خلال نوفمبر المقبل يشهد العالم انتخابات الرئاسة الأميركية بين مرشحين كمالا هاريس الديمقراطية، ودونالد ترمب الجمهوري "للمرة الثانية"، للفترة من يناير 2025 لأربع سنوات تالية، من يتابع هذه الانتخابات منذ فترة يشهد أن الجانب الاقتصادي له النصيب الأكبر في التأثير على من سيكون المرشح للرئاسة الأميركية، ولعل أهم الملفات المطروحة للتنافس هي "التضخم - التوظيف - الهجرة - الجرائم والعنف" ووفق استطلاعات مركز "بيو" للأبحاث يرى أن حوالي 8 من كل 10 ناخبين بمعنى 81 % يقولون إن الاقتصاد سيكون عاملاً مهماً في تحديد القرار النهائي بما يخص اختيار الرئيس القادم، وكانت عبارة "إنه الاقتصاد يا غبي"، وهي من اختراع الكاتب "جيمس كارفيل" خبير بحملة بيل كلنتون خلال حملة عام 1992 ضد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، واستخدمت خلال حملة كلينتون المهتم بالاقتصاد بعكس بوش الأب الذي كان مركزا على السياسة وهو بارع بها وصاحب خبرة، وفاز كلينتون بالانتخابات. اليوم بالانتخابات الأميركية نجد أن الرئيس السابق ترمب، وهو رجل أعمال ويملك رؤية اقتصادية وعمل بها خلال رئاسته بين 2016 و2020، حين واجه الصين تجاريا، وكان له تصريحات أكد خلالها الضغط على أوروبا في مسألة أوكرانيا بأن الولاياتالمتحدة تتحمل العبء الأكبر وأوروبا لا تقوم بنفس الدور وأكد خلال حوارة لفوكس نيوز، "بمجرد عودته إلى البيت الأبيض، سيجبر أوروبا على دفع ما دفعته أميركا لأوكرانيا إذا لم يكن أكثر من ذلك"، وكانت هاريس المرشحة الحالية ذكرت في 2019 عن ترمب "التخفيضات الضريبية للرئيس دونالد ترمب، بأنها هبة للأغنياء، وقالت إن سوق الأسهم المزدهرة تهمش الطبقة الوسطى، وحذرت من أن أجندة ترمب التجارية "المتهورة" تُضر المزارعين في قلب البلاد "ولعل القضية المهمة اليوم هي "المهاجرون" فمن يقول إن وقف الهجرة سيضر الاقتصاد الأميركي والنمو، وهو ما يؤكد الرئيس ترمب بأنه سيتصدى للهجرة الغير شرعية، وبين رأي هاريس حول الهجرة "أنا أتعامل مع هذه المسؤولية بجدية كبيرة"، قبل أن توضح: «نحن أيضاً أمة من المهاجرين" فهي قضية شائكة ومهمه لإيجاد الحلول لها وهي بكل حال مهمه للولايات المتحدة وجزء مهم لاقتصادها أي المهاجرين، وقضية التضخم لازالت اليوم تسيطر على وضع الناخبين، خاصة أن الفيدرالي خفض الفائدة نصف نقطة كاملة، والرغبة في عودة التضخم للهدف 2 % كما خطط لها، وتظل الشكوك حول السيطرة على التضخم وانخفاض الفائدة، يطغى الاقتصاد على أكثر من أي شيء آخر في الانتخابات الأميركية خاصة أنها تأتي بعد أزمة وباء "كورونا" وما خلفته اقتصادياً والذي لا زال الاقتصاد الأميركي والعالم يتعافى منها وخلق تحولات كبرى بالعالم.