تشهد المملكة العربية السعودية في الوقت الحالي مرحلة مهمة في عالم الابتكار، حيث تبذل جهداً كبيراً في مجال التحوّل الرقمي. وهناك رؤية شاملة تعتمدها المملكة بهدف تطبيق الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. وخلال مقابلتنا مع هايدي نصير، مدير أول، مجموعة حلول العملاء، دِل تكنولوجيز الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا، تم طرح بعض الأسئلة عن الأجهزة الجديدة لشركة دِل والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والشراكات مع المؤسسات الحكومية في المملكة، ودور دِل في دعم وتطوير المواهب المحلية وغيرها: ما هي أهم الميزات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي في أجهزتكم الجديدة، وكيف ترون بأن هذه التطورات ستغير الأعمال في المملكة العربية السعودية ؟ يعتبر الذكاء الاصطناعي من أكثر التطورات تأثيراً على قطاع الأعمال وخصوصاً عندما يتعلق الأمر بالابتكار، فعندما ظهر هذا التوجه تغيّرت في المقابل أساليب عملنا وحياتنا وطريقة أعمال المؤسسات، ومن هذا المنطلق، بدأت تنبثق الأفكار حول استخدام الذكاء الاصطناعي وإنجاز المهام، فهو أصبح يسهم في خفض الأعمال المتكررة عن طريق الأجهزة بدلاً من الجهود الشخصية بهدف تعزيز القدرات الإبداعية للأفراد، وأسهم في الحد من الوقت المهدور على أمور يمكن تجنّبها، وتحسين الإنتاجية. وعلى سبيل المثال، هناك برنامج Copilot "كوبايلوت" الذي أصدرته مايكروسوفت أخيراً. سوف يحدث هذا البرنامج طفرة في إنتاجية أي شخص يستخدم جهاز الكمبيوتر. فعلى سبيل المثال، في حال التأخر عن حضور اجتماع أو التواجد في إجازة، فإن تطبيق "تيمز" سوف يعمل على تسجيل الوقائع تلقائياً وهو ما يتيح إمكانية الاستماع إلى التسجيل في أي وقت من دون تعطّل دورة العمل. لقد كانت دِل تكنولوجيز من أول الرواد الذين طرحوا أجهزة في مطلع العام الجاري تحتوي على معالج "إنتل كور ألترا" أو AI PC وهو نظام أساسي لإدارة الأجهزة الذكية. ويُشار إلى أن الفارق بين "كور ألترا" أو جهاز الحاسوب الذي تم إطلاقه هذا العام مقابل ذلك الذي أُطلق السنة الماضية، هو أنه يتضمن وحدة المعالجة العصبية (NPU) التي تعتبر "عقل" الذكاء الاصطناعي التي تسمح لكل المهام التي تُطلب من جهاز الكمبيوتر أن تتوزع على ثلاثة روابط: وحدة المعالجة المركزية (CPU) ووحدة معالجة الرسومات (GPU) – الجرافيك والفيديو، ووحدة المعالجة العصبية (NPU) للتحاليل وأي شيء يتعلق بالذكاء الاصطناعي. ومن هذا المنطلق فإن المؤسسات أو الشركات في المملكة العربية السعودية يمكنها الاستفادة من تقنيات دِل تكنولوجيز والاستعانة بالذكاء الاصطناعي. وفي حال تطلب الأمر إنشاء محتوى على وجه السرعة، فإن ذلك يقلل من الضغط على البطارية والمعالج. أما المسألة الثانية التي يعالجها الذكاء الاصطناعي، فهي إنجاز العمل بالسرعة المطلوبة وخفض استخدام الطاقة وتوفير إنتاجية أفضل في مطلق الأحوال. فعلى سبيل المثال، إذا أراد صحافي كتابة مقال أو إجراء مقابلة وفي حال وجود معلومة غير واضحة، فإنه بالإمكان الاستعانة بالنماذج اللغوية الكبيرة وكتابة "ما هي التكنولوجيا بخصوص دِل" فسوف يتم الحصول على فقرتين أو ثلاث أو أربع فقرات، وسوف يتم اختيار المعلومة المناسبة من بينها والتي سوف يتضمنها المقال، بالإضافة إلى اختصار الوقت. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية تشهد حالة تحول مذهلة في الابتكار، فهو جزء مهم للغاية في هذه العملية، وهذا الأمر يتطابق مع سعيها لتطبيق "رؤية 2030" التي من أبرز أولوياتها اعتماد الاقتصاد الرقمي القائم على المعرفة، وأن تكون مركزاً رقمياً عالمياً والاستعانة بالذكاء الاصطناعي، وهو ما يؤدي حتماً إلى ابتكار بيئة عمل مريحة يستفيد منها المستخدمون، فنحن في دِل نطلق عليها "إسعاد المستخدمين النهائيين". هل يمكنكم توضيح كيف يتماشى تركيز شركة دِل على الذكاء الاصطناعي مع رؤية السعودية 2030، وما هي مساهمات الشركة لتحقيق هذه الرؤية ؟ نشهد في الوقت الحالي مرحلة مهمة في عالم الابتكار، حيث تبذل المملكة العربية السعودية جهداً كبيراً في مجال التحوّل الرقمي. هناك رؤية شاملة تعتمدها المملكة بهدف تطبيق الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم. ومن هذا المنطلق كنا قد أطلقنا خلال فعاليات Dell Technologies World، الحدث السنوي الذي ننظمه في الولاياتالمتحدةالأمريكية، "مصنع دِل للذكاء الاصطناعي". ونحن نضيف الذكاء الاصطناعي إلى بيانات عملائنا أو المؤسسات. بمعنى أن الشركات تحتوي على البيانات، وهناك مؤسسات تعرف كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي مع البيانات المتوفرة لدينا وهنالك أخرى لا تزال لا تحتاج إلى ذلك، فنحن نساعد على تثبيت كل شيء في الوضع التشغيلي من الألف إلى الياء. ونقوم باستقطاب مستشارين متخصصين في تكنولوجيا المعلومات للمساعدة في كل ما يتعلق بالبيانات التي تمتلكها المؤسسات، للإسهام بتحقيق رؤيتها التكنولوجية. لدينا بنية تحتية شاملة، نمكّن الجميع من الحصول على ما يحتاجونه منها، بالإضافة إلى الخوادم، ووحدات التخزين، والشبكات، والحلول الشاملة للمستخدمين. كما نعمل على فهم احتياجات المستخدمين النهائيين لكي نتمكن من تحديث نظام بيئة العمل وتزويدهم بالمعرفة اللازمة. فإذا لم تقم بإشراك المستخدمين في رحلة التحول ومدهم بالمعرفة وصقل مهاراتهم، فأنت تهدر جهدك واستثمارك. هل يمكنكم ذكر بعض الشراكات التي قامت بها دِل مؤخراً مع مؤسسات حكومية سعودية، وكيف تساهم هذه الشراكات في تعزيز تبني الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في المنطقة ؟ كشركة مسؤولة وشريك في مجال التكنولوجيا، تدير شركة دِل العديد من المبادرات في المملكة بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 لتسريع التحول الرقمي والمساهمة في تطوير المهارات والكوادر الرقمية في المملكة. وتشمل هذه المبادرات تعاون دِل مع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (SDAIA) لتدريب المهنيين في مجال الحوسبة السحابية كجزء من جهودها لتمكين الجهات الحكومية رقمياً وتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. أنجزنا أيضاً شراكة مع أحد البنوك للمساعدة في تحوّله الرقمي. ففي انعقاد فعالية التكنولوجيا المالية، كان لدينا منصات مزوّدة بتطبيق "كوبايلوت" وطلبنا منه إعداد أغنية عن شركة دِل والبنك للاحتفال بهذه الشراكة، وفي غضون 5 دقائق أنجز كتابة أغنية كاملة مع قواعد نحوية صحيحة مع القوافي، ثم أردنا تأليف موسيقى لها فاعتمدنا على "تلحين" الذي هو جزء من التطبيق الذي يعمل مع "كوبايلوت" وقد أُنجزت المهمة على أكمل وجه. لكن حتى الآن، هناك بعض المغالطات والمعلومات الخاطئة التي تتعلق بالذكاء الاصطناعي، لهذا السبب، فإن دقة البيانات مهمة جدًا لأن النماذج اللغوية الكبيرة جيدة للاستخدام كمرجع. لكن ذلك لا يعني أنه مجرد نسخ ولصق من دون التأكد من صحة المعلومة، إذ يجب أن يكون العنصر البشري موجوداً، فلذلك لن يستبدِل الذكاء الاصطناعي دور البشر، من وجهة نظرنا، بل سيكون دوره داعماً للإبداع البشري وسيعزز القدرة على الإبداع والإنتاجية. كيف تدعم شركة دِل تطوير المهارات والمواهب المحلية في المملكة العربية السعودية؟ لدينا برنامج يوظف خريجين جدد في كل عام، وأثناء العمل يخضعون لتدريب مدته عامين على التكنولوجيا وأحدث تطوراتها، وبناءً على مهاراتهم، إما أن يختاروا العمل لدى مؤسسات حكومية، فيصبحوا عملاءنا، أو يختاروا البقاء والتطور المهني من خلال الترقيات. ومن جهة أخرى، نتعاون مع جامعات ونستعين بخبراء من أجل تدريب الطلاب على التكنولوجيا، في حين تستمد هذه المؤسسات الأكاديمية منا بعض الموضوعات وتضيفها إلى مناهجها الدراسية. على سبيل المثال، في السابق كانت الدروس تخصص للأنظمة السحابية، أما في الوقت الحالي، فقد بات الأمر يتعلق بالذكاء الاصطناعي.