الكاتبة المسرحية الكويتية تغريد الداود ترى في المسرح انتماء ووعيًا وثقافة، استطاعت أن تسجل اسمها في عالم الكتابة ببصمة خاصة عبر نصوص مسرحية يُشار إليها بالبنان، تكتب نصوصًا مميزة وتعشق التجديد في الطرح المسرحي. * كيف ترين مهرجان الخليج المسرحي؟ * يُعد من أهم الملتقيات الفنية التي تجمعنا كمسرحيين في دول الخليج، وتسمح لنا بالتعرّف على نتاج الحراك المسرحي في مجتمعاتنا، فهو يحتضن ويستعرض الطاقات الإبداعية والفكرية الراهنة. في هذا المهرجان نحن لا نتنافس على أفضل الأعمال فقط، بل نتشارك الأفكار والرؤى ونشكّل منها إسهامات جديدة هدفها تطوير الفن والمسرح الخليجي وتعزيز قيمنا وهويتنا. * ماذا تقولين عن مشاركتك مع فرقة المسرح الكويتي بالمهرجان؟ * فرقة المسرح الكويتي دائمًا حاضنة وداعمة للطاقات الشبابية وتهتم بمتابعة تجاربهم، وأتشرف بالمشاركة تحت مظلتهم في هذا المهرجان لنمثل المسرح الكويتي، وهي مسؤولية كبيرة نضعها دائمًا أمام أعيننا منذ بدء التحضير لمسرحيتنا، ونسعى لتقديم عمل يترك أثره في جمهور المهرجان الذي نحترمه ونشاركه حب المسرح. * ماذا يحتاج المسرحي الخليجي حتى يتطور تاليفًا وإخراجا وأداءً؟ * التطور هو حالة بحث دائمة، المسرحي الخليجي عليه ألا يكف عن البحث في كل ما يتعلق بالمسرح، وألا يخشى من الفشل، كذلك من المهم جدًا التأكيد أن الفن والثقافة لا ينفصلان، الفنان المثقف هو الذي يستطيع أن يقدم مسرحًا حقيقيًا. وأنا أقصد بالثقافة كل ما له علاقة بتعزيز هوية الفرد والمجتمع الخليجي والعربي، وليس الادعاء بامتلاك كم هائل من المعلومات والمصطلحات العلمية. * حدثينا عن نصك المسرحي المشارك في المهرجان "غصة عبور"؟ * هذا النص قريب من قلبي، سبق أن فاز بالمركز الأول في جائزة الشيخ سلطان القاسمي للتأليف، وتم تنفيذه في الإمارات من قبل مسرح الشارقة الوطني، ومن إخراج الفنان المبدع محمد العامري، وكذلك تم تنفيذه من قبل فرقة المسرح الجهوي في باتنة في الجزائر، كما تم عرضه في تونس أيضًا. هو نص يتناول قصة أشخاص مختلفين في حكاياتهم لا يجمع بينهم سوى طريق العودة، فلكل منهم سبب للعودة، ولكن عودتهم لما تركوه بإرادتهم أو رغمًا عنهم ليست بالأمر السهل. أكثر ما أعتز به في هذا النص هو أنه يعبر عن هموم إنسانية من خلال طرح عدة قضايا، قد يتعرض لها الإنسان في أي بقعة جغرافية كانت. * هل ترين أن المشهد النقدي يواكب المسرح في الخليج؟ * هناك الكثير من الجهود التي تستحق الاحترام في هذا المجال، ولكنها ما زالت قليلة بالمقارنة مع ما نشهده من حراك مسرحي. * في رأيك هل هناك فوارق واضحة ومهمة بين الأجيال في المسرح؟ * المسرح ابن بيئته، كل جيل يشبه زمنه، لذلك لا بد أن تكون هناك فوارق، ولكن هناك أسسًا عامة لا بد أن تجتمع في كل الأجيال. يهمني أن أذكر بأنني لمست الكثير من الدعم والاهتمام والمتابعة من الأجيال التي سبقتنا في المسرح، وكان لها دور الريادة ونشهد ذلك في معظم الأعمال التي نقدمها ونشارك فيها، وهذا أمر يجعلني أنحني احترامًا لهذه القامات الفنية التي نتعلم منها. * ماذا تقولين عن المسرح السعودي؟ وماذا عن المشهد الثقافي على اتساعه؟ * أعرف المسرح السعودي من خلال العديد من الأصدقاء والزملاء المبدعين، خاصة في مجال الكتابة. المسرح السعودي عال.ٍ في مستوى الطرح، يرتقي بالكلمة ولا يخشى التجريب. المملكة العربية السعودية تصنع حاليا نهضة جديدة على مستوى الفكر والفن والثقافة وتعدى نطاقها المنطقة الخليجية إلى العالمية، هناك جهود كبيرة تقدم في هذا المجال وبزمن قياسي، والمملكة يتوفر فيها جميع العناصر؛ لتحتل هذه المكانة المميزة التي نفخر بها لأنها تترك آثارها على الفن العربي ككل. الاهتمام بالفنون وتنظيم الفعاليات الداعمة لها واستقطاب الخبرات من كل مكان يعبر عن وعي وذكاء المسؤولين في المملكة وعن خططهم الجادة لتعزيز دور المملكة في هذا المجال. تغريد الداود