تؤمن المملكة بأن القضية الفلسطينية من أعدل القضايا التي عرفتها البشرية، لأن الحق فيها واضح وبيّن ومعروف للجميع، كما تؤمن بأن حل هذه القضية ممكن، إذا ما حكّم العالم ضميره الإنساني، ورسخ العدل والمنطق في التعامل مع القضايا المختلفة، ومن هنا، تحرص المملكة على مواصلة تقديم دعمها التاريخي للفلسطينيين، وترى أن هذا الدعم واجب عليها وعلى كل الدول العربية والإسلامية. ومع بداية العدوان على قطاع غزة قبل عام، كثفت المملكة من دعمها الإنساني والدبلوماسي للفلسطينيين، في إطار مشاهد ومواقف عدة، أكدت لمن يهمه الأمر بأن المملكة ثابتة على مواقفها التاريخية تجاه قضية فلسطين، ولن تحيد عنها، إلى أن يحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة. الدعم الدبلوماسي السعودي للقضية وصل ذروته، في الأيام الأخيرة، عندما أعلنت المملكة بعبارات واضحة وجلية أنها لن تقيم أي علاقات مع الكيان الإسرائيلي، قبل الإعلان عن قيام دولة فلسطينية، وعاصمتها القدسالشرقية، ويتواصل الدعم السعودي في مسار آخر، شهده الاجتماع الوزاري في الأممالمتحدة، عندما أعلنت المملكة عن مبادرتها، بإطلاق التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين، على أن يكون الاجتماع الأول للتحالف في الرياض. وعكست عبارات ذكرها سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان أثناء الاجتماع الوزاري، الكثير من الثقة في النفس، مع التنسيق العربي والإسلامي والغربي لضمان تعزيز دور التحالف الدولي، ودفعه لتنفيذ حل الدولتين على أرض الواقع، وزاد الدعم السعودي من وتيرته، بتوجيه الدعوة للدول للانضمام إلى هذا التحالف، بما يضمن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني. لا شك أن وقوف المملكة بثقلها خلف هذه المبادرة، ودعمها دبلوماسياً، فضلاً عن استثمار علاقاتها الطيبة بدول العالم، سيقنع المزيد منها بالانضمام إلى هذا التحالف، وهذا في حد ذاته سيشكل ضغطاً كبيراً على الدول الرافضة أو المتحفظة على قيام دولة فلسطينية، وبالتالي، ستكون هذه المبادرة بمثابة الخطوة الأولى لإيجاد حل عادل ونهائي لقضية فلسطين. التفاؤل بشأن نتائج المبادرة السعودية كبير جداً، ويبشر بالخير بإمكانية حدوث انفراجة قريبة لحل قضية فلسطين، ليس لسبب، سوى أنها مبادرة نوعية، تخاطب الضمير اليقظ لدى مسؤولي دول العالم، بأن عليهم أن يتحلوا بالشجاعة، واتخاذ القرار بالانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثل ب149 دولة معترفة بفلسطين.