يُنظر إلى كاميلا هاريس المرشحة الديمقراطية بشكل أكثر إيجابية لدى الناخبين الآسيويين الأميركيين مقارنةً بمنافسها العتيد دونالد ترمب، حيث يميل معظم هذا القطاع الانتخابي المهم إلى دعم هاريس للرئاسة، ويعود ذلك إلى اهتمام الديمقراطيين بالقضايا ذات الأولوية لدى الناخبين الأميركيين الآسيويين والتي تشمل الاقتصاد، والوظائف، والتضخم، والرعاية الصحية، والجريمة. وفقًا لآخر استطلاعات الرأي، تحظى هاريس برأي إيجابي لدى غالبية المشاركين، حيث بلغت النسبة 62%، بزيادة 18 نقطة مئوية عن الاستطلاع السابق. وعلى النقيض من ذلك، انخفضت نسبة الناخبين الأميركيين الآسيويين الذين لديهم انطباعات غير مواتية عن هاريس بمقدار 7 نقاط مئوية إلى 35 % في استطلاع أجري في سبتمبر، عشية المناظرة الرئاسية بين هاريس وترمب، كما انخفض عدد الناخبين من أصل آسيوي الذين يرحبون بمرشح الحزب الجمهوري، مع زيادة عدد الذين لديهم رأي غير إيجابي عنه إلى 70% من 62 %. الاستطلاع، الذي يتم إجراؤه كل عامين من قبل منظمة حماية الحقوق المدنية والإنسانية للأميركيين الآسيويين، هو أحد نقاط البيانات القليلة جدًا حول الناخبين الأميركيين الآسيويين خلال الانتخابات ويتم إصداره عادةً في يوليو، وهذه المرة، تم تحديثه في سبتمبر بعد محاولة الاغتيال الأولى لترمب وقرار بايدن بعدم الترشح مرة أخرى، ويمنح الاستطلاع للأحزاب السياسية نافذة على مجموعة سكانية متنوعة ثقافيًا ولغويًا. ووجد الاستطلاع أن حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، الذي اختارته هاريس لمنصب نائب الرئيس، أكثر شعبية بين هذه الفئة السكانية من السيناتور عن ولاية أوهايو جي دي فانس نائب الرئيس الذي اختاره ترمب في حالة فوزه برئاسة البيت الأبيض، وقال 77% من المشاركين في استطلاع سبتمبر إنهم متأكدون تماماً من أنهم سيصوتون في انتخابات الخامس من نوفمبر، مقارنة ب68% في استطلاع أبريل ومايو. وتعزز هذه النتائج ما سمعناه ورأيناه من المجتمع الأميركي الآسيوي منذ يوليو، فقد تم تجديد نشاطهم وأصبحوا مستعدين للعب دور حاسم في الانتخابات مرة أخرى، ومن الواضح أن الأحزاب والحملات الرئيسة لم تعد تتجاهل أو تأخذ الناخبين من أصل آسيوي وجزر المحيط الهادئ على محمل الجد، بل تبذل بدلاً من ذلك جهودًا متضافرة للوصول إليهم وإشراكهم في القضايا الأكثر أهمية بالنسبة لهم. ويتواصل الحزب الديمقراطي مع عدد أكبر من الناخبين الأميركيين من أصل آسيوي مقارنة بالحزب الجمهوري، ويكشف الاستطلاع عن مشاركة أكبر من جانب الحزبين السياسيين الرئيسيين، حيث قال 27% من المشاركين إنهم لم يتصل بهم أي من الحزبين حتى الآن، انخفاضاً من 42% في الاستطلاع السابق، وتعتقد مؤسسات المجتمع المدني، أن الأحزاب السياسية تجاهلت في الماضي الأميركيين الآسيويين إلى حد كبير ولم تتفاعل معهم إلا قليلاً. وبالرغم من صغر عددهم 15 مليوناً من بين 246 مليون ناخب مؤهل فقد أصبحت هذه الفئة السكانية أسرع المجموعات العرقية نمواً في الولاياتالمتحدة، وقد لعبت دورا في هوامش الفوز الضئيلة في انتخابات 2020 في ولايات رئيسة مثل ويسكونسن وجورجيا، وكانت حملة هاريس-والز تعمل بنشاط مع الأميركيين الآسيويين من خلال الإعلانات المستهدفة وفريق مخصص لإشراك الناخبين في الولايات المتأرجحة، وحضرت زوجة تيم والز، جوين والز، حدثًا لمهرجان منتصف الخريف في لاس فيجاس في وقت سابق من هذا الشهر. وفي تصريح لوسائل الإعلام الأميركية، قال أندرو بينج، المتحدث باسم فريق هاريس-والز للناخبين الآسيويين الأميركيين والهاواييين الأصليين وجزر المحيط الهادئ: "يفهم فريق هاريس-والز الدور المحوري الذي سيلعبه الناخبون الأميركيون الآسيويون في هذه الانتخابات وهو في وضع جيد لتحويل حماسهم إلى عمل في صناديق الاقتراع". وأضاف: "من خلال الاستثمارات التاريخية في التوظيف، وفعاليات وأنشطة إشراك الناخبين في كل ولاية متأرجحة، وإطلاق إعلانات قوية مثل "أمي" التي يمكن لملايين الأسر التواصل معها، فإننا نعمل على مشاركة رؤية نائبة الرئيس هاريس، ومخاطر أجندة مشروع ترمب 2025، وما هو على المحك في هذه الانتخابات للمجتمعات الأميركية الآسيوية". وتضمنت مشاركة ترمب مع المجتمع الأميركي الآسيوي زيارة إلى مطعم ترونج تين الفيتنامي في مدينة فولز تشيرش بولاية فرجينيا، لكنه مع ذلك، تجاهل فعالية حضرها أعضاء من المجتمع الأميركي الآسيوي في قاعة المدينة الرئاسية نظمها زعماء المجتمع الأميركي الآسيوي في يوليو، وإذا تم انتخاب هاريس، فستصبح أول رئيسة أميركية من أصل آسيوي وثاني رئيسة سوداء للبلاد، فضلاً عن كونها أول رئيسة للبلاد، لكن الناخبين الأميركيين من أصل آسيوي يعتبرون أن هوية هاريس كامرأة أكثر أهمية من عرقها. ترمب شارك مع المجتمع الأميركي الآسيوي زيارة إلى مطعم ترونج تين الفيتنامي إعداد - د. خالد رمضان