ودعت الساحة الرياضية يوم الجمعة الماضية واحداً من أقدم رواد الحركة الرياضية في المنطقة الشرقية الشيخ عبدالله فرج الصقر -رحمه الله- عن عمر يناهز 93 عاماً بعد معاناة مع المرض. ويعد الفقيد الراحل وهو أب ل (حازم -رحمه الله- ومازن إلى جانب أربع بنات).. رمزاً إدارياً محنكاً وشخصية قيادية ومربياً فاضلاً، رحل تاركاً إرثاً رياضياً عريقاً في مجال الإدارة الرياضية والإشراف القيادي خلال مسيرته العملية الطويلة التي بدأت قبل 63 عاماً باختياره كأول مدير لمكتب رعاية الشباب بالمنطقة الشرقية منذ افتتاحه عام 1383ه / 1963م، وظل أبو حازم يخدم أندية المنطقة لأكثر من ثلاثه عقود، وقبلها عمل في حقل التعليم لمدة عشر سنوات، ويعد أول مدرس لتربية الرياضية في الشرقية، وأسس أول فريق للكشافة بالمنطقة، وعين بعدها مديراً لثانوية الخبر التي تتلمذ فيها منذ عام 1359ه / 1939م. فيما كانت المرحلة الرياضية الأولى في حياته لاعباً ارتدى شعار فريق الهلال بالخبر ثم تقلد شارة قيادته. ويذكر الفرج أن الشيخ علي البلوشي الذي كان يعمل مترجماً في جمرك الخبر هو أول من أسس ذلك الفريق باحضاره كرة من البحرين، وبعد تزايد أعداد اللاعبين اتفقوا على تسمية فريقهم بالهلال ويعد أول فريق كروي قام في مدينة الخبر عام 1359ه / 1939م. ويعود الفضل في ارتباط عبدالله فرج الصقر برعاية الشباب إلى رائد الرياضة في المنطقة الوسطى الشيخ عبدالرحمن العليق -متعه الله بالصحة والعمر المديد- الذي تعرف عليه إبان مشاركته في دورة تدريبية رياضية لمعلمي وزارة المعارف أقيمت بمدينة الطائف عام 1382ه ونجح العليق في إقناعه بترك العمل التعليمي والانتقال لإدارة رعاية الشباب بوزارة العمل، وكان من رموز العمل الرياضي الإداري آنذاك كل من عبدالرحمن التونسي وسعيد بوقري وعبدالله العبادي وعباس حداوي والأخير كان أول سعودي خريج تربية رياضية من جمهورية مصر. ويرى الصقر أن العهد الذهبي للرياضة السعودية جاء بعد تولي الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- دفة رعاية الشباب، حيث قفز بها قفزات تاريخية إلى أن بلغت المحافل الدولية والعالمية وامتدت خدمات الأمير الراحل لتشمل الرياضة العربية. ويتذكر عبدالله فرج باعتزاز زيارة الأمير فيصل للمنطقة الشرقية أول مرة عام 1392ه / 1972م عقب توليه رئاسة رعاية الشباب ضمن برنامج زياراته لمناطق المملكة، واقترح عليه القيام بزيارة أندية الشرقية، ولم يمانع سموه فمدد إقامته لبضعة أيام زار خلالها كل الأندية واجتمع برؤسائها واستمع إلى مطالبهم ووعدهم بتذليل الصعوبات التي كانت تعترضهم في ذلك الوقت. ويتذكر الصقر بفخر موقفاً نبيلاً لا ينسى في حياته الشخصية للأمير فيصل بن فهد عندما تفاجأ بحضور سموه من الرياض لتقديم واجب العزاء ومواساته بوفاة حرمه (أم حازم) في لمسة وفائية تعكس الروح الإنسانية في أسمى معانيها للأمير الراحل -رحمهم الله جميعاً-. قيادي من طراز نادر أما أولى مسؤوليات الصقر الرياضية فتمثلت في افتتاحه أول مكتب لرعاية الشباب بالمنطقة قبل 63 عاماً وتحديداً يوم 10 /1 /1383ه، وكان المسؤول عن الإدارة العامة لرعاية الشباب التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية آنذاك د. عبدالله العبادي -رحمه الله-، وكان الصقر يدير مكتب رعاية الشباب بديناميكية عالية على مدى 29 عاماً، وكان بعد أدائه صلاة العصر يتنقل كل يوم بكل همة ونشاط بين مقرات أندية المنطقة الشرقية يتابع التمارين ويحضر المباريات في الملاعب، وفي الفترة المسائية يحضر النشاطات الاجتماعية والثقافية لكل الأندية. لقد كانت علاقته بالعاملين في تلك الأندية علاقة معرفة وتعاون أكثر منها علاقة مسؤول يدير الحركة الرياضة لأندية المنطقة، ونتيجة لهذه المتابعة الدؤوبة والروح العالية للصقر كانت أندية الشرقية مضرب مثل على مستوى أندية بقية المناطق في زيادة الحجم والاهتمام بالأنشطة الاجتماعية والثقافية بجانب حراكها الرياضي. تاريخ مضيء وتكريم رفيع إن تاريخ رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الشرقية عبدالله فرج الصقر حافل بالمنجزات وعريق بالنجاحات وخدمة شباب ورياضة المنطقة بكل إخلاص، وهو ما جعله أهلًا للتكريم والتقدير في مراحل حياته، إذ سبق أن كرمه الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد ضمن الشخصيات التي خدمت الحركة الرياضية السعودية. كما كرمه في عام 1426ه / 2006م الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب في احتفالية تكريم رواد الرياضة في المملكة. كما حظي عبدالله الصقر بتكريم ثالث من أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف بن عبدالعزيز في مهرجان تكريم قدامى رياضيي المنطقة الشرقية قبل ست سنوات، فيما كان آخر تكريم للصقر في العام الماضي من قبل رئيس الهيئة الدولية للتسامح د. عبدالحميد عبدالله الرميثي في مهرجان تكريم رواد الرياضة في الخليج. الإنجاز العالمي ل(صقر رياضة الشرقية) ويبقى أروع إنجازات (صقر رياضة الشرقية) الإدارية ترأسه لبعثة منتخب المملكة في بطولة العالم للناشئين بإسكتلندا عام 1989م بتكليف من الأمير فيصل بن فهد، ونجح ذلك المنتخب في الفوز بكأسها أمام أصحاب الأرض، وطرز ذلك الإنجاز العالمي تمسك لاعبينا بشعائرهم الدينية وتأديتهم فريضة الصلاة جماعة أمام 60 ألف متفرج قبل بداية المباراة. وقبلها أيضاً ترأس الصقر بعثة ذلك المنتخب يوم فاز بكأس بطولة آسيا للناشئين في تايلند لتكتمل روعة الإنجاز بعد ذلك باللقب العالمي، وما أجملها من ذكرى تلك الروح الأخوية العالية التي سادت بين اللاعبين والأداء القتالي بروح وثابة في جميع مبارياته!. لتاريخ الصقر مجد لا ينسى رحل (أبو حازم) وبقيت إنجازاته وتضحياته وعطاءاته المخلصه لشباب ورياضة وطنه محفورة في ذاكرة الزمن.. مطبوعة باعتزاز في صفحات تاريخنا الرياضي عامة والحركة الرياضية بالمنطقة الشرقية خاصة. رحمه الله رحمة واسعة. عبدالله الصقر مع الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- والمدرب محمد الخراشي وعبدالرحمن الدهام في احتفالية فوز منتخب الناشئين ببطولة آسيا عام 1985م عبدالله فرج الصقر -رحمه الله- عبدالله فرج في شبابه 1385ه رئيس بعثة منتخب الناشئين الفائز بكأس العالم 1989م عبدالله الصقر مع الكابتن سعود الحمالي وكأس البطولة مكرماً من الأمير سلطان بن فهد بوسام الرواد الرياضيين 1426ه الصقر يكرم كابتن هجر عبدالرحمن الملحم 1392ه عبدالله جاسم مكرماً عبدالله فرج في إحدى المناسبات العسكرية 1973م مع قدامى رياضيي الشرقية في ديوانية جمال العلي العام الماضي الفقيد في آخر تكريم خارجي العام الماضي من الهيئة الدولية للتسامح