بقدر الإيجابيات والإنجازات التي حققتها هيئة الزكاة والضريبة والجمارك في النسختين الأولى والثانية من مؤتمرها، بقدر التطلعات التي تسعى إلى تحقيقها في النسخة الثالثة، التي تعقد في ديسمبر المقبل، وتركز على موضوعات محددة، تواكب مستجدات الساحة، وتخدم الاقتصاد الوطني، وتعزز نموه في أجواء آمنة ومستقرة، وفق آليات عمل دقيقة ومستدامة، ويجسد هذه الموضوعات شعار النسخة وهو "نرسم المستقبل لاقتصاد مستدام وأمن معزز". أستطيع التأكيد على أن جميع المؤشرات تؤكد -مسبقاً- نجاح مؤتمر الهيئة الجديد، فضلاً عن قدرته في التوصل إلى استراتيجيات عمل جديدة، تواكب أحدث ما توصل إليه قطاع الزكاة والضريبة والجمارك، مع إيجاد شراكات نوعية، وتقنيات متطورة، تسهم في إيجاد بيئة عمل نموذجية، تساعد في تحقيق تطلعات رؤية 2030، بإيجاد أنظمة وبرامج حديثة، تعلي من شأن القطاع، وتجعله مساهماً قوياً في ترسيخ المشهد الاقتصادي للمملكة، الأمر الذي يجعل من المؤتمر أشبه بمنصة حوارية عالمية رائدة، تعلي مكانة المملكة صاحبة أكبر اقتصاد في المنطقة، وتُعزز من أوجه التعاون الدولي. يأتي تنظيم هذا المؤتمر في ديسمبر المقبل امتداداً لحرص "هيئة الزكاة والضريبة والجمارك" على تعزير شراكاتها وتعاونها مع الجهات ذات الصلة، محلياً وإقليميًا ودوليًا، وحرصها على مواكبة التطورات العالمية التي تشهدها مجالات أعمالها الزكوية والضريبية والجمركية، وستتوج النسخة الثالثة جهود الهيئة، في مسارات محددة، أبرزها دراسة التحديات والتجارب التي تواجه النشاط اليومي، مع تعزيز أُطر التعاون مع الهيئات والمؤسسات المماثلة، وصياغة أفضل الاستراتيجيات الداعمة للاقتصاد والتنمية الوطنية، وفق مرئيات رؤية 2030. يؤكد المؤتمر حقيقة مهمة، وهي أن هيئة الزكاة والضريبة والجمارك تستهدف تحقيق أكبر كم من المكاسب التي تنعكس على رضا المكلفين والعملاء، ويدل على ذلك تنوع الموضوعات التي تهتم بها النسخة الثالثة، وتتماشى مع مستجدات قطاع الزكاة والضريبة والجمارك في المملكة، هذه الموضوعات ليس أولها الموضوعات المرتبطة بالرقمنة والذكاء الاصطناعي وسُبل توظيف الأدوات التقنية في إدارة الزكاة والضريبة والجمارك، وليس آخرها سبل استدامة الاقتصاد وتعزيز الأمن ومواكبة التحول الرقمي، تماشيًا مع أهداف رؤية 2030، وهو ما يعلي من شأن الأهمية الكبرى التي تركز عليها الهيئة، بتعزيز الثقافة الزكوية والضريبية والجمركية في المجتمع. وتدرك الهيئة جيداً أن تحقيق الأهداف العليا من مؤتمرها، يتطلب تبادل الخبرات والتجارب المحلية والعالمية، ومحاكاتها، ليس فيما وصلت إليه من تطور في آليات عملها فحسب، وإنما في تعزيز هذا التطور، وإضافة لمسات خاصة إليه فيما يخص مجالات عمل الهيئة، وليس من الصعب تحقيق هذا الأمر على أرض الواقع، خاصة أن المؤتمر يحرص على استضافة أصحاب خبرات دولية من مختلف أنحاء العالم، بما يدعم تعزيز العلاقات بين أصحاب المصلحة، ويعمل على تبادل الخبرات، مع التركيز على ترسيخ مستقبل رقمنة العمليات وتسريع وتيرتها وسط شفافية مطلقة.