراة، والمزيد من البحث عن مواهب سعودية قادرة على تحقيق المطلوب منها. د. طلال الحربي