الفن والكتابة وما يدور حولهما هما ما أعشق وأفهم وأحاول أن أمارس في كل أوقاتي، وفي اليوم الوطني كان من حظي أن أُدعى للمشاركة في معرض جماعي يحتفل بهذه المناسبة، كل الشكر للفنان عبدالله إدريس الذي قيم اللوحات المشاركة واختارها والشكر التام والخالص للفنانة أروى نواوي التي كانت القائمة على كل الفعالية، من الألف للياء، والتي كانت السبب في أن يكون الاحتفال بهذه الفخامة وهذا الرقي والجمال، احتفال يليق بالوطن ويليق بفنانين ينتمون لهذا الوطن. كنت أجلس إلى جوار الفنانة علا حجازي وهي فرحة كطفلة، تصفق للفن الشعبي وراقصي المجرور وهي تقول، أحب الفرح، أحب الأعياد، أحب الناس، أحب الاحتفالات. كانت الفنانة الجميلة قلباً وقالباً فاطمة محي الدين تصور الحفل وتصور الناس وتصورنا أنا وعلا وتتصور سيلفي معنا، وكلما هممت بالذهاب، تسألني، "ايش وراكي، اقعدي كلنا مبسوطين ليش تروحي"، وأقول لنفسي صحيح، لماذا أذهب؟ "كلنا مبسوطين"، والفرحة على وجوه الجميع. لكن، كنت أعرف أن لدي احتفالاً آخر أنا المشرفة عليه، المعرض الثنائي الذي سيقام يوم الأربعاء، والذي سيكون قد أقيم حين تنشر المقالة، ربما لم نذكر بشكل صريح أنه احتفال باليوم الوطني، لكنه كذلك، حيث إنه يقام بعد يومين فقط من عيد الوطن، ويحتفي بالإبل وهو عام الإبل عندنا، ويحتفي أيضاً بقصيدة الشاعر العظيم محمد الثبيتي، وهو المعروف بقصائده التي تتحدث عن الأرض وعن كل ما يخص هذا الوطن العظيم. يوم الاثنين قضيته في الترتيب للمعرض، اتفقت مع الخطاط الذي سيكتب القصيدة على جدار المعرض. أغانٍ قديمة لمسافر عربي، إحدى أجمل قصائد الثبيتي، والتي تعبر بشكل عميق عن معرضنا، عن الإبل، وعن الأرض وعن الوطن. ثم كل الأمور الثانوية الأخرى التي نحاول بها أن يكون المعرض في أبهى حلة، خاصة أن من سيشرفنا بالافتتاح هو الوزير السفير الشاعر المثقف عبدالعزيز خوجة ولكل ما يمثل هذا الإنسان، اعتبرت مجيئه إحدى طرق الاحتفال بالوطن. أسبوع حافل، في الحقيقة شهر حافل، كل ما فيه يصب في معين الثقافة، الكتابة والفن، حيث سافرت في أوله للبحث في أمور تخص كتابي الجديد، ثم اتفقنا أخيراً على موعد المعرض الثنائي أنا والفنان عبدالله إدريس والاستجابة لدعوة الفنانة أروى نواوي للمشاركة في المعرض الجماعي. هذا اختصار للحالة التي أعيشها منذ شهر، حالة ثقافية بامتياز، حالة امرأة، كاتبة وفنانة من هذا الوطن، هل أجمل من ذلك؟! شكراً يا وطني.