في هذه الزاوية سنطوف حول قامات سعودية ساهموا في بدايات الحركة الأدبية في المملكة العربية السعودية من شعر ونثر ورواية نستذكرهم هنا في كلمات بسيطة لا توفيهم حقهم، نلقي الضوء عليهم، ومن هنا نضع أسماء من تجود الذاكرة باستدعائه علّ يكون هناك من يلم شتات أعمالهم ويجمعها تثميناً لما قاموا به من جهد على امتداد عقود. أمين سيدو حين نستحضر تحولاتنا الثقافية في المملكة العربية السعودية بدايات الثمانيات الميلادية لابد من العكوف على اسم الدكتور أمين سيدو المتخصص في علوم المكتبات منذ تخرجه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عام 1982م، عززه لاحقاً بالماجستير ثم الدكتوراه، تكوّن فكرياً في جامعة الإمام، وتشكّل مكتبياً في مكتبة الملك فهد الوطنية، استعان به أول أمين للمكتبة الوطنية الدكتور يحيى محمود بن جنيد في مراحل تأسيس المكتبة الوطنية ساهم بعلمه وجهده وأفكاره ووجد نفسه منقاداً وشغوفاً بالكتب ومؤلفيها، حتى أصبحت ديدنه الذي لا ينفك عنه ليل نهار. رفد المكتبة السعودية بعدد كبير من الببليوجرافيات التي تجاوزت الثلاثين إصداراً، وثّق لكثير من سير أعلام الثقافة والفكر والأدب في السعودية، سيدو يؤثر الابتعاد عن الأضواء وينفر من الظهور الإعلامي يجمع عليه الكل بمهنيته واحترافيته وأخلاقه. يقول عنه الروائي محمد المزيني: اكتشفت أن أمين سيدو واحداً من أهم الرجال القلائل الذين أسهموا في إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-، كان صادقاً ونقياً بما يكفي للاطمئنان إلى مجالسته حتى أصبح من أقرب الأصدقاء إليّ، عرفت عنه دون أن يفضي بذلك حبه وتفانيه في عمله ومجاله الذي يحبه: «المكتبات والمعلومات»؛ وعلى وجه الخصوص «الببليوجرافيات» التي باتت وسْماً يُعرف به الدكتور أمين سيدو، وقد أشرف على الببليوجرافية الوطنية التي تصدرها مكتبة الملك فهد الوطنية، كما أدار تحرير مجلة المكتبة المحكمة، هذه الجوانب العلمية والعملية له لا تخفى على المشتغلين والدارسين في مجال المكتبات، إذ أمسى علماً فيها، ولعل أهم ما يميزه في مؤلفاته حسن اختياره لها ولأهميتها وجديتها فقد شارك شيخه أبا عبدالرحمن الظاهري في تأليف بعض منها مثل كتاب (بدر شاكر السياب: دراسة نقدية لنماذج أو ظواهر فنية من شعره وببليوجرافيا بآثاره وما كتب عنه) وكتاب (أبو نصر الفارابي: دارسة لجوانب من علمه وببليوجرافيا بآثاره وما كتبه عنه المعاصرون) ولا تخلو المؤلفات الببليوجرافية التي أصدرتها مكتبة الملك فهد الوطنية قبيل انتقاله منها من لمساته الخاصة إما مشاركاً أو مراجعاً، فهو لا يبخل بنفسه أو وقته لأي عمل بيلجرافي يندب إليه، بلا قيد أو شرط، بما يتسم به من أخلاق وطّدت علاقته بالأنقياء المتفانين المحبين للعلم، لذلك نفهم سر ارتباطه الوثيق بأستاذه الدكتور يحيى بن جنيد الذي رافقه للعمل معه في مركز البحوث والتواصل الاجتماعي. ملامح: * ولد ودرس في الحسكة في سوريا عام 1956. o 1983م حصل على درجة البكالوريوس في علم المكتبات والمعلومات من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. * صدر له الكثير من المؤلفات التي وثق فيها الإنتاج الأدبي والثقافي للكتاب والأدباء في المملكة العربية السعودية. * عمل مديراً لتحرير مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية العلمية. * يعمل منسقاً لوحدة قواعد المعلومات في مركز البحوث والتواصل المعرفي. حسين الحربي